رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يرتفع ضغطك مثلى؟ «3»


من متابعتى لأحداث «الحرب العالمية الثالثة» بشكلها الجديد فى الشرق الأوسط وتأثير ذلك على الوضع السياسى والاقتصادى العربى والمصرى داخلياً وخارجياً. وجدت «ضغطى ارتفع» من متابعة كثير من الظواهر السياسية العربية للحكام العرب التى لا تعجبنى!!. «ضغطى ارتفع» من عدم استفادة الحكام العرب من «قراءة التاريخ» قراءة جيدة أو حتى من قراءة المشهد الحالى قراءة صحيحة!!!! «ضغطى ارتفع» من الإحساس أننا كعرب لم ندرك بعد خطورة الموقف الشائك... وإننا لم ندرك أن الوطن يتسرب من بين أيدينا!! وأننا نفقد لمستنا وتأثيرنا على تغيير الأحداث... بل أننا أصبحنا كما كنا دائماً «مفعولاً به» لم تتغير مقدراتنا حتى بعد ثرائنا الفاحش بالبترول والثروات المعدنية!! لم تضف الأموال والثروات قيمة لنا بل تم استغلالها فى بنوك أمريكا وعلى يخوت وعلى جميلات أوروبا وعلى فنادق وملاهى أروربا!!!

«ضغطى ارتفع» لأننا نختنق تحت معصم أيدى الأمريكان ولا نمد أيدينا لبعضنا البعض لإظهار ولو شكلياً أننا «متحدون على موقف واحد» بل تم تأجيل اجتماع القوى العربية المشتركة لأجل غير مسمى!!!!. «ضغطى ارتفع» لاننا فقدنا ذكاءنا السياسى ولم نستخدمه مثل إيران فى استغلال تدخل روسيا فى المنطقة لتخفيف حدة وطاة أمريكا على رقابنا ونعمل على إيجاد توازن قوى فى المنطقة لصالحنا!!!!.

حاولت أن أهرب من السياسة الخارجية إلى السياسة الداخلية فوجدت «ضغطى ارتفع» من كثير من الظواهر السياسية والاقتصادية والإعلامية المتشعبة هذه الظواهر وهذه الشخصيات المتصدرة المشهد الحالى والتى لا تزيد إلا المشهد ارتباكاً وترفع الضغط «الناس صنفان موتى فى حياتهم... وآخرون فى باطن الأرض أحياء»..

وأجد نفسى «ضغطى ارتفع» وأنا أتابع مظاهر التخلف والجهل المسيطر على أجواء الوطن الآن «ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله... وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم». تذكرت كلمات المسيح عليه السلام عندما سألوه: من أدبك؟. قال: «ما أدبنى أحد... ولكنى رأيت جهل الجاهل فجانبته»...لا تتكلموا بالحكمة عند الجهال.. فتظلموها. ولا تمنعوها أهلها.. فتظلموهم.. !!! وأنا أتابع «أقوال الجهلاء التى تملأ أركان الجو الآن أتذكر» «لكل داء دواء يستطب به، إلا الحماقة أعيت من يداويها». وأجد قلة من العقلاء يجاهدون فى طلب الحكمة والجهلاء يظنون أنهم وجدوها. «إذا أصيب القوم فى أخلاقهم.. فانصب عليهم مأتماً وعويلاً».. وأتذكر كلمات لقمان الحكيم «إن تكن أخرس عاقلاً خير من أن تكون ناطقاً جهولاً». لا تتعلم العلم لتباهى به العلماء.. وتمارى به السفهاء وترائى به فى المجالس.. «أفضل ما فى الإنسان من خير هو العقل.. وأجدر الأشياء إلا يندم عليه صاحبه، هو العمل الصالح.. وأفضل ما يحتاج إليه المرء فى تدبير أموره، هو الاجتهاد.. وأظلم الظلمات هو الجهل». صدقت يا لقمان. يارب... احم مصر واحم وطنك العربى من الجهل ومن الجهلاء والحمقى... موعدنا الأحد المقبل إن شاء الله.