رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفجيرات باريس: تم التخطيط للهجمات في سوريا.. وتحديد هوية انتحاريين أحدهما سوري.. وفرنسا تجاهلت تحذيرات تركيا.. و"أولاند" بدأ الرد "القاسي المؤلم"

جريدة الدستور

دعا رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، الفرنسيين "إلى ضبط النفس وتوخي الحيطة والحذر"، مشيراً إلى أن "سلوك كل شخص سيتبدل في مواجهة الخطر الإرهابي".
وحذر "فالس" من وقوع اعتداءات جديدة قد تضرب فرنسا ودولاً أوروبية أخرى، معلنًا عن أكثر من 150 عملية دهم نفذت على الأراضي الفرنسية واستهدفت الأوساط الإسلامية منذ الجمعة الماضي.
وقال، رئيس الوزراء، إن "الحرب ستكون طويلة وصعبة وجديدة؛ لأنها بالطبع ليست حربًا تقليدية في فرنسا، ترغمنا على لزوم موقف، وتوخي أقصى درجات اليقظة وضبط النفس والهدوء".
وأكد أن هذه الاعتداءات "نُظمت ودُبرت وخُطط لها من سوريا"، مضيفًا: "هذه الحرب ضد داعش يجب أن تجري أولاً في سوريا والعراق. هناك أيضاً ما يجري في ليبيا، إذ إن داعش متمركزة وتتمركز هناك. لذلك أقول إن هذه الحرب ستكون حرباً طويلة وصعبة".
إلى ذلك، أعلن النائب العام الفرنسي، فرانسوا مولينس، عن تحديد هوية انتحاريين اثنين آخرين، من منفذي تفجيرات باريس التي شهدتها يوم الجمعة الماضي، وأسفرت عن مقتل 127 مواطنًا، وإصابة 200 آخرين، أحدهما ولد في سوريا.
وكشفت النيابة العامة، أن الانتحاري المولود في سوريا، يحمل جواز سفر سوري، ختم من قبل الأمن اليوناني الشهر الماضي، وأن الانتحاري الآخر يدعى سامي عميمور، 28 عامًا، يحمل الجنسية الفرنسية، ومعروف لدى أجهزة مكافحة الإرهاب، بعد صدور مذكرة توقيف دولية بحقه منذ عام 2012، توجه إلى سوريا عام 2013.
كما أعلنت السلطات الفرنسية، عن توصلها إلى العقل المدبر لهجمات باريس، وهو البلجيكي عبدالحميد أباعود، 27 عامًا، الذي تعود أصوله إلى المغرب، وهو أحد عناصر تنظيم داعش الأكثر نشاطًا في سوريا، وفقًا لصحيفة "الإندبندنت".
وكان قد اشتبه به في التخطيط لسلسلة من هجمات أُحبطت في بلجيكا، كما تم تعقب هاتفه الخلوي الذي ظهر أن مصدره اليونان.
على صعيد متصل، قال مسؤول في الحكومة التركية إن السلطات في بلاده حذرت باريس مرتين في غضون عام من أحد الجهاديين الذين فجروا أنفسهم، وهو عمر إسماعيل مصطفاوي أحد مهاجمي مسرح باتاكلان.
وأضاف "لم نحصل أبدا على رد من فرنسا بشأن هذه القضية".
وشارك مصطفاوي الذي ولد في ضواحي باريس في الاحتجاز الدامي للرهائن في باتاكلان قبل أن يفجر نفسه وتم التعرف عليه من خلال بصمة إصبعه.
ووفقا للنائب العام في باريس فرانسوا مولان، كان مصطفاوي أدين مرارًا وتكرارًا بجرائم عادية ولكن تم ضم اسمه إلى ملفات المتطرفين منذ عام 2010 إلا أنه "لم تشارك" في قضية إرهابية.
وقال المسئول التركي إن الانتحاري دخل الأراضي التركية عام 2013 من جهة محافظة أدرنة (شمال غرب) على الحدود البلغارية واليونانية، لكنه أكد "ليس لدينا سجلا لمغادرته البلاد".
كانت الشرطة الفرنسية، استطاعت ضبط أسلحة بينها قاذفة صواريخ، وسترات واقية من الرصاص، وعدد من المسدسات، وبندقية كلاشنيكوف وأسلحة ثقيلة، في مدينة ليون، واعتقال خمسة أشخاص تم الاشتباه فيهم، خلال غاراتها.
في السياق نفسه، بدأت أجهزة الأمن والجيش في فرنسا، عمليات الرد على الهجمات، شمل الرد مداهمات أمنية للأوساط الإسلامية في الداخل الفرنسي، فضلاً عن غارات على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في سورية، فيما حذّر رئيس الوزراء، مانويل فالس، من عمليات "إرهابية" جديدة.
وفي وقت يستعد فيه الفرنسيون للوقوف دقيقة صمت، في كافة أنحاء البلاد، عند منتصف اليوم الاثنين، يلقي الرئيس فرانسوا هولاند خطاباً استثنائياً، في قصر فرساي أمام البرلمانيين وأعضاء مجلس الشيوخ.
ومن المتوقع أن يقدم هولاند شرحاً تفصيلياً للرد الفرنسي الذي سيكون، حسب مصادر الرئاسة، "قاسياً ومؤلماً" وبحجم الضرر الفادح الذي ألحقته الاعتداءات بفرنسا.
وبعد الإعلان عن ارتفاع عدد ضحايا هجمات باريس الدموية، إلى 129 قتيلاً و352 جريحاً، بدأت الأجهزة الأمنية الفرنسية بالتحرك.
وقامت طائرات فرنسية، ليل الأحد، بغارات مكثفة على مركز قيادة ومعسكر للتدريب في مدينة الرقة بسورية، وهي معقل "داعش".
داخلياً، قامت قوات الأمن بحملة ضخمة من المداهمات والتفتيش والاعتقالات في عدة مدن فرنسية في 150 عملية منفصلة.
وفي ضاحية بوبيني قرب باريس اعتقلت الشرطة 3 أشخاص، فيما قامت قوات الأمن بعمليات دهم وتفتيش في مدينة تولوز وعثرت على قطعة سلاح ومخدرات واعتقلت 3 أشخاص أيضاً.

