رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من غشنا فليس منا!


يحكى أن رجلاً صالحاً كان يوصى عماله فى المحل بأن يكشفوا للناس عن عيوب بضاعته إذا وجدت فى أى قماش. وفى أحد الأيام. اشترى يهودى ثوباً معيباً ولم يكن صاحب العمل الصالح موجوداً. فقال العامل: هذا يهودى لا يهمنا أن نطلعه على العيب!! وفى اليوم التالى، سأل الرجل الصالح عن الثوب فقال: لقد بعته لليهودى بثلاثة آلاف درهم، ولم أطلعه على العيب..

فقال له: أين هو ؟ فقال: لقد رجع مع القافلة. فأخذ الرجل المال معه ثم خرج ليبحث عن اليهودى الذى أدركه بعد ثلاثة أيام.. فقال لليهودى، يا هذا، لقد اشتريت ثوباً معيباً من عندى وبه عيب فخذ دراهمك وهات الثوب.. فقال اليهودى: ما حملك على هذا؟ فقال الرجل الصالح؛ الإسلام!! إذ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من غشنا فليس منا!! فقال اليهودى، والدراهم التى دفعتها لكم مزيفة فخذ الثلاثة آلاف الصحيحة، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله!!!

وإسلاماه.. هذا هو الاسلام وهذه هى أخلاق المسلم!! إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل، فأداء الحقوق والحفاظ عليها من أهم صفات رسولنا محمد، صلى الله عليه وسلم، ولقبه «الأمين» أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك!! كما قال أبوبكر الصديق، رضى الله عنه «صدق الصدق الأمانة وأكذب الكذب الخيانة»... فإسلامنا يمنعناان نغش حتى من يخالفنا العقيدة فمابالك بمن يغشنا من أهلنا، اصدقاؤنا، بلدنا، وطننا العربى!! إذا لم يكن هناك أمانة فلا آمان لنا ومن يخون أهله فلا أمان له ولا أمانة له ولكن للأسف صفة «الغش» و«الخيانة» تفشت فى عالمنا المصرى، ووطننا العربى وواقعنا السياسى المرير بصور وأشكال مختلفة! كما تفشت صفة «المنافق» الذى إذا أؤتمن خان فى جميع مؤسسات الدولة!!

وتعرضنا للغش والخيانة من أقرب الأوطان!! فعالمنا العربى يتعرض للخيانة منذ قديم الزمان فلا ننسى رأى تشرشل عندما سألوه عن رأيه بالشعوب فقال جملته التاريخية إذا مات الإنجليز تموت السياسة.... وإذا مات الأمريكان يموت الثراء..... وإذا مات الروس يموت السلام وإذا مات الإيطاليون يموت الإيمان... وإذا مات الفرنسيون يموت الذوق... وإذا مات الألمان تموت القوة.. وإذا مات العرب تموت الخيانة!!!! اللهم اكفنا شر الخونة واحم مصر من كل الخونة فى الداخل والخارج!!!. موعدنا الخميس المقبل إن شاء الله.