رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

25 يناير.. عيد للشرطة وثورة للشعب


... كلام فى منتهى الأهمية كما قلنا.. خصوصاً عندما يعترف رجل من مؤسستنا العريقة وبهذا الثقل بأن الثورات تعتبر مناخاً مناسباً لأجهزة الاستخبارات فى جميع أنحاء العالم لتعمل بكل أريحية..وأضاف: «محدش يقدر يقول أو ينكر إن الملايين من الشعب المصرى ميعرفوش سين أو صاد من أصحاب الأجندات وإنهم نزلوا من أجل تحقيق مطالبهم»..مؤكداً مرة أخرى أن «أحداث 2011 هى ثورة حقيقية».

هنا لابد من التوضيح لكل من تعاطف مع مبارك ونظامه أن كل من خرج فى 25 يناير- بعيداً عن الفئة الخائنة والعميلة - حددوا مطالبهم فى: «العدالة الاجتماعية والعيش والحرية والكرامة الإنسانية».. فضلاً عن اعتراضات أخرى كانت متعلقة بممارسات قلة قليلة من رجال الشرطة ضد المواطنين.. لذا وجب علينا التأكيد على أن 25 يناير قبل أن يكون ذكرى لثورة شعبية عظيمة ضد الفساد.. فهو عيد عظيم لتخليد الذكرى الـ٦٤ لأبطالنا الذين استشهدوا على يد الاحتلال الإنجليزى البغيض فى محافظة الإسماعيلية دفاعا عن مواقفهم الوطنية.. ورغم نجاح ثورة يناير نجاحا باهراً فى بدايتها وقد شاهدنا وتابعنا ذلك.. لكن -للأسف الشديد-سرعان ما سرقها تُجار الدين وعرضوا أنفسهم للأمريكان وأتباعهم كبديل عن النظام الذى تهاوى بشكل لا يصدقه عقل.. وبعد أن تأكد الإرهابيون من إمكانية تنفيذ مخططهم الذى يراودهم منذ 80 عاماً.. بدأوا فى الاستعانة بأذرعهم فى كل مكان.. بداية من «حماس».. مروراً بـ«حزب الله».. وانتهاء بعناصر أخرى من دول معادية مثل قطر وتركيا وإيران.

والشىء بالشىء يُذكر فقد كتبت مقالاً أشرت فيه إلى اقتحام «حماس الإرهابية» للحدود والسجون المصرية.. مرورا بكسر الإخوان لجهاز الأمن.. انتهاءً بإعلان فوز «الجاسوس» الإخوانى بمنصب الرئاسة لتنفيذ مخطط الاستيلاء على مصر وتقسيمها.. وقلت إن المرتزقة ظنوا أن الشعب «خلاااااص» على وشك السقوط.. لكن المخابرات المصرية «حورس» استوعبت الدرس جيدا ونسقت مع جيشها وأمنها وشعبها للقيام بملحمة تاريخية لم تشهدها حروب العالم مجتمعة.. فمخابراتنا لم تغفل ولم تنم وكانت متواجدة طوال الوقت بين المتظاهرين «الشرفاء -الأبرياء» وتعرفهم جيدا.. وبين «الخونة والعملاء» وهم أيضا معروفون بالاسم.. وخير دليل على ذلك أنهم ألقوا القبض على الجاسوس الإسرائيلى «إيلان جرابيل» وسط الملايين فى ميدان التحرير.. وهم أيضا من قاموا بـ «تهكير» منظومة «حيتس» الإسرائيلية للصواريخ أثناء الفوضى التى عمت الشارع المصرى بأوامر من أمريكا وعملائها بالداخل.. الأمر الذى أعقبه مباشرة زيارة الرئيس الأمريكى «أوباما» لإسرائيل لمعرفة تفاصيل ما حدث لمنظومة صواريخ تل أبيب التى أفسدتها المخابرات المصرية.

وشرحت أنه فى هذا التوقيت حرص «الخونة والعملاء» على تنفيذ الأجندة الأمريكية - القطرية - التركية- الإسرائيلية - الإيرانية بشكل دقيق حتى وصلنا إلى الانتخابات الرئاسية بين الفريق شفيق ومرشح الإخوان.. الكل كان متأكدا من فوز «شفيق».. الحرس الجمهورى ذهب لبيته.. فجأة انقلبت الدنيا رأسًا على عقب.. المستشار فاروق سلطان ــ رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسيةــ حينما أعلن فوز الإخوانى الجاسوس بالمنصب كان كمن لدغه «ثعبان».. الرجل تلعثم فى قراءة نتيجة الانتخابات.. نطق كلمة المرشحين بالجمع وليس بالمثنى!!.. أحد المصادر الأمنية- الوطنية أكد أن الأسطول السادس الأمريكى كان متواجدا داخل مياهنا الإقليمية لتعزيز موقف «الخونة» وضمان فوز مرشحهم.. يعنى إيه الكلام ده؟؟.. يعنى الأمريكان هددوا الجيش المصرى بالتدخل فى شئوننا إن لم ينجح «الجاسوس».

خلال هذه الفترة القاسية من عمر المحروسة.. بدأ الجيش يكثف من تدريباته واستعداداته وقواته بعد أن استعادت الشرطة مكانتها إثر المؤامرة التى تعرضت لها بحرق مبانيها وقتل جنودها وضباطها والتمثيل بجثثهم..وهنا كشف الشعب تفاصيل المخطط «القذر».. ووقف خلف جيشه وشرطته.. وبدأ الجميع يستعد ويخطط لخوض المعركة الحاسمة ضد جماعات الغدر والخيانة بثوره 30 يونيو 2013.

قيادة العدو كانت تراقب كل صغيرة وكبيرة تحدث فى مصر.. أرادت أن تختبر قدرة وصلابة القيادة المصرية متمثلة فى المجلس العسكرى آنذاك.. أرسلت طائرة مقاتلة «F16» لاختراق المجال الجوى المصرى فتصدى لها نسور الدفاع الجوى وأسقطوها.. ثم حاول الأسطول الأمريكى أن يخترق المياه الإقليمية المصرية مرة أخرى.. فتصدت له القوات الجوية والبحرية وأرغمتاه على العودة إلى حيث أتى.. وبهذا استوعبت أمريكا وإسرائيل وإخوان وأحفاد البنا وقطب وبهلول اسطنبول وملالى ايران رسالة مصر التى تؤكد «قدرة قواتها المسلحة على حماية الحدود وصون الكرامة».

ومع بدء العملية العسكرية فى سيناء.. كان الجيش ينسق جيدا مع روسيا - علما بأن الاتصالات مع الأصدقاء الروس لم تنقطع يوما منذ عبدالناصر وحتى اليوم كما اعتقد الأغبياء- بوضع القمر الصناعى الروسى لخدمة القوات المصرية فى سيناء لحين إطلاق القمر المصرى الذى كان مقررا إطلاقه عام 2011 وتم تأجيله.. «أوباما» وعملاؤه لم يستوعبوا الدرس بعد.. فأرسلوا طائرة تجسس على الحدود المصرية- الليبية لتعترض الإشارات والتصنت والتجسس.. لكن صقور قواتنا المسلحة استطاعوا سحب الطائرة وتفكيكها ومعرفة كل أسرارها.. هذه هى مصر المحروسة بعناية الخالق.. وهذه هى قواتها المسلحة الأمينة على أرضها وشعبها مهما كلفها الأمر.. تحيا مصر.. ويسقط كل خائن وعميل.