رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إلى إعلامنا وإعلاميينا.. مصر فى خطر


عندما تابعت خطاب الرئيس الأخير.. تذكرت «هرتلة» الأخ معتز بالله عبد الفتاح عندما قال: «نصيحة للسيسى بلاش زيارات خارجية ورتب مصر من الداخل أولا».. وتذكرت أيضاً مقالاً سبق وكتبته منذ ثمانية أشهر تقريباً عن انحراف بعض إعلاميينا عن آداب المهنة والالتزام بالمهنية.. قلت فيه: أحترم كل من علمنى حرفاً وأنحنى له تقديراً وإجلالاً.. أتخذه دائماً فى كل ما أقوم به المثل والقدوة...
... هؤلاء العظام الذين درسوا لىَّ فى جميع مراحل حياتى.. أخص منهم بالذكر أساتذة إعلام القاهرة.. كانوا حريصين.. على غرس المفهوم الصحيح للإعلام ووظائفه فى عقولنا.. دائماً وأبداً ينصحوننا بتحرى الدقة والصدق فى أى مادة صحفية نحررها.. أخذنا بالنصائح وعملنا بها فى الخارج والداخل قدر استطاعتنا.. راعينا فيما نكتب مرضاة الله عز وجل ثم ضمائرنا ومصلحة أوطاننا.. لم نأبه بملامة لائم أو نقد متهكم مدع أو تهديد جاهل أعمى البصر والبصيرة.. فى خضم الصخب الإعلامى والسياسى والاجتماعى الذى ملأ عالمنا العربى نتيجة المتغيرات والمؤامرات والخيانة والغدر والعمالة التى نواجهها اليوم.. ظنت بعض وسائل إعلامنا الموجهة أن لها الحق فى «الهرتلة» فيما يعنيها ونما لايعنيها.. وادعت أنها المصدر الوحيد للمعلومة.. وأن من حقها فرض وجهة نظرها وتوجهاتها ورؤيتها وأهدافها الخبيثة على المتلقى !!. كما ظن إعلاميو هذه الوسائل أنهم «الجهابذة» العالمين ببواطن الأمور دون غيرهم.. واعتقدوا - كذباً وافتراءً - أن المتلقى مازال يلهث خلف إنتاجهم البذىء من أخبار وبرامج تافهة عن زنا المحارم والشعوذة وكشف ستر نسائنا وتحطيم تابوهاتنا وهدم ثوابتنا والقضاء على عاداتنا وتقاليدناً.. وغاب عن هؤلاء أن المتلقى أصبح فى وادٍ وهم فى وادٍ آخر..ولم يفهموا بعد أن المتلقى على اختلاف ثقافته رأى عام «قائد - مثقف - منقاد» قد سئمهم وكشف زيفهم ونفاقهم فى حق أنفسهم وفى حق غيرهم.. ولمثل هذه النوعية من وسائل الإعلام والإعلاميين على السواء أنصح بالآتى: المتلقى الآن يمكنه وهو مستلقى فى غرفة نومه وعلى سريره أن يجوب العالم شرقاً وغرباً.. أن يحصل على المعلومة قبل أن تصلكم وبكل لغات العالم ومن آلاف المصادر «فضائيات ــ مواقع إلكترونية - إذاعات - فيس - تويتر ....».. أن يجد للحدث الواحد ألف رأى وألف تحليل ألف تقرير وألف خبر..كما أن المتلقى أصبح ينتقى الغث من السمين.. يعرف جيداً من فيكم الصادق ومن الكاذب.. من الوطنى ومن الخائن.. من الذى باع ضميره للدولار والدينار.. ومن الذى تعفف وقال «إنى أخاف الله رب العالمين». المتلقى لم يعد يتأثر بأصحاب الصوت العالى.. لم يعد هو ذاك المتلقى المُحنط داخل تابوت «التبعية» العمياء لهذه الجريدة أو تلك القناة.. المتلقى يا سادة أصبح يكره العقيدة الإعلامية من كثرة كذبها وتضليلها له على مدار عشرات السنين حتى ضاعت منه بلاده واغتصب منا إخوان الشياطين السلطة فى غفلة من الزمن.. والآن يفاجئنا تنظيم «داعش» الإرهابى من وقت لآخر بعمليات قتل واختطاف .. وهل ما فعلته قناة «موزة وحمد وتميم» سوى نموذج من هذا الإعلام الفاسد الذى زين للشيطان انتهاك حرماتنا وهتك أعراضنا واغتصاب أرضنا ونهب ثرواتنا؟! فيا أصحاب الأجندات الخارجية والداخلية.. ويا أصحاب الأهواء والاتجاهات المعادية لمصر والأمة.. يا من تأكلون وتشربون وتتعلمون وتقيمون على أرضها وتحت سمائها ثم تخونوها.. قلنا وسنظل نقول حتى آخر نفس فى حياتنا.. إن «الحياد» فى الظروف الحرجة التى نمر بها الآن «خيانة».. التعاطف مع إخوان إبليس «خيانة».. محاولة هدم الدولة وتشويه صورة القوات المسلحةوالداخلية «خيانة».. إحباط الشعب وتنفيره من إنجازات قيادته السياسية «خيانة».. نقل بذاءات الإرهابى عصام عبد الماجد والإرهابى عبدالمنعم أبوالفتوح ومن على شاكلتهما بحق النظام «خيانة».. أكتب كلماتى ناصحاً لا عدواً.. أميناً على إعلامنا وزملاء المهنة لا محابياً أو متسلقاً. ختاماً.. أقول للرئيس: دماؤنا وأرواحنا فداء لكم.