رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غذاء أطفالنا بالمدارس


... خصوصاً فى الكفور والنجوع التى تملأ مساحة خريطة وطننا الغالى، ناهيك عن غياب الثقافة الغذائية لدى الأسر المصرية عامة، وإهمال بعض الأمهات عن جهل أو عدم قدرة فى متابعة متطلبات الغذاء الصحيح لأولادهن لحظة انطلاقهم إلى المدارس دون الحصول على وجبة إلإفطار الرئيسة لمواجهة أعباء الدرس والتحصيل وإمدادهم بالطاقة الذهنية المطلوبة، الأمر الذى يحدو بالطلاب للجوء إلى إشباع جوعهم بما يجدونه من أطعمة حول أسوار المدارس لدى الباعة الجائلين الذين لايراعون أدنى مبادئ الصحة العامة والوقاية، فتكون النتيجة هى الطامة الكبرى لاجتذاب ملايين الفيروسات التى تدخل إلى أجساد البراعم الصاعدة وازدياد حالات الإصابة بالتسمم التى تؤدى إلى الوفاة؛ أو ترك عاهات مستديمة تصاحبهم مدى الحياة، لندور فى حلقة مفرغة أخرى هى البحث عن طرق العلاج فى المستشفيات العامة والخاصة، وكان الأجدر بالجهات المعنية التضافر والعمل الجماعى بين وزارات التربية والتعليم والصحة والشباب والرياضة، فهنا تكمن فائدة وجود هذه الوزارات والكيانات فلا ينبغى أن تقصر فى توظيف إمكاناتها لرعاية النشء فى أرجاء المحروسة.

والأمل أن تعود الوجبات المدرسية المجانية ذات المواصفات الصحية المتعارف عليها وتوزيعها على تلاميذ المراحل التعليمية؛ وتكون الرقابة الصحية مستمرة من قبل الأطباء المتخصصين؛ مع ضرورة العمل على إسناد التوريدات لشركات معتمدة فى الصناعات الغذائية تواكبها الرقابة الحازمة، والضرب بيد من حديد على كل من يخالف إرشادات الجودة والنظافة، ولا يترك هذا الأمر لبعض التجار الذين لاهم لهم سوى الربحية على حساب الصحة العامة للبشر، فتلك مسئولية الدولة فى المقام الأول، حتى نضمن للأجيال القادمة أن تقوم بحمل أعباء فتح طريق المستقبل، ولى هُنا اقتراح مفاده: تشكيل مجموعات عمل تحت إشراف طبى لإعداد الوجبات غير النمطية والجافة فى كل مربع سكنى يحتوى على خمس مدارس أو بحسب التقسيم الجغرافى للمنطقة التعليمية وعدد المدارس الموجودة فى دائرتها، وتتكون هذه المجموعات من الأمهات اللائى يتطوعن لهذه المهمة بالمجان أو بمقابل رمزى، ويتم هذا بالتناوب على مدى الشهر أو العام الدراسى بأكمله؛ وطبقًا لجدول معتمد يلتزم به الجميع، مع الوضع فى الحسبان تكوين مجموعات احتياطية لمواجهة أى ظروف خاصة بالأعضاء، وبهذا نضمن عدم الحاجة إلى تدبير وسائل للنقل من وإلى المدارس البعيدة، فيكون الإنتاج للوجبة الغذائية والتغليف داخل تلك المربعات السكنية، وبهذا سنضمن الجودة والنظافة طالما قمنا بتوفير كل الوسائل المطلوبة لهذه الإنتاجية من الوجبات بتمويل من الوزارات المعنية بهذا الشأن، وأرجو أن يدخل هذ المقترح العملى دائرة اهتمام السادة المسئولين وكل من يحرص على صحة الطفل المصرى.

وحتى لا تجنح عقول وأفكار الصغار إلى التطلع للوجبات باهظة الثمن التى يتم الإعلان الاستفزازى عنها على الشاشات واللوحات المضيئة فى الشوارع والميادين، وليكن الجميع على قدم المساواة فى مقاعد الدرس لا فرق بين غنى وفقير فى طعام مميز يثير حقد وضغينة من لا يقدرون على الحصول عليها، علاوة على العلاقة الحميمية التى ستنشأ بين الجميع أثناء التناول للوجبة الموحدة فيما بين الحلقات الدراسية أثناء النهار.

إن تكوين هذه المجموعات ليس بالمسألة الصعبة، ولكنها تحتاج إلى العقول المؤمنة بالفكرة والجاهزية للتطبيق، والاستعداد للمشاركة الشعبية والوجدانية لضمان صحة وسلامة أجيالنا، وإغلاق باب الأمراض ومر الشكوى من ضعف بنيان الطفل المصرى.