رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلم النووى المصرى


تواجه مصر تحديات كبيرة وحقيقية، وهذه التحديات ومن يقف وراءها يسعون طوال الوقت إلى إصابة بلدنا إما بحالة الفوضى أو حالة الجمود الذى يؤدى إلى تحلل بنية مجتمعنا المصرى، لكننا اليوم ووسط كل الأزمات التى تحيط بمصرنا أمنياً فى ليبيا وفى سوريا والعراق...

... واقتصادياً فى صورة عجز الموازنة المستمر فى ظل أعباء اجتماعية متزايدة على كاهل الدولة والمواطن. وسط كل هذه المحاولات بدأت مصر تنفض عن نفسها حالة اليأس التى يحاول الأعداء إحاطتنا بها، وتقف لتعلن عن عودتها فى صورة مشاريع عملاقة تمثل قاطرة للتنمية، كان أولها فى قناة السويس، والأن فى الضبعة، حيث المشروع النووى المصرى، وكذلك فى العاصمة الإدارية الجديدة.

البدء فى إنشاء مشروع الضبعة النووى ثانى مشروع قومى عملاق فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، سيكون إعلاناً عن هزيمة كل الضغوط لمنع مصر من دخول عالم المحطات النووية، إذ إن المشروع النووى لتوليد الكهرباء سيمهد لمصر الطريق للارتقاء بتكنولوجيات الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، بالاضافة إلى أنه سينهى بشكل حاسم أزمة الطاقة، التى كانت أهم معوقات الاستثمار فى سوقنا المحلى. إن الاتفاقية الحكومية بين مصر وروسيا، لإقامة أول محطة نووية بالضبعة لتوليد الكهرباء بقدرة 4800 ميجا وات، أثلجت صدور المصريين جميعًا على جميع المستويات، خاصة أن هذه الاتفاقية انتظرتها مصر منذ عام 1986، إذ ينقل هذا المشروع الضخم والعملاق مصر إلى عصر جديد بمحاوره المختلفة وندخل به العصر النووى والثقافة النووية.

إن أهمية المشروع تتجاوز فكرة توليد الكهرباء، فالتكنولوجيا النووية واستخداماتها النووية السلمية تعتبر ثورة تكنولوجية حقيقية، وهى دون شك ستعتبر نقلة، فاستخدامات الطاقة النووية دخلت فى معظم المجالات العلمية والزراعية والطبية والصناعية ومن المؤكد اتساع استخدامها مع بدايات القرن الحالى بالإضافة إلى توفير النصيب الأكبر من الطاقة الكهربائية للعالم، ففى المجال الصناعى أضحت كثافة الكثير من المواد وفحص المنتوجات تقاس بمقاييس خاضعة لأجهزة نووية مثل كميات الحديد فى السيارات ومحركات الطائرات النفاثة وهياكلها وأسهمت الذرة فى تحقيق اكتشافات مهمة ذات علاقة بالآثار والتاريخ إذ ساعدت فى معرفة أعمار كثيرة من الآثار والتاريخ عن طريق استخدام الإشعاعات اللازمة لفحص عينات العظام والنباتات القديمة، أما المجال الكهربائى وهو الأهم فتشير أحد الإحصاءات إلى أن نسبة 25% من كهرباء العالم مصدره الآن محطات نووية ويقدر البعض عدد هذه المحطات ما بين 420 إلى 510 محطات فى أكثر من 40 بلداً من بلدان العالم. أخيراً سنجد عملية هجوم إعلامية ممنهجة ستبدأ بالتشكيك فى جدوى المشروع وفى قدرة مصر على الالتزام بمعايير الأمان النووى، وكذلك سنجد من يدعونا إلى الاهتمام بالبدائل الأخرى ومنها الطاقة الشمسية وغيرها، وبالرغم من أهمية الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلا أن من سيثير هذه الدعايات يستهدف أساساً إيقاف المشروع، فهو كلام حق يراد به باطل، ولا شك أن المشروع النووى المصرى هو حلم مصرى نسعى إليه من أجل رفاهية الشعب المصرى.