رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاستغلال السياسى للنعرات الطائفية!! « 2- 2 »


قلنا إنه يمكن تفسير السلوك الإيرانى الإقليمى الذى يتسم بالعداء للعرب عامة ولدول الخليج العربية خاصة فى أنه قد تبلور أكثر بعد دعوة الرياض إلى إنشاء تحالف إسلامى ضد الإرهاب وكان بحكم المنطق يجب أن تكون الدولة الإيرانية عضواً رئيسياً فيه ولكنها اكتشفت أى طهران أن مثل هذه التحالفات يمكن أن تكشف حقيقة الدور الإيرانى فى المنطقة وتعرى بشكل واضح مواقف أطراف تحسب على الشرق الأوسط ومنطقة الخليج ومنها النظام الإيرانى وقطر وتركيا وإسرائيل التى ارتضت لنفسها أن تصبح أداة لزعزعة الاستقرار بدول العالم العربى وهنا يبرز سؤال بالنسية للحكومة الإيرانية تحديداً ما هو مبرر إيران للقيام بهذا الدور المشبوه فى المنطقة العربية؟

تتلخص الإجابة فى أنه ليس من صالح الدولة الإيرانية تعاظم ونمو أى قوى إقليمية بالشرق الأوسط متقاطعة سياسياً معها لأن طهران منذ البداية رفضت التعاون مع الدول العربية من موقف الندية وتعالت بشكل استفز المشاعر القومية لدى العرب ولم تكتف بذلك ولكنها صبغت الخلاف العقائدى بصبغة سياسية سواء فى العراق أو سوريا أو لبنان أو اليمن، ومن ثم تفجر الموقف فى هذه الدول بشكل مريب وأحياناً متزامن ما قد حولها إلى بؤر توتر ساخنة و مزمنة وارتبطت استمرارية هذه البؤر بمصالح الدولة الإيرانية الإقليمية!!.

ولهذا بعد الاتفاق النووى مع الغرب انكشف للجميع حجم التنسيق الإيرانى مع أطراف دولية لضرب العالم العربى فى مقتل باعتبار أن هناك دولاً عربية مثل السعودية ومصر والمغرب والإمارات والكويت تتميز إلى حد كبير بالاستقرار، وترى إيران فى قرارة نفسها أن هذه الدول أنها تعتبر أندادا لها والتنسيق بينها وهو ما يمثل خطورة قد تعوق أطماعها خاصة فى منطقة الخليج لاسيما بعد فشل التدخل الإيرانى فى اليمن وهى الدولة الأقرب جغرافياً للملكة العربية السعودية من جهة الجنوب الذى تمثل فى الوقوف ظهيراً لجماعة الحوثيين التى تنتمى للمذهب الأزيدى وهو أحد فرق الشيعة !!.

أما مصر فكانت من أكثر الدول العربية التى تعاملت مع إيران برؤية كاشفة لأنه عبر مراحل تاريخ مصر المختلفة لم تكن النعرة الطائفية من مقومات طابعها القومى وبالتالى فشلت كل محاولات إيران للتأثير السلبى على وسطية الموقف المصرى.

وفى السنوات الأخيرة بذلت محاولات لخلق ما يمكن تسميته الصراع الطائفى بين المذهبين السنى والشيعى رغم أن مصر سنية المذهب وتعشق فى الوقت نفسه آل البيت وما شيعة مصر سوى أفراد من حقهم الاعتقاد فى إطار النظام والقانون .

وسال اللعاب الإيرانى خلال حكم الإخوان لمصر «2012- 2013» للتسلل إلى المنطقة عبر البوابة المصرية لكن ثورة ال 30 من يونيه أحبطت المخطط وفوتت الفرصة على المراهنين بسقوط الدولة المصرية ومن بينهم طهران، وفى الوقت نفسه ساء إيران أى تنسيق مصرى- سعودى لاستعادة الزخم العربى فى مواجهة الأطماع الدولية والإقليمية، ولهذا لجأت السلطة فى إيران إلى لعب دور يعتمد على إثارة المشاكل فى المنطقة العربية التى يبدو أن ظاهرها طائفى ولكن باطنها سياسى بالدرجة الأولى!!