رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاصطفاف من أجل الوطن


مما لاشك فيه أن ما تمر به الدولة المصرية بل والأمة العربية كلها الآن من خطر مُحدق يحيط بها من جميع الجوانب، يتطلب منا توجيه الدعوة إلى جميع الأطراف الوطنية داخل الدولة المصرية الاحتشاد والاصطفاف من أجل الوطن، بل قد يتطلب الأمر إلى توجيه ذات النداء إلى جميع الدول العربية الشقيقة للاحتشاد معاً من أجل الوقوف أمام هذا الخطر العظيم الذى يسعى إلى تهديد وجود الأمة العربية، ويسعى إلى تفكيكها وليس لاستقرارها كما يعتقد البعض، وهو ما تعيه وتعلمه القيادة السياسية بكل وضوح ودقة وتعمل عليه دون كلل أو ملل، ولعل حصول مصر على مقعد غير دائم فى مجلس الأمن يؤكد لنا نجاح الدولة المصرية فى محاولة صد مؤامرات التفكيك لبعض الدول العربية وهو ما يجب علينا أن نضعه نصب أعيننا دائماً.

فالإرهاب الذى يضرب بذراعيه فى كل أركان البيت العربى لم يكن وليد اللحظة التى نمر بها وإنما بذرت بذوره ونبت وترعرع فى غفلة من الأنظمة العربية السابقة للأسف، لذلك أقول لكم وبكل ثقة إن الحرب عليه تستلزم تضافر كل الجهود معاً من أجل وضع استراتيجية متكاملة واضحة للقضاء عليه، بعيداً عن بعض الدول الغربية الكائدة للدول العربية والتى ﻻ أستبعد تورطها فى دعم الإرهاب وذرع بذور الانقسام بين الدول العربية، وبعيداً كذلك عن بعض الدول العربية الجاهلة لخطر هذا الإرهاب. قد يكون الاقتصاد عاملاً للتطرف والسياسة قد تكون عاملاً للتطرف وكذلك التعامل الأمنى من البعض بصورة غير قانونية وغيرها من العوامل قد تكون عاملاً مساعداً على التطرف، لقد حان الوقت ليعلم الجميع ما مسئولياته تجاه وطنه، لقد حان الوقت لنعد أجيالاً قادرة على المعرفة والتواصل راغبة فى حب الخير والسعى إليه، وعلينا أن نخرج من دائرة اللامبالاة التى يعتنقها البعض إلى دائرة العمل والتحمل والحرص على الوطن وأبنائه، وأن نحتشد ونصطف جميعاً لخلق بيئة ديمقراطية صالحة للعمل من خلالها للقضاء على الارهاب الأسود والنهوض بمصرنا الحبيبة وأمتنا العربية.

فالداخل المصرى عليه واجب الالتزام والاصطفاف من أجل تثبيت أركان الدولة المصرية وإنهاء الاستحقاق الثالث من استحقاقات خارطة المستقبل، وأنا لا أنكر أن المشهد الانتخابى المصرى غير مقروء بصورة واضحة جلية لبعض أطراف المشهد السياسى لقلة الخبرة السياسية أو لأننا حقا ما زلنا فى بداية التجربة الديمقراطية، فالمهام التشريعية والرقابية والتقريرية لعضو البرلمان بخلاف المهام الخدمية والتى لا نستطيع إنكارها فى غيبة المجالس المحلية وتحديات الوجود والاستقرار والتنمية للدولة المصرية ومحاولة بعض الأطراف المعادية للدولة المصرية _والذين أزاحتهم ثورتان شعبيتان عظيمتان _من الدخول إلى المجلس لهدم ما تم إنجازه أو عرقلة ما نتطلع إلى إنجازه، يجعل جميع الأطراف فى ارتباك وخوف من المستقبل، لذلك ندعو كل الأطراف الوطنية صاحبة المصلحة فى التغيير والتقدم إلى الاصطفاف والالتفاف من أجل الوطن وأن يكون مجلس النواب القادم حجر زاوية فى استقرار الدولة المصرية.... حمى الله مصر وحفظ شعبها وجيشها.