رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حوادث الإرهاب تلقي بظلالها علي السياحة": انعدام التواجد الروسي.. وألمانيا تحتل الصدارة في عدد السائحين.. وخبراء: تعافي القطاع يحتاج إلى قرار سياسي

جريدة الدستور

حوادث عده شهدتها مصر خلال فترة زمنية قصيرة، كان أبطالها سائحين من جنسيات مختلفة، كانت أولاها في سبتمبر العام الماضي حيث قتل 12 وجرح 10 آخرين من جنسيات مكسيكية ومصرية بطريق الخطأ، عبر قوات مشتركة من الشرطة والقوات المسلحة في عملية ملاحقة لإرهابيين بمنطقة الواحات بالصحراء الغربية.
وفي 31 أكتوبر من العام الماضي، تحطمت طائرة الروسية بمنطقة سيناء، ما أدى إلى مقتل جميع ركابها وأفراد طاقمها، وعددهم 224 شخصًا، وتسببت تلك الحادثة بحسب وكالات وصحف في أضرار فادحة للسياحة المصرية، فاقت ما تكبدته طيلة خمس سنوات من الاضطرابات السياسية في البلاد، خاصةً مع توقف الرحلات البريطانية والروسية للقاهرة عقب الحادث الذي حامت حوله شبهات جنائية بسقوطها نتيجة تفجير إرهابي.
تباينت ردود الأفعال عقب تلك الحوادث المتفرقة بين حظر السفر الي مصر، و المطالبة بفتح تحقيقات مشتركة حول ملابساتها، إلا بيانات الإحصاء كشفت عن تأثر قطاع السياحة سلبا وهو ما اتضح جليا في تراجع أعداد السائحين الوافدين الي مصر خلال شهر ديسمبر الماضي.
فقد سجل عدد السائحين الوافدين من روسيا الاتحادية تراجع كبير بنسبة 96.8%، حيث بلغ عدد السائحين الروس الوافدين الي مصر خلال شهر ديسمبر الماضي 6358 سائح مقابل 1999496 سائح في ديسمبر 2014.
وجاءت في المرتبة التالية السياحة الوافدة من المملكة المتحدة، حيث بلغ عدد السائحين الإنجليز 23098 سائح في ديسمبر الماضي مقابل 73025 سائح في ديسمبر 2014 بانخفاض قدره 68.4% .
كما تراجعت أعداد السائحين القادمين من إيطاليا الي 12629 سائح مقابل 34404 خلال فترة المقارنة بنسبة انخفاض قدرها 63.3%.
وأشار الجهاز المركزي للتعبئة العامة و الإحصاء ، في نشرته الشهرية للسياحة، إلي انخفاض أعداد السائحين القادمين من تركيا الي 2174 سائح مقابل 3233 سائح بنسبة انخفاض قدرها 63.3%.
السياحة المكسيكية تراجعت هي الأخرى بنسبة 18.1% ، حيث بلغ عدد السائحين الوافدين من المكسيك خلال ديسمبر الماضي 453 سائح مقابل 553 سائح في ديسمبر 2014.
وفي المقابل، شهد عدد السائحين الوافدين من إسرائيل إلى مصر ارتفاعا خلال شهر ديسمبر الماضي، حيث وصل عددهم لـ 7900 سائح مقابل 6088 سائح خلال الشهر ذاته عام 2014 بزيادة قدرها 29.8%، وذلك بنسبة 4.8% من إجمالي عدد السائحين الوافدين من أوروبا الغربية.
وأشار الجهاز المركزي إلى أن السائحين القادمين من ألمانيا احتلوا المرتبة الأولى بين أعداد السائحين القادمين من أوروبا الغربية بـ68037 سائح في ديسمبر 2015 مقابل 77708 سائح بنسبة 41.1% من إجمالي السائحين القادمين من أوروبا الغربية.
وارتفعت أعداد السائحين القادمين من الصين إلى 10370 سائحا خلال شهر ديسمبر 2015، بنسبة 65.2% من إجمالي السائحين الوافدين من شرق آسيا والباسيفيك، مقابل 7973 سائح بنسبة زيادة 30.1% في ديسمبر 2014.
عماري عبد العظيم، رئيس شعبة شركات السياحة والطيران بالغرفة التجارية للقاهرة، أكد أن إحجام الوفود السياحية عن القدوم إلي مصر نتيجة طبيعية للقرارات التي اتخذتها عدد من الدول في مقدمتها روسيا و بريطانيا و أمريكا بحظر السفر الي مصر، مشيرا الي أن عودة حركة السياحة الي طبيعتها يتطلب قرار سياسي من تلك الدول برفع الحظر عن مصر.
ولفت الي أن تعافي نشاط السياحة يتوقف علي قدرة مصر علي الارتقاء بمستوي المنظومة الأمنية بأقصى سرعة، من خلال الاستعانة بالخبرات الأجنبية في مجال تأمين المطارات و المناطق السياحية مع الاحتفاظ باليد العليا لتكون لصالح المؤسسة المصرية.
وشدد مجدي سليم، رئيس قطاع السياحة الداخلية السابق، على أهمية التحرك من أجل إنشاء شركات سياحية مصرية موثوق بها في الخارج، إضافة إلي تنظيم قوافل سياحية، ورحلات تعريفية للمراسلين الأجانب، مع الاهتمام بسياحة الترانزيت باعتبار أن مصر تتوسط العالم وانطلاقا من أهمية موقعها الجغرافي بين القارات الثلاث مما يمنح لمطاراتها ميزة نسبية تختلف عن غيرها من الدول يمكن الاستفادة منها في الترويج للمقاصد السياحية لدينا.
وأضاف الخبير السياحي، أن السوق الأفريقي هو الآخر يعد من الفرص الواعدة أمام مصر وخاصة دولتي جنوب أفريقيا ونيجيريا اللاتي تعدان من الدول المتقدمة ولديهما اقتصاد قوي و حركة سياحية من مواطني الدولتين خصوصا وأنهما يعتمدان علي مطار القاهرة في الانتقال من والي دول أوروبا بما يجعل المطار بمثابة ترانزيت لهم.
ولفت الي أهمية بذل المزيد من الجهود لتشجيع السياحة الوافدة من دول شرق آسيا مثل الهند والصين وكوريا واليابان بما يعوض تراجع حركة السياحة الوافدة من دول أوروبا.