رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

‏5 محطات مر بها «قانون التظاهر»: أصدرته الجماعة تحت مسمى «حق التجمع السلمي».. ‏والاعتراضات عليه وصلت ذروتها في عهد «منصور»

جريدة الدستور

‏ ‏أزمة كبيرة لازال يثيرها قانون التظاهر بمختلف مسمياته التي ظهر بها تبعًا لاختلاف السلطة الحاكمة، ‏حيث مر القانون منذ إصداره بمحطات عديدة بين التأييد والرفض، وكتب مجلس النواب أمس محطة ‏جديدة في هذه الأزمة بعدما أعلنت الجلسة المسائية الخاصة به تأجيل مناقشة قانون التظاهر، وناقشت أكثر ‏من 27 قانونًا آخر.‏

في مداخلة هاتفية له أمس، أكد سليمان وهدان، وكيل مجلس النواب، إن قانون التظاهر لم يُعرض على ‏مجلس النواب؛ لأنه صدر في عهد المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت السابق، مؤكدًا أنه ‏لا يجوز أن يعرض على المجلس قبل عام، لذلك هو غير منظور‎.‎

‏5 محطات متتالية مر بها قانون التظاهر منذ إصداره في 27 مارس عام 2013، ترصدها "الدستور" في ‏التقرير التالي متضمنة مرحلته الأخيرة بتأجيل النواب مناقشته لمدة عام.‏

‏"المحطة الأولى":‏
أولى الصور التي ظهر فيها قانون التظاهر كان عقب ثورة 25 يناير وعزل الرئيس الأسبق محمد حسني ‏مبارك عن الحكم، وتولي المجلس العسكري حكم البلاد في مرحلة إنتقالية، وأصدار خلال هذه الفترة قانون ‏ينظم الحق في التجمع السلمي، لكن الأمر قوبل برفض عارم، حتى رحل المجلس العسكري عن الحكم.‏

‏"المحطة الثانية":‏
‏ ثم تولى الرئيس المعزول محمد مرسي إدارة البلاد، ألا أن الصمت عن صدور قانون ينظم التظاهر لم ‏يستمر طويلًا، وصدر في صورة قانون من أجل "حماية الحق في التظاهر السلمي"، على يد مجلس شورى ‏جماعة الإخوان، حيث أقره المجلس في 27 مارس عام 2013، والذي عَرف في أولى بنوده أن المظاهرة ‏هي كل تجمع ثابت، أو مسيرة في مكان لأشخاص يزيد عددهم على عشرين بقصد التعبير سلميًا عن ‏آرائهم.‏

كما نص القانون على ضرورة تقديم إخطار كتابي بالرغبة في تنظيم مظاهرة إلى قسم أو مركز الشرطة، ‏قبل موعدها بثلاثة أيام على الأقل، ويسلم قبل هذا الموعد باليد بموجب إيصال أو بإعلان على يد محضر ‏أو كتاب موصى عليه بعلم الوصول، وضرورة تحديد موعد بدأ وانتهاء وخط سير المظاهرة.‏

‏"المحطة الثالثة":‏
ولم تستمر قيادات جماعة الإخوان التي سيطرت على مجلس الشورى كثيرًا، بسبب قيام ثورة 30 يونيو، ‏وعزل مرسي بعد بيان 3 يوليو، وتولي المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا، رئاسة ‏البلاد في المرحلة الانتقالية.‏

وأصدر منصور خلال حكمه 48 قانونًا أثارت بعضها الجدل في الساحة السياسية، كان منها قانون لتنظيم ‏بعض إجراءات الطعن على عقود الدولة، وقانون بتنظيم الانتخابات الرئاسية وتحصين قرارات اللجنة في ‏عام 2014.‏

وكان قانون تنظيم التظاهر هو الأكثر جدلًا على الإطلاق، حيث أصدر منصور قانون خاص بتنظيم الحق ‏في التظاهرات السلمية، ويتيح تنظيم المظاهرة بعد إخطار وزارة الداخلية، وإذا اعترضت يكون هناك ‏الحق في اللجوء إلى قاضي الأمور المستعجلة.‏

وشهد قانون التظاهر اعتراضات للقوى السياسية والمنظمات الحقوقية، منها المجلس القومي لحقوق ‏الإنسان، وبعض الأحزاب، والحركات السياسية، منها‎ ‎حركة 6 أبريل‎ ‎وحركة تمرد‎ ‎و‎ ‎حركة كفاية، فيما ‏وافق عدد من الأحزاب على القانون.‏

وخرجت مظاهرات ضد قانون التظاهر، وتم القبض على الكثير من الشباب بموجب القانون، الذي يحجب ‏التظاهر دون إذن مسبق، ووصف‎ ‎مركز كارتر‎‏ القانون بأنه يقيد بشدة التجمعات العامة بما في ذلك ‏الحملات ‏الانتخابية، وأوصى بالإلغاء الفوري للقانون واطلاق سراح السجناء المحبوسين بمقتضاه‎‏.‏

‏"المحطة الرابعة":‏
ثم تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة الجمهورية، وصدق على قانون التظاهر وقال أنه مستمد من ‏القوانين الغربية، ولا يمكن ترك ظاهرة التظاهر تتحول إلى أعمال عنف، وتعطيل مسيرة الوطن وتخريب ‏للمنشآت العامة والاعتداء على الممتلكات.‏

وخرجت نفس الاعتراضات التي ظهرت إبان عهد الرئيس المؤقت منصور، ولكن في 17 يونيو أصدر ‏الرئيس السيسي قرارًا بالعفو يشمل 165 شخصًا ممن صدرت ضدهم أحكام نهائية بتهمة خرق قانون ‏التظاهر‎.‎

‏"المحطة الخامسة":‏
وأمس، أكد سليمان وهدان، وكيل مجلس النواب، إن قانون التظاهر لم يعرض على مجلس النواب، لأنه ‏صدر فى عهد المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية المؤقت، وأنه لا يجوز أن يعرض على المجلس ‏قبل عام، لذلك هو غير منظور، وذلك في مداخلة هاتفية له على برنامج الحياة اليوم.‏‎