رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القارة السمراء و"الكوميسا".. فرصة ذهبية لإنقاذ الاقتصاد

القارة السمراء
القارة السمراء

18 عامًا مضت على توقيع مصر لاتفاقية السوق المشتركة للشرق والجنوب الأفريقي "الكوميسا" والتي شهدت فيما بعد تطور ملحوظ بإنشاء منطقة التجارة الحرة بين 8 دول منهم مصر.

وتستضيف مدينة شرم الشيخ خلال الشهر الجاري مؤتمر "الكوميسا" لبحث ومناقشة تعميق العلاقات وزيادة الصادرات وحركة التجارة بين الدول الأعضاء.

ويرى خبراء ومستثمرون أن القارة السمراء بكافة دولها وتحديداً الأعضاء بالكوميسا يمثلون فرصة ذهبية للاقتصاد المصري إذ يمكن مضاعفة حجم الصادرات المصرية بتعميق العلاقات مع هذه الدول إضافة إلى اقتناص رؤوس الأموال الأفريقية الحائرة بالقارة، مشيرين في الوقت ذاته إلى تقصير الدولة المصرية وعدم استغلالها لوجود اتفاقية الكوميسا التي تتيح لها فرصً لا مثيل لها.

وقال عمرو عبداللطيف، المدير التنفيذي لجمعية المصدرين المصريين "إكسبولينك"، إن السوق الأفريقي يمثل أهمية كبرى للصادرات المصرية، مشيراً إلى أن المصدرين المصريين لا يولون السوق الأفريقي الاهتمام الكافي في الوقت الحالي، ومن الضروري زيادة الوعي بأهمية هذه السوق.

وأضاف "عبداللطيف"، أن الواردات الأفريقية دون الشمال ودولة السودان تصل إلى 330 مليار دولار سنويا، يصل نصيب مصر منها إلى 1.2 ملياراً، متابعاً أن أهم الوسائل والفرص المتاحة لزيادة الصادرات المصرية ومضاعفتها هي "السوق الأفريقية".

وأردف أن المهندس، طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، وضع أهداف طموحة تتعلق برفع معدلات نمو الصناعة ومساهمتها في الناتج القومي مما لا شك أنه يخدم ملف الصادرات، مضيفاً أنه يتم تطبيق استراتيجية تجاه السوق الأفريقي بالشكل الذي يتمكن من استيعابها.

وتابع أنه على الرغم من ضآلة الصادرات المصرية إلى الدول الأفريقية؛ إلا أن معدلاتها إلى أعضاء الكوميسا تبلغ نحو 2 مليار دولار، علماً بأنها تضم عددًا من الدول العربية، مشيراً إلى أن أغلب قوام تكتل "الكوميسا" يرتكز في الشرق ووسط أفريقيا، وهي نفس الأسواق التي تتجه لها أغلب الصادرات المصرية لأفريقيا.

وأكد أن الكوميسا تمنح مصر فرصة تنافسية هامة للغاية يجب أن يحسن استغلالها بعدما أهملت خلال الفترة الماضية.

ولفت إلى أن ملفي التجارة والاستثمار مع السوق الأفريقي مفتوحين ويمكن الاستفادة منهما وتعظيمها، موضحاً أنه سوق قادر مد مصر بعدد من المواد الخام اللازمة للإنتاج بجانب عدد كبير من السلع، بجانب إمكانية ضخ الاستثمارات المصرية به كما يمكن اجتذاب رؤوس أموال واستثمارات أفريقية.

وأشار إلى أن دورة الكوميسا هذا العام ستركز على تنمية الاستثمارات بينما العام القادم ستشهد تركيزاً على تنمية التجارة.

من جانبه قال، المهندس علاء السقطي، رئيس جمعية المشروعات الصغيرة والمتوسطة وعضو مجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار، إن القارة السمراء تمثل فرصة حقيقية لتعظيم الصادرات المصرية وتعزيز الاستثمار، مضيفاً أن مصر كانت وستظل دوماً أقرب إلى القارة السمراء من غيرها.

وأكد ضرورة وجود تعاظم الدور المصري بالقارة الأفريقية، منوهاً إلى أن عدد من الدول الأفريقية أصبحت في مصاف الدول الثرية أي أن هناك مستثمرين ورؤوس أموال أفريقية يمكن استقطابها إلى مصر، مضيفاً أن التقسيم الجيو-مالي قد يختلف إذ من الممكن أن يكون أغلب شعوب تلك الدول فقيرة في حين أن 0.5% منهم أثرياء.

وأضاف أن استقطاب الاستثمارات الأفريقية أمر مرجح بشدة خلال الفترة القادمة وهو ما تعمل عليه الدولة المصرية في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن الاتجاه السائد لترويج المنتجات والصادرات لأفريقية يعني تسهيل عمليات نقل البضائع ما يعني أن يعمل النقل البري بصورة جيدة وكذا أن يعمل النقل البحري بإنتظام وهو يفتح باب للتجارة لا مثيل له.

وأردف أن هناك اتجاه أخر وهو تدشين مناطق تجميع داخل السوق الأفريقي إذ تكون الجمارك ببعض الدول الأفريقية مرتفعة بشكل كبير على المنتج النهائي، فيكون الحل في إدخال المستلزمات والخامات وإتمام الإنتاج داخل هذه الدول، مؤكداً أن مصر حتى الآن لم تستفيد بوجود الكوميسا حتى الآن وهو يرجع لعدم استغلالها بالشكل الأمثل.