رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"مؤتمر الكوميسا" فرصة أخيرة لإنعاش الإقتصاد

خبير اقتصادى : نستطيع جذب 50 مليار دولار من أفريقيا

أبوبكر الديب، الخبير
أبوبكر الديب، الخبير الاقتصادى

قال أبوبكر الديب، الخبير الاقتصادى إن مؤتمر "الكوميسا" أو "أفريقيا 2016"، الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ، خلال الفترة من 20-21 فبراير الجاري، يمثل الفرصة الأخيرة لإنعاش الإقتصاد المصري، وإنقاذ الجنيه.
وأوضح إن الدول الإفريقية تمتلك إمكانيات وثروات طبيعية هائلة، وأنه يمكن لمصر جنى مكاسب تصل إلى 50 مليار دولار، من فتح ذراعيها للقارة الإفريقية، سواء فى الإستثمار بدولها، أو بجذب استثمارات الأفارقة إليها.
وطالب بتحرير تأشيرات الدخول والخروج عبر الحدود بين البلدان الإفريقية، لتسهيل حركة التجارة والإستثمار، داعيا الحكومة ورجال الأعمال الي إستغلال المؤتمر لتوطيد العلاقات مع دول إفريقيا وفتح آفاق استثمارية جديدة، بدلا من ترك الساحة فارغة لإسرائيل وغيرها.
ورحب بموافقة ممثلي " التكتلات الإقتصادية الأفريقية الثلاثة "الكوميسا، الساداك، تجمع شرق أفريقيا"، رسميًا، على الإندماج في تكتل واحد وفق برنامج تنفيذي مدته عامان، وإقامة منطقة تجارة حرة بالقارة.

وأكد الديب، أن الاندماج وإقامة المنطقة الحرة، سيحققان العديد من الفوائد، منها إعادة مصر لدورها الريادي في القارة، وزيادة حجم الصادرات والتبادل التجاري، وسيجعل دول القارة أكثر قوة وتأثيرا في المحافل الدولية.

وقال إن فكرة التكامل والإندماج بين التجمعات الاقتصادية الأفريقية، ترجع إلى خطة عمل لاجوس لعام 1980، ومعاهدة أبوجا لعام 1991، بهدف إنشاء الجماعة الإقتصادية الأفريقية، وفي عام 2005، بدأت الإرهاصات الأولى بين التجمعات الإقتصادية الثلاثة من أجل بحث سبل تعزيز الإندماج الاقتصادي والتجاري فيما بينهم، وخاصة بالنسبة لمجالات التجارة، الجمارك، وتنمية البنية التحتية والصناعة، ثم عقدت القمة الأولي للتجمعات الثلاثة بكمبالا في عام 2008، والقمة الثانية بجنوب أفريقيا في منتصف يونيو 2011، حيث بدء التفاوض لإنشاء سوق متكاملة من 26 دولة يستوعب حوالي 600 مليون نسمة.

وأوضح الديب، أن التجمعات الإقتصادية الثلاثة تضم 26 دولة أفريقية هي: مصر، إثيوبيا، إريتريا، كينيا، مالاوي، موريشيوس، رواندا، سيشيل، السودان، ليبيا، جيبوتي، أوغندا، زامبيا، زيمبابوي ، وبوتسوانا، ليسوتو، ناميبيا، أنجولا، جنوب أفريقيا، سوازيلاند، تنزانيا، موزمبيق، بوروندي، جزر القمر، الكونغو الديمقراطية، ومدغشقر.

وقال إن دمج التكتلات الإفريقية في تكتل واحد سيمنح دول افريقيا قوة أمام باقي الدول والمنظمات الدولية، مشيرا إلي أن القارة الإفريقية زاخرة بالخيرات، رغم ما نهب منها خلال فترة الإستعمار، ويتعين أن تستغل هذه الثروات الضخمة لصالح الشعوب الأفريقية.

وأوضح أن السوق الإفريقي كبير حيث يتخطي 600 مليون نسمة، وبالتالي فإن الإندماج سيعزز الصادات ويعود بفائدة ايجابية علي مصر وإفريقيا ، وسيزيد حجم التبادل التجاري بين مصر وإفريقيا.

وأكد الديب، أن مؤتمر الكوميسا يمكنه دفع عجلة الإستثمارات الأفريقية داخل مصر، من خلال مناقشة تطوير بيئة الإستثمار لدفع عجلة الإقتصاد المصري إلى الأمام، من خلال توقيع اتفاقات اقتصادية تعمل على تشجيع وتهيئة مناخ الاستثمار في القارة السمراء.

