رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

النظرة التآمرية تجاه البرلمان القادم «٢-٢»


أسهمت عوامل مختلفة فى تكريس الصورة السلبية للمرحلة الأولى من الانتخابات النيابية ومن بين هذه العوامل الإعلام الذى أسهم بشكل أو بآخر فى تفعيل نظرة البعض التآمرية لمجلس النواب القادم، ومن باب المهنية أن يخطط الإعلام لاستغلال فترة الدعاية الانتخابية فى عرض برامج الأحزاب والمرشحين من خلال التخطيط الإعلامى وهو التصور الاستباقى للأحداث المتوقعة بوضع خطط رئيسية وأخرى بديلة ولم يكن موعد حدث الانتخابات البرلمانية غائباً عن متخذى القرار الإعلامى فى مختلف القنوات الخاصة والعامة وما حدث فى المرحلة الأولى يؤكد كما لو كانت الانتخابات قد جاءت بشكل مفاجئ .إن فترة الدعاية قد انتهت دون أن تقوم الوسائط الإعلامية بما ينبغى أن تبصر به المجمع الانتخابى بأهمية التصويت من منطلق حق المشاركة السياسية المكفول من الدستور لكل مواطنى مصر ولن تأتى ثمار هذه المشاركة إلا من خلال برلمان قوى يمارس دوره التشريعى والرقابى على السلطة التنفيذية ليس من باب التقاطع معها ولكن من باب ترشيد قراراتها وفى إطار تغطيتها للدعاية الإعلامية والإعلانية للانتخابات التشريعية فى مرحلتها الأولى تفرغت القنوات الخاصة لاستضافة المرشحين وممثلى القوى السياسية – بغض النظر عن أن هذه الاستضافات مدفوعة الأجر أم لا – ولم نجد أى دلائل تقود إلى تنوير المجتمع الانتخابى بالقوى السياسية «القوائم» أو الأفراد «المستقلين» وليصبح المشهد عبارة عن تلاسن بين الجميع تبادلوا خلاله الاتهامات التى وصلت إلى المساس بالسمعة والتعريض الشخصى وتصفية الحسابات والتشكيك فى قدرة الخصم على ممارسة دوره البرلمانى، بعبارة أخرى انتقلنا إلى حالة شخصنة وهوما جعل الإعلام يخرج عن مساره، وكنت أتصور أن المشهد الإعلامى يأتى بشكل مغاير عبر التركيز على الجانب التوعوى للمواطن البسيط الذى يعلق على البرلمان القادم آمالاً عريضة أو هكذا ينبغى ولا نصور له البرلمان بأنه منافس للسلطة التنفيذية، وأن العلاقة بين السلطتين ستكون صراعاً سياسياً وهذا نوع من الافتئات على حق المجتمع وأن يتم توضيح مواقف الأفراد والقوى السياسية من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكيفية تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية بعبارة أخرى التعريف برؤى المرشحين تجاه مثلاً منظومة التعليم وعلاقة الإعلام بالتنشئة السياسية ولماذا لا يظهر الدور الحزبى إلا وقت الانتخابات؟ وأثر ذلك على تكريس القيم الديمقراطية من عدمه وكيفية تطوير الخدمات الصحية وحل مشكلات البطالة والعنوسة والتهرب الضريبى والعشوائيات والأسعار وارتفاع الدولار والخلل فى الميزان التجارى ووقف نزيف الدم على الطرق نتيجة الحوادث وغيرها من المشكلات الحياتية للمواطن الذى يعانى ولا يلمس الجهود المبذولة لحل هذه المشكلات. لابد أن يعرف الناخب هذه الرؤى من المرشحين ويتعرف على السيرة الذاتية لكل مرشح خاصة الوجوه الجديدة. ونقترح أن تصمم اللجنة العليا للانتخابات موقعاً على الإنترنت توضع عليه هذه السير ومرفقاً بها كليب مصور للمرشح اختصاراً للوقت والجهد يساعد الناخب على التعرف على من ينتخبه مع الأخذ فى الاعتبار أن العدد الأكبر من الناخبين لا يتعاملون مع الإنترنت ما يجب توظيف وسائل الإعلام للتبصير بالمرشحين، عموماً هل يمكن تلافى أخطاء المرحلة الأولى فى المرحلة الثانية من الانتخابات حتى لا تبدوالصورة كما لو كانت أن هناك نظرة تآمرية تجاه القادم!