رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

احذروا الفتنة فى أزمة الأطباء والداخلية


تابعت قضية أطباء وأمناء الشرطة بمنطقة المطرية طوال الأيام الماضية.. وحسب الحلقة التى أذاعها الإعلامى وائل الإبراشى بين طبيبين وضابط سابق بالقوات المسلحة ومعه أمين الشرطة أحد أفراد الواقعة، وما نشرته الصحف وتناقلته بعض المواقع الإلكترونية
يتضح لنا فداحة هذه الجريمة بين طرفى المشكلة.. فلا أمناء الشرطة المنوط بهم حماية المستشفى وتنفيذ القانون كانوا أمناء.. ولا هؤلاء الأطباء كانوا «ملائكة رحمة» -كما نظن- فى تعاملهم مع المرضى عندما امتنعوا عن القيام بواجبهم وعلاجهم.. ولا أدرى كيف تطورت الأمور بين الطرفين بقدرة قادر حتى تصبح قضية رأى عام أربكت الدولة فى أثناء خطاب الرئيس السيسى أمام مجلس النواب يوم الأحد الماضى.. إنها مأساة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ.. رأينا الأطباء وهم يحاولون فرض إرادتهم على الجميع بطريقة تتنافى مع أبجديات الأمن والأمان والاستقرار.. إذ كيف تستقبل نقابة الأطباء فى هذه الأثناء عناصر تزيد من اشتعال الأزمة ولا تهدئها مثل : حمدين صباحى وخالد على وممدوح حمزة وجورج إسحق وغيرهم؟.. ثم ما علاقة هؤلاء بمشكلة الأطباء مع وزارة الداخلية؟.. إن هذه الوجوه حولت مسار المشكلة إلى ما لم نكن نتوقعه.

نضيف إلى ذلك ما نشرته أمس جريدة يومية تحت عنوان: «الجزيرة تفبرك مكالمة لتصعيد أزمة الأطباء مع الداخلية».. تفاصيل الخبر كشفت عن انتحال معد بنفس القناة صفة طبيب مصرى معروف وعضو بجمعية الأطباء.. ويوضح الخبر أن هذا المعد أجرى مداخلة هاتفية يهاجم فيها الدولة والشرطة لتأكيد أن جمعية الأطباء كانت ضد الدولة وثورة 30 يونيو.. وهو ما دفع الطبيب الأصلى لتحرير محضر بالواقعة ضد القناة «الفتنة».. وهنا يجب التأكيد على أن الأمر أخطر من كونه واقعة اعتداء بين عناصر من جهتين نقدر دورهما العظيم فى خدمة مصر وشعبها.. وهذا ما جعلنا نناشد وما زلنا منذ البداية بتدخل رئيس الجمهورية ووزيرى الداخلية والصحة لوأد هذه الفتنة.. وحتى نكون أمناء مع أنفسنا لابد من محاسبة المسىء فى دولة القانون.. سواء من رجال الشرطة الذين يسيئون لهذا الجهاز.. أو من الأطباء الذين انتزعت من قلوبهم الرحمة ورفضوا علاج المرضى.. عن نفسى أعرف منهم أبالسة لا هم لهم إلا جمع المال على حساب صحة المواطن.. تماماً مثل العناصر التى تسىء للداخلية.. لذا أتمنى من النائب العام أن يأمر بفتح ملف الخارجين عن القانون من الوزارتين.. فنحن أصبحنا فى دولة يحكمها القانون ولا مجال فيها للبلطجة ولى الذراع وشل حركة الشعب وتعطيل مصالحه.

أكتب عن هذا الموضوع بسبب ظهور الأيادى الخبيثة التى تحاول استغلال مثل هذا الخلاف وغيره لضرب أمننا واستقرارنا فى مقتل.. ولمثل هؤلاء أقول.. لن نسمح لأى فصيل أياً كان وتحت أى ذرائع أن يجنح بمصر إلى طريق مجهول فى ظل المؤامرات العالمية الداخلية منها والخارجية التى تحاك ضدنا ليل نهار.. الأمر الذى يجعلنى أحذر صانع القرار من الفئة الضالة، الخائنة لله ورسوله من أبناء جلدتنا الذين يعبثون بعقولنا فى الإعلام كما الفن والثقافة والأدب.. ولنقرأ كيف انتبه الزعيم الألمانى أدولف هتلر إلى هؤلاء المتآمرين فى كتابه «كفاحى» عندما قال : «المطلوب الآن تدمير الفوضى التى تؤدى إلى انحطاط الأفراد الخلقى».. لافتاً إلى أن «عدم قدرتنا على استخدام القوة فى الحرب ضد المجرمين الذين يهددون المجتمع.. سببها عدم تأكدنا من براءتنا التامة من الأسباب النفسية والاجتماعية لهذه الظواهر».. ويضيف: إن «شعورنا الجمعى بالذنب تجاه مآسى الانحطاط الأخلاقى يشل قدرتنا على إنقاذ أقل الخطوات قسوة فى الدفاع عن مجتمعاتنا.. وحين نتحرر من سلطة عقدة الذنب هذه.. سنقدر على الوصول للقوة التى تدمر الأعشاب الضارة والأفكار المارقة».

