رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فساد الوزير اليابانى.. وفساد وزراء مصر


... سألت نفسى: هى كانت فين الدولة متمثلة فى وزارة الزراعة والأجهزة الرقابية الــ«الستة» من هذه المصيبة..؟! طلعت بنتيجة جميلة جداً وهى: وزير الزراعة صلاح هلال «المرتشى» وأيمن الجميل «الراشى» هم بس إللى نهبوا أراضى الشعب؟!.. لا والله.. هناك أسماء رنانة حصلت على أراضى الدولة بمساحات كبيرة جداً وبنفس الأساليب – لمؤاخذة - «القذرة» دون أن يطالهم أى اتهام حتى هذه اللحظة.. ليه؟؟.. لأن هناك أيادى خفية ومراكز قوة زرعهم مبارك وعصابته فى جميع أجهزة الدولة لهم مصلحة فى مساندة هؤلاء الــ«.....» طمعاً أو ربما أملاً فى أن يستعيدوا أوضاعهم القديمة مرة أخرى ليمارسوا نفس اللعبة الدنيئة لنهب البلاد واستعباد العباد وحرمانهم من أبسط حقوقهم فى المسكن والمأكل والملبس والعلاج.

عزيزى القارئ.. تعال نقرأ بعض عناوين هذه التحقيقات حتى نعرف أين نحن بالضبط من منظومة الفساد التى أسسها المخلوع ونجله ورجاله منذ زمن وزير الزراعة الأسبق «يوسف والى مرزا» وحتى الآن.. مدير مكتب «هلال» أمام القاضى: «الوزير كان يلتقى محمد فودة مرة كل 10 أيام».. ويضيف: «الوزير حصل على البدل والقمصان والكرافاتات.. واستبدلها بعد يومين لأنها مش على مقاسه».. ويستطرد: «الوزير قال إنه هيدفع 300 ألف جنيه من ثمن الفيللا إللى طلبها فى 6 أكتوبر.. و«فودة» قال إنه هيتصرف فى باقى الفلوس».. أما أخونا أيمن الجميل فقال: «الوزير طلب منى بيتاً فى القاهرة، لأنه من الأرياف.. وفودة أقنعنى أن نشترى له بيتاً بــ 2 أو 3 ملايين جنيه»..ويواصل: «فودة» قالى إنه هيخلص.. وأنا عرضت عليه يكون مستشارى الإعلامى براتب 150 ألف جنيه فى الشهر.. ويكشف: «قدمت للوزير ومساعده بدلاً وكرافاتات بــ 250 ألف جنيه وعضوية نادى الأهلى بــ 137 ألفاً.. وكنت هسفرهم للحج.. انتهت عناوين التحقيقات التى تؤكد أننا فى غابة.. آه والله غابة.. المشهلاتى والمخلصاتى واللص والفاسد لهم حظ فى مصر.. أما «الغلبان».. فله الله.. ونعم بالله.. وأنا لو مكان وزير الزراعة ومن سبقه من الوزراء المتهمين فى قضايا فساد.. كنت فضلت الانتحار على مواجهة الشعب مثلما فعل الوزير اليابانى الذى ثبتت عليه تهمة الفساد..فهل يمكن أن نسمع عن وزير مصرى أقبل على الانتحااااار؟؟!!.

