جورج قرم: القضايا الدينية تشغل الحيز السياسي في العقل العربي
هل العقل العربي لاهوتي أم دنيوي أم ديني أم مدني؟.. تساؤلات بدأ بها الكاتب اللبنانى جورج قرم اللقاء الفكري الذي عقده في معرض القاهرة الدولي للكتاب وأداره الدكتور خالد زيادة السفير اللبنانى بالقاهرة.
وقال قرم عن طبيعة ما يسمى بالعقل العربى أن القضايا الدينية اجتاحت كل الحيز السياسى وذلك لعوامل كثيرة منها العوامل الجيوسياسية وهى غائبة عن التحليل.
وتابع: هناك مقارنة ثقافية جوهرية فى بعض الصفات والمميزات والعادات العقلية ويجب أن نضعها فى الاعتبار وغيرذلك يعتبر فرضية سخيفة. واستطرد: هناك وطأة للتيارات الفكرية الأكاديمية والغربية والتى تناولت عقلية شعب أو أمة أو أي مجموعة بشرية بملامح وصفية ثابتة.
وذكر جورج قرم أن هناك بعض المدونات تسخر من محاولات وصف "روحية" النفس السلفية وتقسم العالم إلى ثنائية مبسطة فى العقل السامى والعقل الغربى أو الشرقى أو بعض التقسيمات "يهودي مسيحي أو عربي أو إسلامي".
وأوضح الكاتب اللبناني جورج قرم أن ذلك يؤدي إلى إعطاء شرعية على بساط الأرض للهيمنة الأمريكية وتوظيف الدين السياسى الدولى بهذا الشكل المكثف أحد الأساليب الرئيسية.
وتابع أن هناك علاقة بين الثقافة العربية والدين الإسلامى وهى علاقة وطيدة ولا يمكن ان ندمج بينهما وان مراحل الفكر العربى السياسى قبل انتشار الأنواع المختلفة فى الإسلام السياسى، ويجب ان نتخلص من القيود الجيوسياسية التى مورست على الفكر العربى، ذاكرا أن أحدا لم يستطع ان يكفر الإمام محمد عبده لأنه فتح باب الاجتهاد.
وأوضح أنه قبل الإسلام وبعده فى المنطقة العربية كانت الأهمية الأكبر للشعر والبلاغة، ثم الاهتمام بالفلسفة والانفتاح على الحضارات المختلفة، موضحا أن الرسالة المحمدية لم تأت من فراغ ولكن التعايش مع الديانات الأخرى وليس فقط أهل الكتاب، مشيرا إلى أن هناك تأثرا كبيرا بالحريات الثقافية فى العالم وأنواع مختلفة من الآداب.
وأشار إلى أنه لكي نتخلص من الحرب الباردة المتمثلة في تفشي الثقافة العالمية، فلا بد من إعادة النظر في حدود الفلسفة ومبادئ الثورة الفرنسية.
جدير بالذكرأن جورج جقرم، خبيراقتصادي ومالي لبناني، اختصاصي في شؤون الشرق الأوسط ودول حوض البحر المتوسط، ومستشار لدى مؤسسات دولية وشركات ومؤسسات مالية ومصرفية خاصة وعامة، وعضو المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