وفي ضواحي مدينة ليون، قامت قوات الأمن بـ13 عملية دهم وتفتيش وتمكنت من ضبط كمية من المسدسات وسلاح رشاش وقاذفة "آر بي جي" واعتقلت 5 أشخاص.
وما زالت قوات الأمن تتعقب أحد المشتبه بهم في تنفيذ اعتداءات باريس، وهو شاب فرنسي يبلغ 25 عاماً يُدعى عبدالسلام صلاح، في حين تتواصل التحقيقات في بلجيكا مع عدد من المشتبه في ضلوعهم في اعتداءات الجمعة الأسود، من قبل فريق مشترك من المحققين البلجيكيين والفرنسيين.
كما أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، أن الحكومة ستبحث في جلستها المقبلة قرارا بحل المساجد المتشددة، وذلك بعد يومين من إعلان حالة الطوارئ في البلاد إثر الاعتداءات الانتحارية التي استهدفت باريس.
وقال كازنوف عبر قناة فرانس 2 التلفزيونية إن "حالة الطوارئ هي (...) أن نتمكن بطريقة حازمة وصارمة من أن نطرد من البلد أولئك الذين يدعون للكراهية في فرنسا، سواء أكانوا منخرطين فعلا أو نشتبه في أنهم منخرطون في أعمال ذات طابع إرهابي".
وأضاف إن "هذا يعني أيضا أنني بدأت بأخذ إجراءات بهذا الصدد وسيجري نقاش في مجلس الوزراء بشأن حل المساجد التي يبث فيها الدعاة الكراهية أو يحضون عليها، كل هذا يجب أن يطبق بأكبر حزم.