رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تدهور العلاقات "الروسيةـ التركية": مصر تتخذ "خطوة ذكية" تضرب بها أكثر من عصفور.. وخبراء: تسيير أول رحلة تجارية من القاهرة لموسكو "خطوة" لإنهاء الحظر نهائيًا

جريدة الدستور

تتغير خريطة التحالفات الدولية بين ليلة وضحاها، ففي غضون لحظات يتحول عدو إلى صديق، ويتحول الأصدقاء إلى ألد الأعداء، وتحمل هذه المفارقات مصالح عديدة لبعض الأطراف.
وتشهد العلاقات الروسية التركية توترا كبيرا، عقب إسقاط القوات الجوية التركية طائرة روسية في سوريا، كما أن العلاقات المصرية الروسية تسعى إلى إعادة التوازن المفقود عقب إسقاط الطائرة الروسية في سيناء نهاية أكتوبر الماضي، وهو ما ترتب عليه وقف خطوط الطيران بين البلدين.
وفي محاولة أولى لإعادة المياه إلى مجاريها، أكد الطيار باسم جوهر، رئيس مجلس إدارة شركة "مصر للطيران" للشحن الجوي أنه تم إقلاع أولى رحلات مصر للطيران للشحن الجوي من طراز A300B4 لنقل البضائع بحمولة 40 طناً من القاهرة إلى موسكو، مضيفا أن هناك دراسة حالياً لتثبيت رحلة شحن أسبوعية بين القاهرة وموسكو.
كما أعلن طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، أن بمصر مستعدة لسد احتياجات روسيا من المنتجات المستوردة من تركيا، ذلك بعد التوتر الذي شاب العلاقة بين موسكو وأنقرة.
وكشف قابيل، عن تقديمه عرضًا لنظيره الروسي، دينيس مانتوروف، يقضي بسد احتياجات روسيا من الواردات التركية، والتي تتمثل في الخضروات والفاكهة بنسبة 66 % ، يليها الملابس والجلود.
وتصدر مصر سنويًا، نحو 180 مليون دولار من الخضروات، بينما تصل الصادرات التركية من نفس المنتجات إلى 385 مليون دولار.
وتبلغ قيمة ما تصدره مصر من الفواكه لدول العالم إلى 132 مليون دولار سنوياً في حين تصدر تركيا بنحو 623 مليون دولار بحسب إحصاءات عام 2014.
ووصف رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، إعادة خطوط الطيران بين روسيا مصر، بالخطوة المهمة وبوابة جديدة لبداية علاقات أوثق مع الروس، حيث تعود السياحة بشكل تدريجي وخطوط الطيران بين البلدين، عقب وقفها في أعقاب إسقاط الطائرة الروسية في سيناء.
وأشار إلى أن الفترة الماضية شهدت جفوة خفيفة بين مصر وروسيا، ترتب عليه وقف السياحة، وعدم استقبال الطيران المصري، واليوم العلاقات بدأت تتحسن، وانتهاء الحظر بشكل جزئي.
وعن تقديم مصر سلع روسيا المستورة من تركيا، أكد أنها خطوة ذكية تضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، ولا يجب النظر إليها باعتبارها ضرب في تركيا، فمن جهة هي مساندة مصرية لروسيا في سد احتياجاتها من السلع الغذائية، وكذلك زيادة الصادرات المصرية وتوفير العملة الصعبة، فضلا عن استعادة شكل العلاقات بين البلدين.
وشدد مصطفى بدرة، الخبير الاقتصادي وأستاذ التمويل والاستثمار، على أهمية إعادة العلاقات بين مصر وعديد من شعوب العالم وتقديمها على أعلى مستوى، وخاصة التواصل مع روسيا، لأنها حلف إستراتيجي قدمت الدعم الكامل للشعب المصري منذ ثورة 30 يونيو.
وطالب بأن يكون الجميع في مصر على قدر المسئولية، لتحسين العلاقة مع روسيا وتقديم يد العون لهم، واستغلال الفرصة بالصورة التي ترضي البلدين، لتحقيق المصالح التي تدعم الشأن السياسي في المرحلة الراهنة، مشيرا إلى أهمية انتهاز الفرصة لاستبدال المنتجات المصرية بالمنتجات التركية، وفتح أسواق مصرية في روسيا، بما يلبي رغبات الشعب الروسي، وفي المقابل تواجدهم في السوق السياحي المصري.
وأكد أن عودة خطوط الطيران بين مصر وموسكو، بداية لإلغاء حظر الطيران بين البلدين، متوقعا صدور قرار في القريب لإلغاء الحظر وعودة العلاقات وذلك مع الاحتفال بأعياد رأس السنة.
وطالب رجال الأعمال بدعم موقف الحكومة لدخول الأسواق الروسية، وتشجيع الأشقاء العرب على توجيه رحلات إلى الشرق بدلا من تركيا، لترسيخ مبدأ إعادة النشاط السياحي، الذي تقوم عليه جزء كبير من مواردنا من العملة الصعبة.
"رب ضارة نافعة" هكذا نظر ماهر هاشم، الخبير الاقتصادي، إلى العلاقات المصرية الروسية، قائلا:"هناك خطوتين هامتين في صالح مصر، من بينهم حرمان روسيا تركيا من عدة الحصة التجارية، فضلا عن 3 مليون سائح روسي إلى تركيا".
وأوضح أن التبادل التجاري بين مصر وروسيا بلغ تخطى 6 مليار دولار العام الماضي، ومن المنتظر أن تتضاعف بفضل قناة السويس والمدينة الصناعية الروسية، والأزمة الحالية بين روسيا وتركيا، والتي يجب أن تستفيد منها مصر اقتصاديا.
واعتبر إقلاع أول رحلة طيران إلى موسكو، نهاية للحظر الذي فرضته موسكو عقب إسقاط الطائرة الروسية، وأضاف أن السياح الروسي سوف يعيدون بين لحظة وأخرى، بعد هذه الخطوة.