مكافحة الإرهاب والتصدى له المهمة الأصعب في العالم ..الإرهاب ينتقل من الدول العربية ويصيب أوروبا..من داعش وجبهة النصرة لبوكو حرام "اختلفت المسميات والفكر واحد"
اختلفت الأماكن والألم واحد ، واستمرت الحياة في دورانها رغم الخوف من التعرض لتهديد إرهابي جديد ، ففي الآونة الأخيرة كشف الإرهاب عن وجهه القبيح وتنقل بين العديد من الدول، فمن نيجيريا وتركيا وسوريا والعراق ومصر ولبنان إلى فرنسا ومالي والباقية تأتى ، وباتت الكثير من الدول التي لم يطل عليها الإرهاب بعد تعيش تحت وطأة الخوف من تهديد إرهابي وشيك.
واحتل تنظيم داعش الإرهابى المرتبة الأولى في التنظيمات التي تهدد أمن وسلام العالم ، وعلى نفس مستواه تأتى جبهة النصرة وجماعة بوكوحرام ، وتحول موضوع مكافحة الإرهاب والتصدي له ، إلى عنوان عريض يحرك سياسة الدول على الصعيدين الخارجي والداخلي ومؤشر يرسم توجهاتها ، فالكثير من الدول لم تعد بمنأى عن الإرهاب ، وبات من الملح أن يستيقظ العالم ويدافع عن مواطنيه ضد التهديد الإرهابي كأسرة دولية واحدة ، تغير رد الفعل العالم بعد صدمة هجمات باريس التي هزت العالم وغيرت سلم الأولويات في العواصم الأوربية و واشنطن وعواصم دول حلف شمال الأطلسي الأخرى.
دعوات ونداءات عديدة لطالما طالبت بتوحيد الجهود للتصدي للإرهاب ومكافحته ، تلك الجهود التي كانت تصطدم بأول عقبة فتقضى عليها ، حيث يختلف الجميع في تحديد تعريف دولي " للإرهاب " وكل له تعريفه الخاص من وجهه نظره ، ومؤخرا انطلق العالم نحو نظرة جديدة لأهمية مكافحة الإرهاب بعد هجمات باريس التي قتل فيها أكثر من 129 شخصا وأصيب أكثر من 330 آخرين ، حيث وافق مجلس الأمن بالإجماع على قرار اقترحته فرنسا في أعقاب سلسلة الهجمات الدامية التى تعرضت لها مؤخرا ، والتي أعلن تنظيم داعش مسئوليته عنها.
وقال مجلس الأمن الدولي أمس الجمعة إنه يتعين على كل الدول القادرة على الانضمام إلى محاربة تنظيم داعش في سوريا والعراق مضاعفة جهودها لمنع شن التنظيم هجمات أخرى ، فيما نص القرار على أن تنظيم داعش في العراق والشام يشكل تهديدا عالميا وغير مسبوق للسلام والأمن الدوليين " ، داعيا "كل الدول الأعضاء التي لديها القدرة على فعل ذلك أن تتخذ كافة الإجراءات الضرورية في الأراضي التي تخضع لسيطرة التنظيم في سوريا والعراق ، وحث القرار الدول على تكثيف الجهود لوقف تدفق الأجانب الذين يتطلعون للقتال مع داعش في العراق وسوريا ومنع ووقف تمويل الإرهاب.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -الذي سبق وأن دعا الأسرة الدولية على هامش مشاركته في قمة مجموعة العشرين التى عقدت مؤخرا في منتجع انطاليا بجنوب تركيا إلى توحيد جهودها للسيطرة على التهديد الإرهابي - أن الحملة العسكرية التي تشنها روسيا في سوريا باتت غير كافية للقضاء على التنظيم، وروسيا أمامها الكثير من العمل الأكثر احترافية ، معلنا البدء فى مرحلة جديدة لتطهير سوريا من داعش .
فيما عقد وزراء الداخلية والعدل في الاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة، اجتماعا في العاصمة البلجيكية بروكسل أسفر عن إقرار تعزيزات تمثل الرد الأوروبي على التهديد الإرهابي، بعد اعتداءات باريس التي كشفت وجود ثغرات أمنية مهمة داخل الاتحاد ، وقرر تشديد تدابير التفتيش على الحدود الخارجية للدول المشاركة في منطقة شنجن التي يتحرك فيها مواطنو الاتحاد الأوروبي دون فحص جوازات السفر من وإلى أية جهة أخرى .
وستعرض فرنسا على المفوضية الأوروبية بحلول نهاية العام مقترحا لاصلاح قوانين " فضاء شنجن " ، التي يتم بموجبه منح التأشيرة الموحدة ، التي تسمح لحاملها دخول جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبى ، ليصبح من الممكن إجراء مراقبة مشددة على الحدود الخارجية للاتحاد بالنسبة لمواطني دول خارج الاتحاد ومنهجية إجبارية للمواطنين الأوروبيين .
أما المسلمون والقائمون على الدعوة الإسلامية في مصر والعالم ، فقد أكدوا ن الإسلام برئ من هذه الممارسات الإرهابية، وأن من يمارسون هذا العمل الإرهابى لايمثلون الإسلام في شئ ، فالإسلام دين سلام بعيدا كل البعد عن العنف، معلنين تضامنهم مع الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتصدي له.
آليات التصدي للتهديدات الإرهابية ، وإن كانت المهمة الأصعب في العالم، فإنها تحتم وجود ائتلاف دولي ضد الإرهاب ، و نجاح أى استراتيجية لحماية الدول من التهديدات الإرهابية ستتوقف على مدى التعاون بين مختلف الحكومات ، ودعمها للقرارات السياسية والأمنية الدولية ، وعلى التفافها حول جهود التصدي لواحدة من آفات العصر البغيضة، والالتزام في محاربة الإرهاب بميثاق الأمم المتحدة والاعتماد على القوانين الدولية واحترام حقوق سيادة ومصالح كل دولة.