رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحريري: حزب الله يتصرف كمسئول عن الشيعة في العالم

 رئيس تيار المستقبل
رئيس تيار المستقبل رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري

اتهم رئيس تيار المستقبل رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري، "حزب الله"، بأنه "يتصرف كأنه مسئول عن كل أبناء الطائفة الشيعية في العالم ، وأنه بناء على خطى إيران، ينطلق من مرجعية سياسية زائفة، لإسقاط حدود السيادة الوطنية للدول القريبة والبعيدة وخاصة الدول الشقيقة".
ورأى سعد الحريري - في بيان صحفي صدر مساء اليوم الأحد تعليقا على تناول الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله للمملكة العربية السعودية بعد الأحكام الأخيرة للقضاء السعودي- أن "حصر ردة الفعل على أحكام الإعدام التي صدرت عن القضاء السعودي بالحكم الخاص بالشيخ نمر النمر، هو وجه من وجوه التلاعب على الغرائز المذهبية ومحاولة متعمدة لإعطاء تلك الأحكام أبعادا خلافية عقائدية، لا تتوافق مع الحقيقة التي تشمل 46 مدانا آخرا طاولتهم أحكام الإعدام.
وأشار إلى أن الشيخ نمر النمر هو مواطن سعودي، يخضع كسائر المواطنين السعوديين والمقيمين في المملكة لأحكام القوانين السعودية، وليس مواطنا إيرانيا تطبق عليه قواعد الباسيج والحرس الثوري، وهي القواعد التي لا تخلو من عشرات التجارب في نصب المشانق بحق الأبرياء وإزهاق أرواح المعترضين على ولاية الفقيه وإهدار دماء الآلاف من أبناء الشعب الإيراني المشردين في مشارق الأرض ومغاربها.
ودعا "بعض قيادات الطائفة الشيعية في لبنان، للتعاون على رفض العمل الجاري لتأجيج المشاعر وإثارة النفوس، والتزام الحكمة في مقاربة التحديات الماثلة وحماية الاستقرار الداخلي".
وقال الحريري في البيان: "لقد شهدت الساعات الماضية هبوب عاصفة هوجاء، مصدرها المواقع الإيرانية في طهران وبيروت وبغداد وصنعاء، استهدفت المملكة العربية السعودية، على خلفية الأحكام القضائية التي قضت بإنزال القصاص بسبعة وأربعين محكوما بجرائم الإرهاب والتحريض على أعمال العنف والتطرف.
وأضاف "أنه إذا كانت العاصفة قد بلغت حدود الاعتداء المنظم والسافر على السفارة السعودية في طهران، فقد كان من دواعي الأسف الشديد، أن يتولى البعض في لبنان، فتح الأبواب أمامها ويتقدم صفوف التحامل على المملكة وقيادتها، بأساليب مرفوضة ومقيتة، مثلما ما قرأنا وسمعنا من قيادات حزب الله والأتباع من مقلديه والمحيطين به".
وتابع قائلا: "هناك من يتحدث عن السعودية ودورها ويطلق الاتهامات بحقها، كما لو انه يتحدث عن نفسه وعن الحالة التي تعيشها إيران ويعاني منها الشعب الإيراني.
واعتبر "أن حزب الله، يتصرف بأنه مسئول عن كل أبناء الطائفة الشيعية في العالم، من نيجيريا إلى البحرين إلى الهند والباكستان وصولا إلى المملكة العربية السعودية وسائر دول الخليج، ويعطي نفسه حقوقا غير منطقية للتدخل في شئونها والاعتراض على قراراتها والإساءة لقياداتها، وإشهار سيوف التهديد والوعيد في وجهها".
وقال: "لقد بات من المؤكد، في ضوء المسلسل الإيراني الطويل الجاري تقديمه في عدد من الدول، أن الخلفيات المذهبية هي التي تتحكم بسلوك إيران ومن معها، والذي أصبح علامة فارقة من علامات التوتر وإثارة النعرات في غير مكان من العالم العربي".
وأضاف "أن الإصرار على التدخل في الشئون الداخلية للدول الشقيقة، والتطاول على الأشقاء وقياداتهم ورموزهم، مسألة مرفوضة وغير مقبولة للمرة ، لأنها مسألة لا وظيفة لها سوى الإساءة للدول الشقيقة التي لم تتخل عن لبنان يوما.
وقال "نحن على يقين تام بان المملكة العربية السعودية، تلتزم حدود المصلحة الإسلامية والعربية، وأن القرارات التي تتخذها لن تتعارض مع هذه المصلحة في شيء، خلاف ما تراه الجهات الموالية للخط الإيراني التي تجد في المملكة، عقبة أمام مشاريع التمدد والنفوذ الخارجي.
وأضاف "بناء على هذا اليقين، فإننا نعلم أن المملكة لن تتوقف عند كثير من الترهات التي تتناولها وتسيء إليها، وستبقى على عهودها بمساعدة لبنان والمحافظة على وحدته الوطنية، مهما تعالت حملات التحريض ضدها.
وتابع قائلا إننا ننبه في هذا السياق، كل الذين يحبون المملكة ويعبرون عن التقدير والاحترام لقيادتها، إلى أهمية عدم الانجرار للسجالات المذهبية، والذهاب إلى حيث تريد بعض الأصوات والأبواق من النفخ في رماد العصبيات والفتن.
وشدد على أن أبناء الطائفة الشيعية في لبنان والسعودية والعراق واليمن، وفي أي مكان من العالم العربي، هم مواطنون في دولهم قبل أي شيء آخر، شأنهم في ذلك شأن كل المواطنين من مختلف الطوائف.
وأضاف "إن التصرف الإيراني مع هؤلاء المواطنين بصفتهم رعايا إيرانية في دولها، بات يمثل الخلل الأكبر الذي يهدد العالم الإسلامي، ويحرك عوامل الفتن في غير مكان ومناسبة".
ولفت إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية رفعت منذ انطلاقتها شعار تصدير الثورة وإقامة ولاية الفقيه كمرجعية سياسية ودينية، تعنى باستقطاب ولاء المواطنين الشيعة من كل أنحاء العالم.
وتمكنت إيران، وعلى مدار سنين طويلة من تحقيق خرق سياسي واجتماعي وأمني، للعديد من المجتمعات العربية والإسلامية، أسس لحالات ولاء خارجة عن نطاق الدول الأم ومصالحها ونسيجها الوطني.
وقال "إن هذا الخلل، نشهد هذه الأيام على فصل من فصوله المريبة، التي لا تنفك عن استهداف السعودية واستقرارها، تارة من بوابة البحرين وتارة أخرى من بوابة اليمن، ودائما من خلال مجموعات يتقدم ولاؤها للمشروع الإيراني على أي هدف أو ولاء وطني".
وختم بيانه بالقول: "إن إيران مدعوة إلى إدراك المخاطر الكامنة وراء هذا الخلل، والتوقف عن تصدير النموذج الإيراني إلى البلدان المجاورة وما يترتب عليه من نزاعات وحروب وانقسامات طائفية.
كما دعا بعض قيادات الطائفة الشيعية في لبنان، للتعاون على رفض العمل الجاري لتأجيج المشاعر وإثارة النفوس، والتزام الحكمة في معالجة التحديات الماثلة وحماية الاستقرار الداخلي الذي يجب أن يتقدم على كل الولاءات".