رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أين أنت يا شافعى؟


اجتمعت مجموعة من العلماء عند الخليفة «هارون الرشيد» لاختبار ذكاء الإمام الشافعى. فسأله الأول: ما قولك فى رجل ذبح شاة فى منزله، ثم خرج فى حاجة وعاد فقال لأهله: كلوا أنتم الشاة فقد حرمت علىَّ، فقال أهله وعلينا كذلك!!!. فأجاب الشافعى: «إن هذا الرجل كان مشركا فذبح الشاة على اسم الأنصاب وخرج لقضاء حاجة فهداه الله سبحانه وتعالى إلى الإسلام فُحرمت عليه الشاة وعندما علم أهله بإسلامه أسلموا مثله فُحرمت عليهم الشاة كذلك». فسأله عالم آخر: شرب مسلمان عاقلان الخمر، فلماذا يقام الحد على أحداهما ولا يقام على الآخر؟!!. فأجاب الشافعى: «لأن أحدهما صبى والآخر بالغ».. فسأله العالم الثالث: زنا خمسة أفراد بامرأة، فوجب على أولهم القتل، والثانى الرجم، والثالث الحد، والرابع نصف الحد، وآخرهم لا شى؟!.

فأجاب الشافعى: استحل الأول الزنا فصار مرتداً فوجب عليه القتل، والثانى كان محصناً، والثالث غير محصن، والرابع كان عبداً، والخامس مجنوناً.. فسأله الرابع: رجل صلى، ولما سلم عن يمينه طلقت زوجته. ولما سلم عن يساره بطلت صلاته. ولما نظر إلى السماء وجب عليه دفع ألف درهم؟!! فأجاب الشافعى: «لما سلم عن يمينه رأى زوج امرأته التى تزوجها فى غيابه قد حضر، فطلقت منه زوجته.. ولما سلم عن يساره رأى فى ثوبه نجاسة فبطلت صلاته. فلما نظر إلى السماء رأى الهلال وقد ظهر فى السماء وكان عليه ألف درهم دين يستحق سداده فى أول الشهر».. فسأله الخامس: كان رجلان فوق سطح منزل، فسقط أحدهما فمات فُحرمت على الآخر زوجته؟!! فأجاب الشافعى: «إن الرجل الذى سقط فمات كان مزوجاً ابنته من عبده الذى كان معه فوق السطح فلما مات أصبحت البنت تملك هذا العبد الذى هو زوجها فُحرمت منه». ثم التفت الشافعى لهارون الرشيد قائلاً: إنى سائل هؤلاء العلماء مسألة واحدة « مات رجل وترك 600 درهم، فلم تنل أخته من هذه التركة إلا درهماً واحداً؟!! نظر العلماء بعضهم إلى بعض طويلاً ولم يستطع أحدهم الإجابة فطلب الرشيد من الشافعى الإجابة. فقال: « مات هذا الرجل عن ابنتين، أم، زوجة، اثنى عشر أخاً وأخت واحدة. فأخذت البنتان الثلثين 400 درهم، وأخذت الأم السدس 100 درهم، وأخذت الزوجة الثُمن 75 درهماً، وأخذ الاثنا عشر أخاً 24 درهماً، فبقى درهم واحد للأخت»... وإسلاماه!! أين نحن من هؤلاء العلماء؟ أين نحن من هذا المجلس؟. أين نحن من هذا العلم ومن هذا الفقه ومن هذا التفسير!! فارق كبير بين هؤلاء وهؤلاء!!! فهؤلاء الأولى هم علماء وفقهاءالإسلام الأوائل وهؤلاء الثانية هم فقهاء الفتاوى الغريبة الشاذة!! علماء الفضائيات!!! علماء التكفير!!!. علماء القتل!! فبعض علماء هذا الزمان وصفهم شفيعى وشفيعك صلى الله عليه وسلم «هناك أئمة يقفون على أبواب جهنم يدعون إلى النار إذا اطعتموهم هلكتم». موعدنا الخميس المقبل إن شاء الله.