أسامة الأزهرى: مراد وهبة نموذج للملحد الفلسفى الذى نحترمه
قال الدكتور أسامة الأزهري مستشار الرئيس للشئون الدينية، إنه التقى بنماذج من مختلف شرائح الملحدين، موضحًا أن الملحد المطلق الذي له موقف فلسفي علمي يعتمد على الجدل والنقاش، والملحد المنفجر نفسيًا، والملحد اللأدري، والملحد الربوبي، ورصد التحولات الفكرية لهم سواء كانوا صغارًا أو كبارًا في السن.
وكشف الأزهري، خلال لقائه مع الإعلامي أحمد الدريني في برنامج "الحق المبين" المذاع عبر فضائية "dmc"، عن أنه من الملحدين الذين له موقف فلسفي معرفي، هو المفكر الكبير والفيلسوف مراد وهبة، مردفًا: "على المستوى الشخصي أكن له منتهى التقدير والاحترام، والفيلسوف الكبير الدكتور مراد وهبة، عطاؤه العلمي والمعرفي يمتد من الستينيات، أو قبل ذلك، أي قرابة 60 سنة أو 70 سنة، يخط سجلًا من العطاء العلمي والفكري والمعرفي مع انحياز واضح من زمن مبكر لموقف رافض الفكرة الدينية والفكرة الألوهية".
وأردف: "موقف المفكر مراد وهبة الرافض للدين والإله، من سنة 1948 كما أخبرني، وحكى لي عن ذكريات عجيبة وبحوث كان يقوم بها، وله نتاج علمي محترم".
وأكد الأزهري، أنه يجب احترام المختلفين عقائديًا، وهو المنهج العلمي الذي تربينا عليه، وليس المنهج الطائش النابع من الفكر السلفي الذي يدير الحوار بالغلظة والشتائم.
الأزهري: الاختلاف في العقائد لا يفسد العلاقات الإنسانية
وأردف: "لا حرج ولا مانع ولا تناقض ولا وجود إشكال في أن نجمع بين الموقف المنخرط في جدل معرفي وعلمي حاد ومحتدم ومختلف اختلافًا جذريًا وصراعًا عقليًا، كل هذا لا يمكن أن يشوش أو يفسد وجود علاقة إنسانية في منتهى الرقي، فالاثنان يجتمعان".
واستطرد: "إذا جاء إنسان وظن أن المودة والتقدير الإنساني يعني إلغاء الإشكالية المعرفية، وأن الود الإنساني يعني طمس المعركة الفكرية، أو يظن الإنسان أن المعركة الفكرية تعني التحول للبغضاء في الإنسانية، يصبح لديه خلل شديد"، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم استقبل وفد نصارى نجران، وجرى بينهم كلام مطول في شئون العقائد، واستقبلهم الرسول في المسجد وظلوا في ضيافته 3 أيام.
وأوضح أن استقبال الوفد في المسجد يعني أنه استقبال رسمي فيه حفاوة وتقدير، استضافهم في مقر قيادة أمة الإسلام، معقبًا: "هذا هو المنطلق النبوي، الذي انحرف عنه من يحاول إدارة الحوار بالغلظة والشتائم".