«هتلر» قال هذا الكلام حينما شعر بالخطر الصهيو-رأسمالى على فقراء بلده.. ولأن الزعيم النازى - سواء اختلفنا معه أو اتفقنا - كان يعشق تراب وطنه.. فإنه كان حريصا على خلق شعور وطنى لدى شعبه من خلال الأسرة والمدرسة كى يعظم الإنجازات الثقافية والاقتصادية والسياسية للألمان حتى يستطيع بعد ذلك أن يدخل الحرب من أجل ما يحب.. وأن يحب فقط ما يحترمه.. ويحترم على الأقل –بحسب كلامه- ما يعرفه.. محذراً شعبه من التلوث الفكرى اليهودى المتغلغل فى المجالات السابقة فيقول : «إن تسعة أعشار القذارات فى الأدب والمسرح اللذين ينتجهما اليهود فى بلادنا مع أنهم لا يزيدون على 1٪ من سكان ألمانيا»، كاشفاً عن أن الصحافة الدولية كان أغلب كتابها يهوداً.. لذا أدركت الآن وضاعة أسلوبهم الموضوعى فى الرد على مهاجميهم.. كما أن التزامهم الصمت أحياناً.. ما كان سوى خداع يهدف إلى السيطرة على الناس».

ويوضح «هتلر» أنه عرف الآن من أغوى شعبه لطريق الضلال.. ويزيد: «عرفت أيضاً أن إنقاذ شعبى من براثن اليهود ممكن.. تم تأكدت أن اليهودى لا تتغير أبداً آراؤه الضالة.. فقد بح صوتى من مناقشتهم دون جدوى.. وعندما أصبت أحدهم بضربة فكرية مميتة وشاهد جميع السامعين هذا واضطر هذا الغريم للتسليم.. لكن سرعان ما عاد إلى طبيعته ومواقفه فى صباح اليوم التالى وكأن أى تغيير تحدثنا فيه وعنه لم يحدث.. يا للبلاهة»!!. ويتساءل الزعيم النازى: هل كتب القدر لليهود التوفيق والسيطرة على الآخرين لأسباب لا نعرفها؟.. وهل يمكن أن يكون النصر حليفاً لأمة ما عاشت إلا للدنيا ؟.

ويستطرد: «أما نقد الماركسية باعتبارها أهم الأفكار اليهودية فقد توصلت إلى أنها ترفض فكرة الصفوة الارستقراطية الموجودة فى الطبيعة وتستبدل القوة الفكرية بالكثرة العددية.. وهى لهذا السبب ترفض أى قيمة فردية.. بل وتعارض الفكر القومى وتسحب من الإنسانية ثقافتها.. إنها فكرة كفيلة بتدمير أى حضارة.. وإن انتصر اليهود بمعونة هذا الفكر فإن نصرهم سيكون الدمار النهائى للإنسانية».. ما سبق ليس كل شىء قاله «هتلر» عن الوطنية وتنميتها لدى المواطن الألمانى وهذا ما يهمنا فى هذا المقال.. وما يحسب لهذا الزعيم أنه كشف كل المؤامرات التى تحاك لبلده من اليهود وأتباعهم.. ثم عمل على وأدها فى مهدها.. وهذا ما جعل من ألمانيا فى فترة وجيزة قوة عالمية يخشاها الأصدقاء قبل الأعداء.

أخيراً.. ألفت انتباه القارئ العزيز إلى أن المؤامرات لن تقتصر على الأطباء والداخلية حالياً.. بل تعدت ذلك إلى حقيقة ما نشرته «الدستور» أمس بأن «الإخوان» فى مصر يوزعون منشورات تطالب بانفصال الصعيد عن الدولة بدعم من تنظيمهم الدولى وتركيا وقطر، وتحذر الجريدة من مساعدة الجماعة الإسلامية فى ترويج هذه الفكرة الشيطانية.. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.