أعلم جيداً أن أجهزتنا الرقابية بها شرفاء لن يتوانوا لحظة واحدة فى كشف اللصوص وتقديمهم للمحاكمة.. لكن فى المقابل هناك أيضاً عناصر مجرمة فى جميع المجالات – إعلام وثقافة وسياسة ورياضة وفن و..... - تتصدى لهؤلاء الشرفاء لتشل جهودهم حتى تُفشل مساعى الرئيس فى حربه ضد الفساد.. كما هو الحال مع الخونة والعملاء فى حربنا ضد الإرهاب.. هذا الأمر بات ظاهراً للجميع.. ومن الآخر كده.. الحرب أصبحت على المكشووووف.. فمثلاً رجل مثل محمد فودة.. - بطل فضيحة الزراعة الكبرى - كيف تستأمنه جريدة يومية مثل الزميلة «اليوم السابع» فى إجراء حوارات مع مسئولين كبار فى الدولة رغم الشبهات التى تحوم حوله من كل جانب.. إنه لأمر غريب حقاً؟؟!!.. وعن هذا اللغط ُيلقى رجل الأعمال الشاب أحمد أبو هشيمة - صاحب النصيب الأكبر فى هذه الجريدة - خلال حواره مع «المصرى اليوم» باللوم الكامل على رئيس تحريره خالد صلاح الذى فتح الباب لــ «فودة» فى الكتابة ومقابلة الوزراء باسم الجريدة على أنه «الإعلامى الكبير»!!.. وهو فى الحقيقة من بقايا النظام الفاسد..وقد حدثنى عن ماضيه وأسرته أجد ضباط الشرطة الكبار الذين عاصروه وقت أن كان «.......».

عزيزى القارئ.. لقد كتبت عن ناهبى أراضى الدولة منذ عدة أسابيع.. لكن لا مانع أن ُنذكر بها صُناع القرار مرة أخرى بمناسبة التحقيق الحالى مع «هلال» الذى خان الأمانة وضرب بقسمه الوزارى عرض الحائط مقابل مُتع زائلة.. الآن نسأل عن الجديد فى مشروعات محطات المياه والصرف الصحى التى أُهدرت نحو 80 مليار جنيه على الدولة فى خطوط ومحطات لم تعمل حتى الآن؟؟!!..هذه العملية يُحاسب عنها رجال اعمال ومكاتب استشارية وشركات حكومية متورطة فيها..أيضاً هناك رجل أعمال شهير معروف أكثر من «الجميل» بأنه فوق القانون.... ولما لا وهو الوحيد- كما ذكرت الزميلة «روزاليوسف» - الذى يدوس قانون البناء بــ «الجزمة» فى أى بقعة داخل مصر على مدار الــ «20 عاماً» الماضية.. فقد استحوذ على قطعة أرض كبيرة من المساحة التى نهبتها الشركة المصرية - الكويتية فى أرض العياط وتم تحويلها بــ «الرشاوى» طبعاً من زراعية إلى سكنية على غرار أرض مدينتى لتباع بمليارات الجنيهات!!.. هذا غير المساحات التى حصل عليها بــ«تراب» الفلوس فى بورتو مارينا وبورتو السخنة وشارع التسعين وأكتوبر.

رجل أعمال آخر استولى على أرض للدولة فى طريق العبور مساحتها 100 مليون متر فى خليج السويس بسعر خمسة جنيهات.. فيما يتعدى ثمنها أضعاف أضعاف هذا المبلغ التافه.. بالطبع حصل على عقد من محافظة السويس - بمساعدة الفاسدين من وزراء ومحافظين - يخول له تقسيم الأرض وبيعها لحسابه الشخصى على الرغم من أنه لم يُسدد من ثمنها سوى 10% فقط!!.. يُضاف إلى جشع هذا الرجل أن حصل أيضاً على 500 فدان فى مطروح و8 ملايين متر فى شرم الشيخ و1500 متر فى مرسى علم.. إلى جانب 7 ملايين متر بحق انتفاع و60 فداناً فى أكتوبر و17 ألفاً فى شرق العوينات وعشرات القطع فى المدن الجديدة.. كل هذه الأراضى تم الاستيلاء عليها بنفس الأساليب السابق ذكرها.. والسؤال: ما الفرق بين هذا النموذج وبين «الجميل»؟؟!!.. لا يوجد فرق طبعاً.. فكيف وبأى طريقة ومتى ستفتح الدولة هذه الملفات؟؟