رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مشاهير تحت مقصلة ازدراء الأديان»: «مذبحة الأضحى» تحبس «ناعوت».. و«عائشة» تضع «بحيري» وراء القضبان.. وأحلام «الدغيدي» تقودها إلى «الكفر»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

"ازدراء الأديان".. تهمة دومًا ما تلاحق المشاهير من الفنانين والسياسيين، حتى باتت لصيقة بهم، فمجرد ‏ذلة لسان أو عبارة غير مفهومة عن الفتاوى الدينية، تدفع الرأي العام للهجوم والإثارة على صاحبها، ‏وتصل الأزمة في نهاية المطاف إلى أروقة المحاكم التي تنتصر للدين بإصدار حكمًا بالحبس أو دفع ‏الغرامات المالية.‏
‏"فاطمة ناعوت".. تعد آخر ضحايا مقصلة "ازدراء الأديان"، بعدما قضت محكمة جنح الخليفة بمعاقبة ‏الكاتبة السياسية بالحبس 3 سنوات وغرامة 20 ألف جنيه؛ لاتهامها بازدراء الأديان، حيث جاء حكم ‏المحكمة على خلفية إحدى التصريحات المثيرة من "ناعوت" في أواخر العام الماضي، حيث وصفت في ‏إحدى منشوراتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أضحية العيد بالمذبحة التي تقام في أعياد ‏المسلمين‎.‎
وكتبت "فاطمة" آنذاك قائلة: "بعد برهة تُساق ملايين الكائنات البريئة لأهوال ‏مذبحة يرتكبها الإنسان منذ ‏عشرة قرون ونصف ويكررها كل عام وهو يبتسم، كائنات لا حول لها ولا قوة ‏تدفع كل عام أرواحها ‏وتُنحر أعناقها وتُهرق دماؤها دون جريرة ولا ذنب ثمنًا لهذا الكابوس القدسي‎"‎‏‎.‎
‎وعلقت "ناعوت" على الحكم قائلة: "شكرًا قضاء مصر الطيبة، شكرًا أحفاد ماعت ربة العدل".‏
‎وأضافت في تدوينة لها عبر صفحتها على موقع "فيس بوك": "شكرًا لثورتين عظيمتين وضعتا مصر ‏على طريق التنوير، وشكرًا لمن يرفعون ضدنا قضايا ويتهموننا بازدراء الدين وهم يخطئون في كتابة اسم ‏لفظ الجلالة".
‎واختتمت تدوينتها قائلة: "ثلاث سنوات سجن وغرامة مالية مقابل بوست على فيس بوك، شكرًا للجميع‎".
إسلام بحيري
ولم تكن ناعوت أولى المشاهير الذي يقعون في فخ "ازدراء الأديان"، فلقد سبقتها أزمة "إسلام البحيري" ‏الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، الذي واجهته نفس التهمة بعدما أثار لغطًا شديدًا بسبب هجومه ‏اللاذع على الأئمة الـ4، مؤكدًا أن كتابتهم تحوي أخطاء ودعوات للعنف، مشككًا في العقائد والثوابت ‏الدينية الإسلامية بعدما أضفى عليها نوعًا من الحجج ليصدقها البعض ويشمئز منها البعض الآخر‎. ‎

جاء ذلك التشكيك في الحلقة الثانية من الجزء الثاني لبرنامجه على قناة "القاهرة والناس"، حيث لم يكتف ‏‏"البحيري" بالتشكيك في الأئمة الأربع، لكنه خاض في زواج السيدة عائشة من النبي محمد في سن 18 من ‏عمرها، وأن زواجها وهي في سن 9 كذبة وفرية من افتراءات كتب التراث.‏
لتخرج مشيخة الأزهر وتنتقده متهمة إياه بانتهاك الدين الإسلامي، مقدمة بيان إلى النائب العام الراحل ‏آنذاك المستشار هشام بركات، وتذهب قضيته إلى المحاكم ومعاقبته بالسجن 5 سنوات، مع الشغل والنفاذ ‏والمصاريف، بتهمه ازدراء الأديان، ألا أنه قدم استشكالًا في المحكمة لازال يُجرى البحث فيه.‏
شعبان عبدالرحيم
ولحق به أيضًا المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم، منذ ثلاثة أشهر مضت، حيث واجهته نفس التهمة بعد ‏ارتدائه عمامة علماء الأزهر وهو يتلو آيات القرآن بشكل ساخر في فيديو له، وبعد الانتهاء قال جملته ‏الشهيرة "بس خلاص"، مما أثار عليه الرأي العام، ودفع مؤسسة الأزهر لتقديم بلاغ ضده بتهمة ازدراء ‏الأديان.‏
لكن في مطلع القرن الحالي 2016، قرر المستشار إبراهيم صالح المحامي العام الأول لنيابات غرب ‏القاهرة إخلاء سبيل عبدالرحيم بكفالة مالية 10 آلاف جنيه، بعد تنازل الأزهر عن الدعوى.‏
‏"هلك عني سلطانية... دي سلطانية محمد مرسي بقى"، كانت السخرية التي قادت إبراهيم عيسى.. الإعلامي المثير للجدل ‏إلى تهمة ازدراء الأديان في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، وذلك بعدما سافر الأخير إلى ألمانيا لنيل ‏دكتوراه فخرية في الفلسفة إبان حكمه قبل ثورة 30 يونيو.‏
فخرج "عيسى" يتندر من الزي الذي ظهر به مرسي، مرتديًا "كاب" ورداء أسود، في برنامجه "هنا ‏القاهرة"، الأمر الذي دفع بعض المحامين لإقامة دعوى ضده بتهمة ازدراء الأديان، وبسبب تعديه كل ‏الحدود، وتعديه على الإسلام دين الدولة ونظامها العام.‏

