شاهد.. صورة تلخص حال السياحة بشرم الشيخ.. "لم علينا عبيدك يا رب.. تبرعوا ولو بجنيه".. البازارات خالية وإشغالات الفنادق ضعيفة.. وتوقعات بعودة المعدل الطبيعي في شهر 4 ومواطنون: يارب ما تطلع "كذبة إبريل"
لم علينا عبيدك يا رب.. تبرعوا ولو بجنيه"، لخصت هذه اللافتة التي علقها أحد أصحاب البازارت المأساة الحقيقية التي يعيشها أصحاب المحال والبازارات في مدينة شرم الشيخ، بعد حادث الطائرة الروسية وسحب معظم الدول رعاياها من مصر.
ورغم محاولات الدولة لتنشيط السياحة الداخلية بديلا مؤقتا لتعويض السياحة الأجنبية، يرى غالبية العاملين في قطاع السياحة أنها كلها محاولات يائسة لا تسمن ولا تغني من جوع، واستسلم آخرون بالأمر الواقع من باب "نص العمى ولا العمى كله" على أمل أن تعود السياحة قريبا.
ورغم سعي محافظة جنوب سيناء، بتخفيض القيمة الإيجارية إلى 25 % للمحال والشواطئ، إلا أن بعض أصحاب المحال يرون أن دفع 25 % من الإيجار يمثل أيضا عبئًا عليهم.
وأوضح صاحب اللافتة الذي رفض ذكر اسمه، أن 25 % بالنسبة له تعني 8 آلاف جنيه مضيفا:"أقسم بالله منذ الصباح لم يدخل جيبي جنيه واحد".
وأكد أحمد حسن، أمين صندوق نقابة المرشدين السياحيين بشرم الشيخ، في تصريح صحفي، أن نسبة الإشغالات في فنادق شرم الشيخ 10 % كحد أقصى في غالبية الفنادق وفى البعض الآخر تكون ما بين 3 %إلى 5 في%.
وأضاف حسن "المبادرات التي تنظمها وزارة السياحة تضر أكثر ما تنفع وأن الرحلات التي يتم تنظيمها بـ150 جنيها في 5 أيام لا تفيد في شيء.
وتابع أمين صندوق نقابة المرشدين السياحيين، "احنا مش ضد السياحة الداخلية وليس مبررا أنه عندما تكون السياحة الأوروبية فقيرة نتجه للسياحة الداخلية، لأن أغلبهم يفتقدون للوعى السياحي، وعندما يجد مالك الفندق أنه أمام هذا النوع من السياحة يفضل إغلاق الفندق".
وأشار حسن، إلى أن بعض ملاك الفنادق قاموا بتعليق العمل بالفنادق ومنحوا إجازات مفتوحة للعاملين مع استمرار رواتبهم لحين تحسن الأوضاع، في حين أن البعض الآخر تخلوا عن وعودهم وقاموا بتسريح العاملين وخاصة الذين يعملون بعقود مؤقتة.
وأكد حسن، أنه لا يوجد حصر دقيق حول أعداد العمالة التي تم تسريحها مؤخرا، ولكنه قدر نسبتهم بـ 30 %من العاملين بالمدينة، مشيرا إلى أن هناك ما يقرب من 150 ألف عامل يعملون في مجال السياحة.
ويرى أمين صندوق نقابة المرشدين، أن نسبة كبيرة من العمالة التي تعمل في مجال السياحة في مدينة شرم الشيخ، غير مدربة وليس لديهم الخبرة ومستحدثين على قطاع السياحة، ومعتقدين أنها "مهنة من لا مهنة له"، وكانوا سببا في عديد من المشكلات مع السياح، مؤكدا أنه لابد من رفع شعار مغلق للتحسينات واستغلال فترة الركود في تطوير الأداء من خلال إعادة التأهيل والتدريب وتطبيق القوانين وتسخير موظفين لتنشيط السياحة غير البيروقراطية لتقديم خدمة أفضل للضيوف.
وأوضح حسن، أنه لابد من تعديل الشروط الحاكمة للمنظومة السياحية، حيث أن هناك 2400 شركة سياحة، ولكن من يستقبل سياحة خارجية 220 شركة فقط، وباقى الشركات تعتمد على الحج والعمرة وسياحة داخلية، وهو ما يعتبر سياحة طاردة للعملة الصعبة للخارج، مؤكدا أنه من المفترض أن تقوم هذه الشركات بتوسيع نشاطها والعمل على السياحة الخارجية.
وتابع حسن، "السياحة هترجع تانى ولازم نستغل فترة الركود ونطور الأداء وما حدث بعد سقوط الطائرة الروسية من دعوات للفنانين والممثلين لتنشيط السياحة لم تفيد بشيء وقلبوها فرح وعزمناهم على حساب الوزارة ومفيش فنان من الفنانين دفع حق كوباية شاى واحدة وكله على حساب الوزارة".
ولفت إلى أن "وزارة السياحة تصرف الملايين دون أن يكون لها جدوى، حيث منح وزير السياحة شيك بـ5 ملايين جنيه لمحافظة القاهرة لتنظيف الشوارع أمام الفنادق ولكن ذلك لا يعتبر من اختصاصه فهو من اختصاص مجلس الوزراء، إضافة إلى 150 ألف دولار لدعم رياضة الاسكواش وإقامتها بشرم الشيخ، و5 ملايين جنيه لدعم تنشيط مبادرات تشجيع السياحة مثل "اعرف بلدك" و"مصر محتجاك" ولكن كل ذلك غير ظاهر على أرض الواقع."
من جانب آخر أكد سالم صالح، مدير مكتب هيئة تنشيط السياحة بجنوب سيناء، أن شهر مارس المقبل، سيشهد انفراجة في السياحة الأجنبية، مشيرًا إلى أنه من المتوقع مع بداية إبريل 2016، أن تعود السياحة إلى معدلاتها الطبيعية.
