رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بلا عنوان !!

جريدة الدستور

لم يكن يوم زفافها ، لكنها كانت عروسًا، فسعادتها بلقائه جعلتها تجزم أن يوم زفافها لن تكون أجمل أو أسعد من هذا اليوم، جهزت ليومها في ربكة وفرحة حتي خانها كل شئ فلم تجيده، هكذا نحن عندما نريد اتقان الشيء تماما لا نجيده أصلا ..
إنه اليوم الأغر، الذي يغوينا فنتمادي في الايمان به وتصديقه، يوم ربما نجهل موعده، أحداثه، وأشخاصه، ولكننا نظن فية سعادة فنتتظره متشوقين له، متشوقين جدا ..
فما بالك وهي تعلم موعدة، ومع من، وكيف السبيل إليه.
إنه علي بعد خطوات منها غمرتها سعاده الدنيا وهي تنتظره استبطأت الايام التي سبقته، والتي قضتها كلها في جعل هذا اليوم اجمل ايام حياتها وبداية لسعادة ابدية لن تننهي..
بدأ قلبها بالخفقان، منذ خطت قدماها باب بيتها، في الطريق إليه.. ويزداد خفقانه كلما اقتربت، كانت تعلم أنها لن تراه حين تصل، فهو مشغول بالتجهيز للحفل، لكنها آمنت باللقاء لاحقا..
حين وصلت لم يكن قد وصل هو كما توقعت .. فبدأت تتحسس الأشياء وتتأمل المكان، وكأنها تري كل الأشياء بعينيه.. هنا جلس كثيرا.. تكلم أكثر.. فرح وحزن.. انفاسه ارتفعت هنا.. مر هنا.. لامست يده المكان هنا.. مررت يدها علي كل شئ كأنما تمرر يدها لتصل إلي يداه
كان قد اشتد عليها في حديث سابق فتمنت لو أنه هنا لتحتضنه في صمت ..
انغرلت عن كل من حولها.. ذهبت إلى عالم آخر برفقة طيفه، فلم تري غيره في الاماكن كلها، وقعت عيناها علي "معجون اسنان" فضحكت حين تذكرت انه يمضي الكثير من الوقت في تنظيف اسنانه, حتي انه ربما يخلف لها موعد ولا يتخلف يوم واحد عنه, كثيرا ما مازحته وطلبت أن يعتبرها معجونه, وابستمت لما شعرت كم كان متعجلا حتي انه القي به هنا في غرفة استقبال الضيوف أو ربما ضاع منه وهي من عثرت عليه.
تفحصت الأشياء جيدا، فكأنها المره الاولي التي تراه فيها ، المره الاولي التي تقتحمه وتكشف عنه غموضه الدائم.