رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دور الحركة الإسلامية الوسطية فى محاربة الإرهاب «1-2»


هناك حقائق على الأرض اليوم فى العالم العربى والإسلامى، امتد بعضها إلى العالم كله، فأصبحنا نراها ونلمس أثارها فى كل أركان الأرض. ولا يمكن استثناء أى قطر من الأقطار من تهديد الإرهاب، حسب أولويات قيادات الإرهاب، التى ترى أحياناً استهداف فرنسا أو أمريكا أو بريطانيا...

... أو أى من الدول الإسكندنافية أو حتى السعودية قبل استهداف أو دون استهداف الصهيونية وربيبتها إسرائيل. من هذه الحقائق ميل جزء من الحركة الإسلامية الوسطية بمختلف درجاتها، إلى العنف المادى واللفظى أو الدعوة إليه، وهؤلاء أسميهم داعشيين منذ وقت مبكر، لميلهم للعنف وممارسته أو ترك صفوف الحركة الإسلامية الوسطية، والالتحاق فعلاً بداعش ومثيلاتها، كما انتقل عدد من المتشددين والمتطرفين إلى داعش من القاعدة ومثيلاتها، حيث حققت داعش - فى نظرهم - نجاحاً ملموساً فى العراق وسوريا بشكل خاص. ومن هذه الحقائق أن الحركة الإسلامية الوسطية، وفى الوسط منها الإخوان المسلمون، تربى أبناءها والأعضاء الذين ينتمون إليها أو يحضرون مناهجها التربوية على فهم الإسلام فهماً وسطياً شاملاً. ولكن هذا المنهج يحتاج إلى تطوير حقيقى من عصر لعصر، وقد يكون من مصر لمصر، حتى يظل الفهم سليماً، إذ إن لكل مقام مقالاً، ومن ذلك، تفاصيل المنهج، عندما يكون الوطن تحت الاحتلال هناك تربية لتقوية الروح الوطنية والاستعداد للتضحية والسعى للتحرير، والمنهج التربوى يجب أن يتطور بعد الثورات أو فى ضوء الثورات، سواء أكانت ثورة 1952، أو ثورة يناير، أو ثورة يونيه، فى مصر على سبيل المثال لا الحصر . هناك أولويات يجب أن تراعى بدقة فى هذا العمل والاداء. «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ». ومن هذه الحقائق، موضوع استخدام القوة أو مسألة الخروج على الحاكم، وهى مسألة فقهية قديمة قدم الفقه، وقد لا تختص بعصر دون عصر، ولا مصر دون مصر، حيث إن الفتوى كما قال جمهور العلماء، تتغير بتغير الظروف والمكان والأحوال، وتأخذ هذه الفتاوى ظروف الوطن والتحديات التى تواجهه. ولعل حسم مسألة الخلافة فى سقيفة بنى ساعدة بين الصحابة من المهاجرين والانصار، يكون درسا أمامنا فى الوقت وقبول الحل والبعد عن اتهامات الآخرين، وتأثيم ذمتهم، حتى إن قال بعضهم «منا أمير ومنكم أمير».

فمنهج «الإخوان المسلمون» مثلاً، ينص على استخدامهم القوة عندما لا يجدى غيرها، والقوة عندهم درجات، هى قوة العقيدة والإيمان، ثم قوة الأخوة والارتباط، ثم قوة الساعد والسلاح «أى القوة المادية». وفى هذا تفصيل كثير ليس هذا مقامه. والجزء الأخير الخاص باستخدام الساعد والسلاح، قد يذكرنا بما قاله جمال عبدالناصر «إن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة»، وهى نقطة يجب أن تكون فى صالح الوطن ليس ضده، ولا تسعى لهدمه، ولا نستخدم القوة ضد الشعب، أو فى المنافسة السياسية، ولا ضد فريق من المواطنين، ولا لصالح قوى خارجية بل ضد العدو الحقيقى. وهذا الأمر يحتاج إلى فقهاء يفقهون الواقع إلى جانب الفقه الإسلامى عند المذاهب جميعاً، حتى لا يكون استخدام القوة كارثة من الكوارث، كما شاهدنا مؤخراً فى اعتصام رابعة، وفى اعتصام النهضة، وغيرها من المواقع، وما قاله العلماء على لسان خيرت الشاطر ومنهم الشيخ محمد الصغير، إنه قال لهم «إن هناك مئات الآلاف من المرابطين خارج القاهرة ينتظرون ساعة الصفر»، وحتى لا تدفع الرغبة فى استخدام القوة، إلى تكفير الشعب أو الشعوب كما قال عاصم عبدالماجد من رابعة ولم يصححه أحد من الوسطيين «قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار»، أو ما قاله محمد عبد المقصود يكفر به الشعب المصرى ويدعو عليهم دعاء الكفار وهو بجوار الرئيس المعزول مرسى، ولم يتبرأ أحد مما قاله ذلك المكفراتى. وللحديث صلة.. والله الموفق.