رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر أمانة فى أعناقنا جميعاً..وليس الرئيس فقط


لا أدرى ما سبب انتقاد البعض دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى حينما قال «لو كل واحد صحى الصبح ..ودفع جنيه عن طريق موبايله ..هنجمع فى الشهر 300 مليون جنيه.. وفى السنة 4 مليارات جنيه»..بصراحة الرجل لم يُخطئ بل تحدث من قلبه لأنه سبق الجميع فى التبرع بنصف راتبه ونصف ثروته..الرجل يقدر جيداً حجم المسئولية الملقاة على عاتقه بعدما نهب اللصوص من أموال وأراضى الشعب طوال العقود الماضية وأصبحوا يتحكمون -بشكل أو بآخر-فى مصير البلاد وأرزاق العباد..الرجل يعرف أنه مُحاسب أمام الله عن 90 مليون مصرى..الرجل تكلم بوضوح وشفافية لم نعهدها ممن سبقوه..تكلم عن «بقايا دولة»..تكلم عن المخاطر التى نواجهها من أعداء الداخل والخارج..طالبنا بألا نعمم مساوئ عدد من عناصر الشرطة على بقية عناصرها.. ونحن بدورنا نؤكد أن جهاز الأمن له دور عظيم فى حماية الجبهة الداخلية .. ارجعوا معى إلى الماضى القريب حينما كان المجرمون يسرقون سيارات المواطنين ويتصلون بهم للمطالبة بمبالغ مالية كبيرة مقابل الإفراج عنها..وفى حالات كثيرة يسرقون المال والسيارة معاً..ونفس الشئ تفعله العصابات المتخصصة فى خطف الأطفال والأثرياء للحصول على فدية أو ذبح الرهينة.. الجميع كان يسيطر عليه حالة من الفوضى والهرج والمرج التى انتشرت فى الشارع المصرى لأكثر من ثلاث سنوات.

أعزائى القراء ..دعونا نكون أكثر وضوحاً.. «السيسى» كشف فى حديثه عن أمور خطيرة..تكلم عن المخططات الشيطانية لأعداء الداخل والخارج لإفشال الدولة..تحدث عن الإعلام المغرض الذى يبث للشعب أخباراً محبطة ولا يقول الحقيقة..تحدث عن المشروعات الكبرى مثل قناة السويس الجديدة و شبكة الطريق القومية الجديدة..وتحدث عن تطوير شبكة الكهرباء والعقد المبرم مع «الروس» لإنشاء محطة الضبعة النووى ..وعن تنمية محور قناة السويس وتعمير سيناء والمستقبل الواعد لتوطين ملايين المصريين فيها..تكلم عن قوة وصلابة ونجاح قواتنا المسلحة فى مواجهة الإرهاب الداخلى والخارجى..خاطب الشعب-وهو محق فى ذلك- بأن يسمع منه تلك الحقائق دون غيره طالما أن هناك من يتعمد تجاهل هذه الإنجازات ولا يتحدث سوى عن العورات الموروثة منذ عقود طويلة مضت..

نرجع مرة أخرى إلى دعوة الرئيس لتبرع المصريين ولو بـ «جنيه واحد كل يوم» لدعم المشاريع الحيوية مثل تطوير العشوائيات والقرى الأكثر فقراً و.....وبهده المناسبة كنت قد كتبت مقالاً منذ عام ونصف العام تقريباً بعنوان « السيسى وأم كلثم وبيل جيتس»..قلت فيه إن فقراء مصر ينتظرون الخير على يد الرئيس رغم زيادة معاناتهم من موجة رفع الأسعار..وأوضحت أنه لا سبيل أمامنا إلا أن نتكاتف خلفه ونبارك خطاه ونحذو حذوه..وتطرقت إلى الموقف العظيم الذى تبنته كوكب الشرق على عاتقها إثر أحداث يونيو 1967.. لقد أَقْسَمَتْ «ألا يغفل لها جفن وشعب مصر يشعر بالهزيمة» بعد النكسة .. فأحيت الحفلات على جبهة القتال لرفع الروح المعنوية لخير أجناد الأرض..تبرعت بكل مجوهراتها وريع حفلاتها داخل مصر وخارجها لصالح «المجهود الحربى»..قال عنها «أسطورة» فرنسا « شارل ديجول» حينما سمعها تغنى فى بلاده أغنية «فدائيون»: «لمست معها أحاسيسى وأحاسيس كل الفرنسيين جميعاً بآلام الشعب المصرى».. وقفت كالمارد جنباً إلى جنب بجوار الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تتحدى الواقع الأليم وتبشر بالانتصار القريب..تقدمت صفوف الرجال وجمعت التبرعات لصالح شعبها فى أحلك ظروفه..الكلام ده موجه لفنانينا الذين تعدت أجورهم فى مسلسلات رمضان الـ 20 مليون جنيه.. ورغم ذلك لم نسمع عن تبرعاتهم.

