رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شكراً ونصحاً لحزب «النور»


نحن من الذين لا يحبذون الفكر السلفى، ونراه الإطار الفكرى لكل الحركات والتنظيمات الإرهابية، ولا ندعى شرفاً عندما نقول إننا هاجمنا الفكر السلفى كثيراً، ولكن فى الجانب المقابل لابد من الإشادة بحزب النور، ونرحب بقراره المتمثل فى استمراره فى الانتخابات البرلمانية فى الجولة الثانية للانتخابات، ونراه قراراً صائباً من وجهة النظر السياسية، لقد التزم حزب «النور» بترشيح مسيحيين على قوائمه وترشيح نساء أيضاً، وهو ضد كل مبادئ الدعوة السلفية، التى تقلل من شأن غير المسلم، بل تقلل من شأن المسلم المخالف فى المذهب مثل الصوفية، وترى الدعوة السلفية صورة المرأة حرام شرعاً وترشحها تبرجاً وخروجاً عن الملة، ولكن حزب «النور» تمكن من تجاوز ذلك الأمر، وتحمل الهجوم عليه من الجانبين السلفى والمدنى على السواء، فأشخاص الدعوة السلفية اعتبروه خارجاً عن الدين، رغم وجود قلة من شيوخ السلفية رأت فى براجماتية غريبة أن خوض السياسة منعاً للعلمانيين من حكم مصر وحدهم، وهاجموا الوزير حلمى النمنم لكلامه عن تحرير مصر من الفكر السلفى، وتحمل حزب النور ذلك الهجوم المتوقع من أصحاب الدعوة السلفية، أما السياسيون من الجانب المدنى فقد شنوها حرباً ضد حزب النور فى معظم وسائل الإعلام، محذرين من حزب النور وأنه سيرث الدعوة الإخوانية، وظهرت توقيعات تحت اسم «لا للأحزاب الدينية»، ورغم ذلك استمر الحزب فى طريقه نحو الانتخابات .

خاض الانتخابات فلم ينجح له أحد فى الجولة الأولى، كان فى إمكانه الانسحاب مبرراً ذلك بأن الجميع هاجمه أن الدولة تقف ضده بالمرصاد، مثلما فعل بعض مرشحين فى سبيلهم للسقوط فى جولة الإعادة فانسحبوا زاعمين وجود رشاوى انتخابية وغيرها من المبررات التى تسقط عند تفنيدها، ولكن حزب النور قرر الاستمرار وهو يعلم أن حظه فى وجود أعضاء له فى فى مجلس النواب شبه معدوم، ربما كان خطؤه أنه اعتقد أن للسلفيين وجوداً كبيراً كما كان الأمر قبل الثورة، فقد سقط شيوخه من عيون الشعب وضميره، وربط الشعب بين الوجوه السلفية وتنظيمات إرهابية مثل داعش وإرهابيى سيناء الذين يحاربون الدولة، كل هذه العوامل جعلت الشعب ينحاز لفكرة المواطنة والدولة المدنية، وهو ما لم يفهمه حزب النور، وباقى الأحزاب الدينية، فضلاً عن تنظيم الإخوان الإرهابى».

ورغم كل ذلك فإن حزب «النور» دعم ثورة 30 يونيه، فأسهم فى الإعلان عن أن الدولة لا تحارب كل المتدينين، إلا الإرهابيين الذين يحملون السلاح، فأسقط حجة الإخوان..

فقط ما نريده من حزب النور إن أراد أن يظل على الساحة السياسية أن يبعد الشيوخ الذين يدمرون سمعته، مثل ياسر برهامى الذى لا يلتزم بفتاوى دار الإفتاء بل يصر على تنفير الناس من شخصه ومن فتاواه ومن السلفيين، ومن حزب النور بطبيعة الحال، فلا يعقل أن تصدر فتاوى من شيوخ النور ضد المسيحيين ويرشح الحزب أشخاصاً منهم، كما ننصحه بعد إقحام مفردات دينية فى تسويقه لسياساته، وفى كل الأحوال لا نملك سوى الشكر والنصح لحزب «النور».