رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا يريد المواطن فى 2016 ؟ «2-2 »


فى الجزء الأول من هذا المقال عن أمنيات المواطن المصرى فى العام 2016 قلت إننا نتمنى أن تغطى مظلة التأمين الصحى كل أفراد وقطاعات المجتمع بشكل حقيقى من خلال خدمة عالية المستوى وأداء طبى متقدم ولا ينظر إلى من يتعامل مع مستشفيات التأمين الصحى «المتهالكة» على أنه مريض من الدرجة الرابعة أو الخامسة، وكم أتمنى أن تتم دراسة تجارب الدول الأخرى فى هذا الموضوع بحيث يدمج التاريخ الصحى لكل مواطن على بطاقة الرقم القومى والأهم من هذا أن يجد المريض علاجاً سريعاً فى أى مستشفى وعدم ربط المقدرة المالية بالعلاج. ولابد أن تكون 2016 سنة تجمع الوطن على قلب رجل واحد تحت علم واحد فى إطار مشروع قومى نعمل على إنجازه بروح الفريق، وفى هذا الإطار لابد أن نشير إلى ضرورة تطوير دور منظمات المجتمع المدنى وتعظيم أوجه العمل التطوعى من أجل المساهمة الفعالة فى التنمية المستدامه بكل صورها. وفى العام الجديد كم نتمنى أن تتوقف الصراعات الفكرية والاستغراق فى التفاصيل التى تهدف إلى تعميق نقاط الخلاف والتقاطع ويصبح من الأهمية بمكان التركيز على نقاط التوحد والالتقاء حتى نفوت الفرصة على الذين يعملون على هدم الوطن سواء فى الداخل أو الخارج بل نريد معنى جديداً للنخبة المثقفة فى مجتمعنا نخبه أتصور أنها يجب أن تكون قدوة ولا تتعالى على المواطن العادى صاحب الأحلام البسيطة التى لا تتعدى الحياة الآمنة ولقمة العيش. ومن هنا نتمنى فى عام 2016 أن يخرج الإعلام المصرى من حالة الفوضى التى يعانيها منذ سنوات ويسعى إلى بناء نظام جديد مستقر يقوم على أسس مهنية، ونطمع أن يشهد العام الجديد تدشين نقابة للإعلاميين تدافع عن المهنة وتحمى من ينتسب لها وتطور قدراته وترسخ النقابة تقاليد المهنة من خلال إعمال قيمة المحاسبة من خلال إصدار ميثاق للشرف الإعلامى. وأن يشهد العام الجديد أيضاً إنشاء المجلس الأعلى للصحافة والإعلام بعد إقرار القانون الموحد الذى ينظم العمل الصحفى والإعلامى مع ضرورة أن يجد ماسبيرو حلولاً لمشكلاته المتراكمة فنياً وتقنياً وبشرياً ليحقق التوازن فى المنظومة الإعلامية خاصة فيما يتعلق بإعلام الدولة الذى هو إعلام الشعب تحقيقاً للهدف الرئيسى منه وهو الخدمة العامة وهذا الاستحقاق الرابع لخريطة المستقبل التى رسمتها ثورة 30 يونيه. ولابد من أن يشهد العام الجديد طفرة نوعية تساعد على تطوير الخطاب الدينى الذى يقبل الاختلاف من أجل الاتفاق القائم على التسامح وعليه يصبح من الضرورى أن نفرق بين الدين كعقيدة والفكر الدينى كاجتهاد وعدم الخلط بين العقيدة والاجتهاد خاصة أن الذين يتآمرون على هدم الدولة يستغلون الدين للانزلاق إلى دائرة الخلاف والدخول إلى دائرة مفرغة تجهض أى محاولات لبناء الأمة وعليه نضع آمالاً عريضة على الأزهر الشريف فى أن يسترد زمام المبادرة فى اتخاذ الخطوات الكفيلة بحماية الأمة الإسلامية والعربية من مخاطر الاستقطاب الفكرى والتشرزم الطائفى!! قد نثقل العام الجديد بالكثير من الأمنيات لكن هذا هو قدره وقدرنا حتى نتحدى التحديات التى تواجهنا لكننا على ثقة أن إرادة الشعوب يمكن أن تصنع المعجزات