بعد تحذيرات الصحة العالمية.. مخاوف من الأمراض فى غزة: "قاتلة أكثر من القنابل"
بعد أكثر من شهر من تعرضهم للقصف المتواصل، يواجه سكان قطاع غزة المحاصرين الآن تهديدًا آخر للحياة وهو المرض، حيث حذرت منظمة الصحة العالمية من مخاوف تهدد قطاع غزة بأكمله بعد زيادة أعداد الإصابة وانتشارها، خاصة بين الأطفال الصغار.
وقد أدى الاكتظاظ في الملاجئ، وانهيار الصرف الصحي الأساسي، وارتفاع عدد الموتى غير المدفونين، وندرة مياه الشرب النظيفة، إلى ترك الجيب "على شفا تفشي الأمراض على نطاق واسع"، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
كانت الأمراض المنقولة بالمياه سببًا رئيسيًا لوفيات الأطفالـ نتيجة لتلوث معظم المياه في غزة، ففي أوائل عام 2023، كان ما يقدر بنحو 97% من المياه في القطاع غير صالحة للشرب، وأكثر من 12% من حالات وفيات الأطفال كانت ناجمة عن الأمراض المنقولة بالمياه، مثل حمى التيفوئيد والكوليرا والتهاب الكبد الوبائي، وهي نادرة جدًا في المناطق ذات الوظائف الوظيفية.
كما تم الإبلاغ عن أشكال أخرى من انتشار الأمراض المعدية في السنوات الأخيرة، وشهدت غزة عدة حالات تفشي سابقة لالتهاب السحايا– وهو التهاب في الأنسجة المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي ناجم عادةً عن العدوى-، لا سيما في الأعوام 1997 و2004 و2013.
تدهور الرعاية الصحية
إن ضعف الرعاية الصحية في غزة يعني أنه منذ بداية النزاع الأخير، أعربت منظمات مثل منظمة الصحة العالمية عن قلقها من أن العنف والحرمان يمكن أن يطغى بسرعة على النظام.
وبالتزامن مع بدء حملة القصف، فرضت إسرائيل شروط الحصار على غزة، وقد حال ذلك دون استيراد الوقود اللازم لتشغيل مولدات البنية التحتية الحيوية. وهناك حاجة إلى مولدات، لأن إسرائيل قطعت الكهرباء عن غزة.
ونظرًا لنفاد الوقود بشكل أساسي في الأيام الأخيرة، فإن هذا يعني عدم وجود كهرباء لمحطات تحلية المياه أو لجمع النفايات الصلبة، ونتيجة لذلك، اضطر الكثير من الناس إلى استهلاك المياه الملوثة أو العيش في ظروف تزدهر فيها حاملات الأمراض الحية، مثل القوارض والحشرات.
وحتى لوازم التنظيف الأساسية نادرة، والمعدات المستخدمة لتعقيم كل شيء من المعدات الطبية إلى زجاجات الأطفال غير صالحة للعمل.
وتأتي هذه الظروف غير الصحية في الوقت الذي يحاول فيه مئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة الفرار من القصف إلى الأماكن القليلة المتبقية للاحتماء بها، وقد تسبب هذا في اكتظاظ هائل، مما يزيد من خطر تفشي الأمراض المعدية.
الأطفال معرضون للخطر بشكل خاص
أبلغت منظمة الصحة العالمية عن اتجاهات مثيرة للقلق منذ منتصف أكتوبر 2023، بما في ذلك أكثر من 44 ألف حالة إسهال في غزة.
يشكل الإسهال خطرًا خاصًا على الأطفال الصغار المعرضين للجفاف الشديد، وهو يمثل السبب الرئيسي الثاني للوفاة في جميع أنحاء العالم بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، حيث نصف حالات الإسهال التي تم الإبلاغ عنها في غزة منذ بدء حملة القصف الإسرائيلي كانت بين أطفال دون سن الخامسة.
وفي الوقت نفسه، تم الإبلاغ عما يقرب من 9000 حالة من حالات الجرب ــ وهو طفح جلدي ناجم عن العث ــ فضلًا عن أكثر من 1000 حالة من حالات جدري الماء.
تفاقم التهابات الجهاز التنفسي العلوي
كما تتفاقم التهابات الجهاز التنفسي العلوي بسبب كمية الغبار والملوثات الأخرى الموجودة في الهواء بسبب تدمير المباني أثناء القصف.
ومع وجود العديد من الجثث تحت الأنقاض، وعدم القدرة على انتشالها، وضرورة حفر مقابر جماعية متعددة بالقرب من المواقع التي يلجأ إليها الناس، هناك أيضًا خطر متزايد للإصابة بالأمراض الناجمة عن عدم القدرة على التخلص من الموتى بشكل مناسب.
في حين أن الصور من غزة للمناطق والأشخاص الذين تم قصفهم مدمرة وتسببت في عدد كبير من القتلى- ما لا يقل عن 12000 بحلول منتصف نوفمبر، وفقًا للسلطات الصحية في غزة- فإن الانتشار السريع للأمراض المعدية لديه القدرة على التسبب في بل إن معدل الوفيات والمعاناة أكبر للسكان الذين يعانون من أسابيع من القصف المستمر.