وفي أوائل العام الماضي، برأت محكمة جنح الدقي الإعلامي المشاغب من تهمة ازدراء الأديان، بعدما ‏ثبت لها أنه لم يقم بازدراء الدين الإسلامي، وأن حديثه كان في إطار انتقاد سياسات المعزول، وليس في ‏سياق الآية القرآنية الكريمة‎.‎
إيناس الدغيدي
أحد الأحلام التي راودتها وهي صغيرة، دفعتها إلى منحدر ازدراء الأديان، هي المخرجة المثيرة للجدل ‏إيناس الدغيدي، التي حكت في مايو الماضي، عن حلمًا راودها قالت عنه: "حلمت إني كلمت ربنا حيث ‏كنت أسبح في نهر، وتعبت فرأيت صخرة توقفت للاستراحة بجوارها، وعندما نظرت حولي لم أجد أحدًا ‏سوى الكون، ولم أشاهد حولي أحدًا".‏
وتابعت الدغيدى، قائلة: "بعد ذلك كلمت ربنا، وقلت له يا ربي في حاجات من أقاويل الأنبياء، أنا مش ‏مقتنعة بها، وإذا كان ده غلط فسامحني، فعقلي مش قادر يجيبها".‏
الأمر الذي دفع محامي البلاغات الشهير "سمير صبري" إلى تقديم بلاغ للنائب العام ضد المخرجة، ‏بدعوى تطاولها على الذات الإلهية، مؤكدًا في بلاغه أنه ما قالته يعد فجاجة وتدني وامتهان للكرامة ‏وازدراء لجميع الأديان.‏
ورفق دعواه بعدة تصريحات أخرى لـ"الدغيدي"، بشأن ممارسة الجنس قبل الزواج حلال، وتأييدها للعلاقة ‏الحميمية بين الرجل والمرأة، بالإضافة إلى دعوتها لتقنين الدعارة، وفتح بيوت الدعارة برخصة من ‏الدولة، وهو ما تكرر أكثر من مرة فى أكثر من مكان، وهو دليلًا على الكفر أيضًا.‏
باسم يوسف
ولم يفلت الإعلامي الساخر باسم يوسف من هذه التهمة؛ بسبب سخريته اللاذعة من نظام المعزول محمد ‏مرسي، وذلك‎ ‎في فترة حكم جماعة الإخوان، حيث تقدم عدد من المحامين ببلاغ ضده بازدراء الدين، ‏لاتهامه بالسخرية من الصلاة وهي فرض من فروض الإسلام وقام بدفع 15 ألف جنيه كفالة لإخلاء سبيله ‏من سرايا النيابة‎.‎
أبو إسلام
كذلك كان الداعية "أبو إسلام عبدالله"، مدير شبكة بلدي نت ومؤسس قناة الأمة الفضائية، واحدًا ممن ‏واجهوا هذه التهمة، وذلك بعدما قام في عام 2012 بتمزيق الإنجيل على مرأى ومسمع من أنصاره ‏المحتشدين أمام السفارة الأمريكية، تنديدًا بعرض فيلم المسيء للرسول عليه السلام، في ذلك الوقت.‏
وقد أثارت فعلته استفزاز بعض المتظاهرين الرافضين لحرق الإنجيل باعتباره تهجمًا وإساءة لأحد الأديان ‏السماوية، حيث حاولوا الاحتكاك به وكادت تنفجر مواجهات ما بين الجانبين.‏
عاقبته محكمة جنح مدينة نصر في 13 سبتمبر 2012، بالحبس 11 عاًما مع الشغل وكفالة 3 آلاف جنيه ‏مع إيقاف التنفيذ المؤقت.‏‎ ‎‏ ‏
يوسف شاهين
ويعد المخرج الراحل يوسف شاهين، من أكثر المشاهير الذين اتهموا بازدراء الأديان، وذلك خلال قيامه ‏بتصوير فيلم "المهاجر"، والذي كان مستوحي من قصة سيدنا يوسف عليه السلام، ورفضه الأزهر قبل أن ‏يجرى به التعديلات، ورفع عدد من القضايا ضده تتهمه بالإساءة للأنبياء وازدراء الأديان‎.‎‏ ‏