وضرب مثلًا على ذلك باستيراد مصر الخشب من دولة فرنسا التي تقوم بالاستثمار في الكاميرون والغابون من خلال إنشاء مصانع ضخمة، نظرًا إلى تميز هذه الدول بضخامة الغابات هناك، مشددًا على ضرورة إرسال مصر بعثات كبيرة من الدكاترة والباحثين؛ الي افريقيا.

وطالب بالتوصل إلى النمو المتواصل والتنمية المستدامة في الدول الأعضاء وذلك عن طريق تشجيع هيكل إنتاج وتسويق متوازن ومتناسق، و دفع عجلة التنمية المشتركة في كافة مجالات النشاط الاقتصادي وكذا التبني المشترك لسياسات الاقتصاد الكلي وبرامجه وذلك لرفع مستويات المعيشة السكانية وتشجيع العلاقات الحميمة بين الدول الأعضاء، و التعاون في خلق مناخ مواتي للاستثمار المحلي والأجنبي والعابر للحدود، و التعاون في تعزيز العلاقات بين السوق المشتركة وبقية دول العالم، والتعاون في مجال دفع مسيرة السلام والأمن والاستقرار بين الدول الأعضاء وذلك لتقوية أواصر التنمية الاقتصادية في المنطقة.

وأوضح الديب، أنه من أهم الصادرات المصرية إلى دول الكوميسا هي : منتجات الألمونيوم، الأدوية، المنتجات البترولية، السجاد والموكيت، السيراميك، المنتجات الغذائية، الأثاث، الأسمدة، المبيدات الحشرية، الأسمنت وحديد التسليح، الأرز، والمنسوجات، وأهم الواردات المصرية من دول الكوميسا، الشاي والبن، الكاكاو، البقول، التبغ، السمسم، الجلود الخام، مواد الدباغة، الخلاصات النباتية والعطرية، الإبل الحية ، ويتيح الانضمام لمجموعة الكوميسا العديد من الفرص الاقتصادية، على أساس أن هناك مجالات اقتصادية كثيرة للتعاون مع أفريقيا باعتبارها سوقاً مناسبة للإنتاج المصري

واشار ان هناك مورد خصب لكثير من الخامات إلى جانب ما تملكه من فرص للتوسع الزراعي، ففي مجال الصناعة: تتيح العضوية في الكوميسا الفرصة للسلع الصناعية المصرية أن تدخل لأسواق الدول الأعضاء، وحصولها على تخفيضات جمركية ودخولها معفاة من الرسوم الجمركية لأسواق المجموعة، إلى جانب تمتع هذه السلع بمزايا نسبية مقارنة بدول أخرى

وقال أن حق أنشاء الشركات الذي يتيحه ميثاق الكوميسا يُعد حافزاً لأي مستثمر مصري أن يقيم شركة باسمه أو بالمشاركة مع أحد رجال الأعمال في هذه الدول وأن يتمتع بالإعفاءات الممنوحة للاستثمارات فيها، وقامت بعض الشركات المصرية بفتح فروع لها في هذه الدول مثل شركات تصنيع الألمونيوم والأدوات المنزلية والآلات الكهربائية، الأمر الذي أعطى السلع الصناعية المصرية مركز تنافسي أفضل في أسواق هذه الدول
ويرى انة في مجال الزراعة: أبدت العديد من دول المجموعة رغبتها في الإستفادة من الخبرة المصرية في مجال الزراعة، حيث تقدمت العديد من دول الكوميسا بطلبات إلى مصر لإقامة مزارع نموذجية بها تتراوح مساحتها ما بين 2000 إلى 20 ألف فدان، تتوافر بها البنية الأساسية للزراعة وموارد المياه، ويمكن لهذه المزارع أن تستوعب أعداد كبيرة من العمالة المصرية، كما يمكن أن تمثل مصدر رخيص لواردات مصر الزراعية
واوضح انة في مجال المقاولات: تتمتع شركات المقاولات المصرية بخبرة واسعة في الأسواق الأفريقية، وهو ما أتاح الفرصة لهذه الشركات في تطوير البنية الأساسية لمعظم دول المجموعة، إضافة إلى ذلك توجد مشروعات للربط الكهربائي بين هذه الدول ومصر، أما في مجال الخبرة والدعم الفني فيلعب الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا دوراً هاماً، حيث يقوم بتوفير الخبرات المصرية اللازمة للمشروعات التنموية في أفريقيا، كما يقوم بعمل دورات تدريبية للكوادر الأفريقية من هذه الدول، كذلك تقوم مصر بتقديم بعض المعونات الفنية لهذه الدول سواء في صورة منح دراسية لبعض أبناء هذه الدول.