إنها امرأة بألف ألف رجل من أصحاب الكروش العفنة والضمائر الخربة والنفوس المريضة والقلوب الميتة والعقول المتآمرة على تراب هذا الوطن.. الرئيس أقسم بالله العظيم ثلاث مرات فى اجتماعه برجال الأعمال إنه لو «يمتلك 100 مليار لتبرع بها لمصر».. وأقسم مؤخراً أنه « لو ينفع يتباع من أجل مصر لفعلها»..رسائل قوية لأثرياء مصر الذين يبخلون على بلادهم بالمال..حينها قلت لأحد زملائى المخلصين إن «اجتماع الرئس برجال الأعمال سيكشف عن مفاجآت سارة لصالح الوطن بلا شك».. مصمص صديقى شفاه وقال لى: «إبقى تعالى قابلنى»..وبعد مرور هذا الوقت اتضح أن صديقى كان عنده حق فعلاً.. ويبقى السؤال: أين تبرعات سيدات الأعمال المصريات فى هذه الأزمة؟؟..ولماذا لم يدعهن الرئيس أو يعقد لهن مؤتمراً خاصاً بهن؟؟..هن يستطعن الوقوف خلف الرئيس ودعمه .. أنا متأكد مما أقول.. ألم يقفن بجانبه فى الانتخابات الرئاسية وقفات تاريخية..يقينى أن نجاح الرئيس فى مهامه ونهوض مصر من كبوتها سيصب فى صالح رجال وسيدات الأعمال والفنانين كما بقية شرائح المجتمع.

«بيل جيتس».. رجل الأعمال الأمريكى ومؤسس شركة «مايكروسوفت».. تبرع بثلاثة وثلاثين مليار دولا وهى نصف ثروته..وعلى نهجه تبرع 92 مليارديرا من أثرياء أمريكا وكندا وروسيا لصالح الأعمال الخيرية فى بلادهم والعديد من بلدان العالم الفقيرة على الرغم من استقرار وضع بلادهم الاقتصادى.. والسؤال الآن: ماذا سيفعل الرئيس أكثر مما فعل؟ نحتاج معجزة أو حلاً عبقرياً لاستمالة قلوب رجال وسيدات الأعمال والفنانين وكل أثرياء مصر لدعم الاقتصاد.. الأمل الآن معقود على هذه الطبقة..ولنبدأ الآن فى التبرع ولو بمبالغ زهيدة.. أو بساعتى عمل –مثل اليابانيين- لصالح الوطن حتى ننقذه من براثن المؤامرة الأمريكية-الأوروبية-التركية-الإيرانية-القطرية- الإسرائيلية-الإخوانية التى عصفت بالعراق وليبيا واليمن وتونس والسودان وسوريا..الآن يا مصريين- تبرعوا- وليس بعد..فالوضع الاقتصادى – جد-خطير ولا يحتمل الانتظار لحين أن نجنى ثمار المشاريع الكبرى.

أخيراً نطالب بعدم التهاون فى استرداد 142مليار جنيه حق الدولة من مخالفات ثلاثة طرق صحراوية من لصوص المال العام وهى: «القاهرة – الإسماعيلية».. و«مصر- إسكندرية».. و «مصر- السويس»..خاصة بعد قرار «السيسى» بتشكيل لجنة لاسترداد هذه المستحقات برئاسة «محلب».. وفتح حساب بنكى تحت مسمى «حق الشعب» لإيداع المبالغ المحصلة من هذه المخالفات للاستفادة منها فى المشروعات القومية الكبرى.. خاصة مشروع الـ «1.5 » مليون فدان..كما نطالب بتطبيق أقصى عقوبة على من يمتنع عن السداد بإجراءات رادعة مثل: فصل الكهرباء والمياه والصرف الصحى و.... فهل ستنجح الحكومة الحالية فى التصدى لأباطرة الصحراوى ؟؟.