رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خالد تليمة في حوار لـ"الدستور": المشهد الحالي لا يبشر بخير.. والهجوم على ثورة يناير أغضب الشباب ودفعهم للعزوف عن المشاركة في الحياة السياسية

جريدة الدستور

قال الإعلامي خالد تليمة نائب وزير الشباب الاسبق، أن الشباب لم يعد يهتم كما في السابق بالمشاركة في الحياة السياسية بوجه عام، برغم أنهم على علم بحقوقهم، وواجباتهم لأن الواقع الحالي هو من دفعهم إلى ذلك.

وأكد أن الشباب "بيتشتموا يوميا في الإعلام" سواء مشجعي الكورة، أو شباب الجامعات، وهم في حاجة إلى من يناقشهم ويوضح لهم حقيقة ما خفى عليهم، بعد أن تصادمت أفكارهم مع عقابات المجتمع، لكن لا يستحقوا أن نطلق عليهم " إرهابين ".

وإلى نص الحوار :

لماذا تركت منصبك كنائب وزير الشباب والرياضة، مع أن أي شاب يحلم بمثل هذا المنصب؟

فكرت في تركه بعد شهرين من بداية العمل، لكننى تركته بعد ثمانية أشهر لأنى لم أجد نفسي فيه، ووجدت فجوة كبيرة بين عقليتى كشاب أتى من بؤرة التغير "ثورة 25 يناير،" وبين العقلية القديمة التي مازالت تعيش في العهد البائد أيام مبارك، كما أن العمل في الوزارة يسير وفق بيروقراطية لا تمت بصلة إلى أرض الواقع، ولم أجد أي تناغم بيني وبين الوزير الذي رفض أي نواه للتجديد.


أن " البنر " المرفوع بتمكين الشباب في المناصب القيادية ما هو إلا دعاية إعلامية، غير الحقيقة بالمرة، لأن المناخ العام للدولة غير مؤمن بفكرة الشباب وقدرتهم على القيادة، وهذه الفجوة مازالت تتسع وتنمو، وستأخذ وقت وجهد كبير إلى أن يتمكنوا من ممارسة حقوقهم بشكل طبيعي.

أن الشباب لم يعد يهتم كما في السابق بالمشاركة في الحياة السياسية بوجه عام، برغم أنهم على علم بحقوقهم، وواجباتهم لأن الواقع الحالي هو من دفعهم إلى ذلك.

ملف الشباب حاليا بمثابة القنبلة الموقوته البركان الخامد، فلم تجد حكومة بعد ثورة يناير، كان لديها القدرة والرؤيا لحل مشكلات الشباب، التي توقف حياتهم.

كيف ترى نسبة المشاركة فى الانتخابات البرلمانية ؟

الإنتخابات البرلمانية هي آليه لتغيرحياه مجتمع، حيث يسعى المواطن من خلال الصندوق الإنتخابي لإختيار مرشح يعمل جاهدا لحل مشكلاته، وكانت نسبة المشاركة فى الاستفتاء على دستور 2014،كبيرة،الا أنه برغم مرور ما يقارب عامين على اقراره لكنه مازال مختلف عليه حتى الأن، من قبل الدولة والأحزاب السياسية، معنى ذلك أن الصندوق ما هو إلا صوت لمرور من فترة معينة فقط، أما التغيرالجذري المقصود من الإنتخاب أو الإستفتاء فهو غير موجود بالمرة، والحاصل حاليا مصر منذ خمس سنوات " أن الناس بتروح للتصويت وحياتها مبتتغيرش".

وقد شاركت في الإنتخابات عام 2011 وكنت مرشح على دائرة الوراق وشبين القناطر، وشاهدت بعينى كيف أغلقت اللجان لمصلحة الإخوان، ومنعوا مندوبي من الدخول لكي " يكوشوا على البرلمان ".

فكيف لي أن اذهب للصندوق وأجد أن الدستور يهاجم يوميا ولا يطبق بل وينتهك ويتم مخالفته.

هل البرلمان القادم هو بالفعل ما تنتظره مصر لإتمام الإستحقاق الثالث ؟

المشهد الحالي لا يبشربالخير حيث لا توجد وجوه جديدة في المجلس إلا مارحم ربي والنظام الإنتخابي الحالي معادي للأحزاب، والمصرين أثبتوا أنهم ليس لديهم مشكلة مع الصندوق في أكثر من تصويت، لكنهم يائسوا من استجابة الدولة لفكرة التغير، والدليل وجوه الحزب الوطني في المشهد الإنتخابي الأخير، فوجدوا تراجع للخلف والوضع لم يقترب منه أي تعديل، فالبرلمان مرحلة وعقد صوري ليس إلا.

لماذا لم تفكر في خوض انتخابات برلمان 2015حتى على مقاعد الفردى؟

كان لدي فرصة كبيرة في النزول للإنتخابات ولكن المعركة الإنتخابية تحتاج لمعفرة وليس لدي طاقة لها ولكن قد اخوضها الفترة القادمة.

كما أن المناخ السياسي حاليا لا يساعد على خوض انتخابات برلمانية، حيث استشعر عداء شديد للشباب وخصوصا شباب يناير مع أنها هي الحقيقة المؤكدة منذ عقدين من الزمان فنحن مازالنا نعاني تراكم ثلاثون عاما ولم ننهض بعد.

فالحل ليس في مهاجمة " يناير" لكن أن تثبت للمصري أنه على الطريق لأن يحيا حياه كريمة.

هل ترى أن المؤتمر الإقتصادي بدأ يؤتي ثماره لعقد مؤتمر ثاني في مطروح؟

مصر ليست في حاجة إلى عقد مؤتمرات أخرى بعد المؤتمر الإقتصادي في مارس الماضي، حيث لم يعد المواطن البسيط يرى أي بوادر له على أرض الواقع ، كما أن الدعايا الإعلامية للمؤتمر جاءت بنتائج عكسية، وأن الدولة اخفقت في وضع قانون الإستثمار بعد أن وجدت ارتباك وعشوائية في صياغته، وكان لابد أن توضع تلك المعوقات في نصاب اعيونها.

والمواطن فقد الثقة في أجهزة الإعلام بسبب الدعايا الضخمة التي شعر من خلالها أن السماء ستمطر ذهبا، و يجب على الحكومة أن تراعي الأولويات لسد إحتياجات الشعب فبدلا من إنشاء عاصمة إدارية جديدة فالأولى إنشاء صرف صحي ومياه شرب نظيفة في القرى المعدمة.

وأن قرار إنشاء هذه العاصمة لا يجب أن يكون قرارا فرديا بل يجب أن يكون المصرين على علم بكل ما يتعلق بهذا الأمر ويوفقون عليه أيضا.

كيف ترى أجهزة الإعلام في الوقت الراهن؟

لا انكر أن هناك محاولات جادة من بعض الإعلامين لنشر إعلام مهني جاد وهادف لتوصيل رسالة إعلامية بصورة صحيحة، لكن معظم الساحة حاليا غير محايد وترد منه إسقاطات بشعة، وأنه شخصيا لا اتابع إلا الإعلامية " لليان داود، والإعلامي محمود سعد، وإبراهيم عيسى" لأنهم في رأي يقدمون إعلاما مهنيا جادا ويراعون حجم التأثير.

أما الإعلام الحكومي " ده ربنا معاه "، و إذ لم يتم تطويره فسوف يعود الناس إلى ماقبل الثورة يستقون أخبارهم من شبكات الانترنت