رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"انتفاضة فلسطينية مكتومة الأنفاس رغم سن السكاكين": محاولات لتحويرها من قبل بعض الفصائل لتصبح مسلحة.. وإعلاميون: لن يوقفها أحد

جريدة الدستور

مع اقتراب دخول الحركة الشعبية لأبناء فلسطين في القدس المحتلة والمدن الفلسطينية بأسرها، شهرها الثاني، ومع سقوط أكثر من 100 شهيد وأكثر من 2400 معتقل منذ انتفاضة القدس في الأول من أكتوبر الماضي ومع إعلان مجموعة من الشباب الفلسطيني المنظمين باسم "ائتلاف شباب الانتفاضة - فلسطين" تشكيل أول مؤتمر شبابي لدعم الانتفاضة، ووسط التحركات الإقليمية والدولية لتهدئة الأجواء في الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة، تستمر المصطلحات الفلسطينية حول الحراك الدائر على الساحة الشعبية بين قرب اندلاع الانتفاضة الثالثة وبين التأكيد على أنها انتفاضة حقيقية قائمة ومستمرة.
وبين هذا وذاك تستمر الساحة الفلسطينية في حالة الغليان المعهودة لتؤكد أن القضية الفلسطينية هي أساس القضايا العربية في ظل التوترات القائمة في معظم البلدان العربية، إلا أن الشارع الفلسطيني بطوائف كافة يرى أنه لا بدليل أمامه إلا خروج هذه الانتفاضة إلى النور لتحقيق حلم الدولة الفلسطينية في ظل الصمت الدولي إزاء انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الحجر والشجر على ربوع الأراضي الفلسطينية.
وأكد سامر عبدالله هو يعمل سائق تاكسي، أن الانتفاضة الثالثة قادمة رغم محاولات كتم أنفاسها من الأطراف كافة وخصوصا قوات الاحتلال التي ترتكب من العمليات الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل تحت ذريعة مواجهة معركة السكاكين الدائرة حاليا والتي تنذر بشكل قاطع أن انتفاضة الفلسطينيين الثالثة قائمة وقادمة وعلى العدو الإسرائيلي أن يعي حقيقة ما يدور حوله وأن الشعب الفلسطيني بات خارج السيطرة نتيجة للضغوط والعمليات الإجرامية المحرمة دولية والتي يرتكبها الاحتلال بحقه، وأن هذا الشعب مصمم هذه المرة على أن يسترد حقوقه في العيش بكرامة وإنسانية مهما كلفه ذلك من دماء التي أصبحت هي سلاح هذا الشعب ضد الآلة الإسرائيلية المتغطرسة.
وأشار عبد الله، هو من سكان القدس المحتلة ومن كبار العائلات هناك، إلى أن هناك قلقا وخوفا لدى الاحتلال ويعمل ليلا ونهارا على وقف هذه الانتفاضة، لكنه سيفشل لأنها انتفاضة شعب وليس انتفاضة فصائل.
انتفاضة شعب وليس انتفاضة فصائل كالعادة.. جملة ربما يطلقها كل الفلسطينيين هنا وهذا ما أكدته الإعلامية نجوى اقطيفان حيث قالت: إن الانتفاضة الثالثة هي بالفعل مشتعلة في القدس وبعض الأماكن في الضفة.. ونحن كفلسطينيين نطلق عليها "الهبة الشعبية" بالقدس.. لأن الانتفاضتين السابقتين كانتا هناك أطراف تدعمهما.. أما هذه الهبة الشعبية لا يقف وراءها سوى شباب يحلمون بالحرية وجاءت نتيجة للاعتداءات المستمرة للمستوطنين على المسجد الأقصى والاعتداءات اليومية على الفلسطينيين وإهانتهم على الحواجز الإسرائيلية.
الإعلامية أقطيفان أشارت إلى أن الفلسطينيين يطلقون مصطلحين.. الانتفاضة والهبة الشعبية في القدس والمدن الفلسطينية، موضحة أنه إذا أطلق عليها انتفاضة فلابد من وجود فصيل داعم لها.. ولكن ما يميز هذه الانتفاضة أو الهبة الشعبية أنها من الشعب نفسه...وهناك محاولات لتحوير الانتفاضة من قبل بعض الفصائل.. لتصبح مسلحة وهذا سيأخذه الاحتلال ذريعة لقمعها بشتى السبل حتى إذا قام بحرب شوارع .
وكشفت أقطيفان أن هناك من سيستغل هذه الانتفاضة لمصالحه الشخصية....لإضعاف السلطة الفلسطينية في الضفة وهم يعملون على هذا في الخفاء.. وهناك من سيستغلها لصالح القضية، معربة عن أملها أن تعمل هذه الانتفاضة على تحقيق المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية بين الفصائل من أجل مصلحة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الغالب على أمره، نافية في الوقت ذاته وجود أية علاقة بين فتح معبر رفح، كما تسعى السلطة الفلسطينية بالمشاورة مع الشقيقة الكبرى مصر وبين إخماد الانتفاضة في القدس كما ادعت التصريحات التي خرجت من حركة حماس والتي تحاول دائما إلقاء التهم على السلطة لإضعافها.
"انتفاضة مشتعلة شعبيًا.. مكتومة الأنفس فصائليا".. هذا ما أكده الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني نضال البرعي حيث قال إنه يمكن الجزم بأن ما يجري هو انتفاضة مكتملة الأركان شعبيا.. فحالة المواجهة في مختلف نقاط التماس مع الاحتلال تؤكد ذلك، فالانتفاضة هي حالة حراك دائم في صفوف الشعب وحالة مواجهة غير متوقفة تسير بخطى تصاعدية وهذا بالفعل ما يجري على الأرض ولكن الحلقة المفقودة فقط هي تبني الحالة السياسية الفلسطينية لهذه الأحداث وتوصيفها بوصفها الحقيقي إلا وهو الانتفاضة الثالثة .
الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني نضال البرعي أشار، إلى أن تسارع وتيرة الأحداث في مناطق سيطرة السلطة الفلسطينية وامتدادها إلى مناطق لا تملك السلطة سيطرة أمنية عليها يؤكد بأن ما يجري هو انتفاضة لا أحد يملك وقفها سوى شيء واحد وهو تحقيق إنجازات توازي حجم التضحيات المقدمة وهذا لا يأتي بوعود أو جولات أو تصريحات أمريكية هنا أو هناك وإنما بخطوات ملموسة تحقق ما انتفض الشارع لأجله.
الفلسطينيون ينتفضون كعادتهم من أجل وطنهم وحريتهم وإنهاء احتلالهم القائم والوحيد على بقاع الأرض وذلك وسط صمت دولي وتهرب أممي وانشغال العالم العربي بأوضاعه الداخلية في ظل موجهة الإرهاب القائمة في معظم البقاع العربية.. ولكن رغم كل ذلك ما زال الشعب الفلسطيني يجهز نفسه بسن السكاكين للاستعداد لمواجهة أكبر مع الاحتلال...وهذا ما ستكشفه الأيام المقبلة.