في الذكرى 42 لرحيله.. ويل ديورانت: مصر أول من وضعت دستورا للضمير الفردي والعام
تحل اليوم الذكرى الـ42 على رحيل الفيلسوف الأمريكى ويل ديورانت، إذ رحل في مثل هذا اليوم الموافق 7 نوفمبر 1981، وهو فيلسوف، مؤرخ وكاتب أمريكي من أشهر مؤلفاته كتاب “قصة الحضارة” والذي شاركته زوجته أرئيل ديورانت في تأليفه.
ولد ويل ديورانت فى 5 نوفمبر من عام 1885م ورحل فى عام 1981، عاش نحو 96 عاما قضاها فى الكتابة والبحث والتأليف وقدم العديد من الكتابات التي أصبحت مصادر رئيسية للباحثين في مجالات التاريخ والفلسفة والتي يأتي على رأسها كتابه “قضة الحضارة” إلى جانب عدد من الأعمال الأخرى والتي منها: مباهج الفلسفة، قصة الفلسفة، الفلسفة والمسألة الاجتماعية.
جاء كتابه "قصة الحضارة" موسوعي تاريخي من تأليف الفيلسوف والمؤرخ الأمريكي ويل ديورانت وزوجته أريل ديورانت، يتكون من أحد عشر جزئا يتحدث فيه عن قصة جميع الحضارات البشرية منذ بدايتها وحتى القرن التاسع عشر ويتسم بالموضوعية والمنهج العلمي.
مصر في قصة الحضارة
يشير ويل ديورانت إلى أن معالم حضارة مصر يتجلي في نهضتها الزراعية والصناعية والهندسية وأنها في أغلب الظن هي التي اخترعت الزجاج والورق ونسيج الكتان، وأنها هي التي أحسنت صنع الملابس والحلي والأثاث، وأصلحت أحوال المجتمع وشؤون الحياة، وأن المصريين أول من أقام حكومة مركزية منظمة نشرت لواء الأمن والسلام في البلاد، وأنهم أول من أنشأ نظام البريد والإحصاء والتعليم العام والفني لإعداد الموظفين ورجال الدولة، وهم الذين ارتقوا بالكتابة ونهضوا بالآداب والعلوم والطب.
ويشير ديورانت إلى أن المصريين هم “أول من وضعوا دستورًا للضمير الفردي والعام، وأول من نادى بالعدالة الاجتماعية، وبالاقتصار على زوجة واحدة، وأول من دعا إلى التوحيد في الدين، وأول من كتب في الفلسفة، وأول من نهض بعلم العمارة والنحت، وارتقى بالفنون إلى درجة من الإتقان والقوة لم يصل إليها أحد من قبلهم”.
مصر هبة النيل
قال ويل ديورانت: والنهر يفيض في كل عام ويبدأ فيضانه وقت الانقلاب الصيفي ويدوم نحو مائة يوم. وماء الفيضان هو الذي أخصب الصحراء، وأوجد مصر "هبة النيل" كما سماها هيرودوت.
ومن اليسير على الإنسان أن يدرك لِمَا وجدتْ الحضارة في هذا الوادي موطنًا من أقدم مواطنها ذلك أننا لا نجد في أي بلاد أخرى في العالم نهرًا مثل نهر النيل سخيًا بمائه، يعلو بقدر، ويسهل التحكم فيه، وليس في وسع بلاد أخرى أن تضارع مصر في هذا إلا أرض الجزيرة.
"ولقد ظل زرَّاع مصر آلاف السنين يرقبون فيض النيل بقلوب واجفة، ولا يزال المنادون إلى يومنا هذا في أيام الفيضان يعلنون أنباءه في كل صباح في شوارع القاهرة، وهكذا ينحدر الماضي إلى المستقبل انحدار هذا النهر الهادئ الدائم الجريان مارًا في طريقه بالحاضر مرًا خفيفًا.. تقسيم الأيام إلى ماض وحاضر ومستقبل عمل من صنع المؤرخين، أما الزمن فلا يعرف هذا التقسيم".