رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى عاشوراء.. أبرز الأخطاء من وجهة نظر "الشيعة" حول اليوم: لم ينجِ الله فيه موسى من فرعون.. وإحياء ذكرى استشهاد الإمام "الحسين".. وقيادي شيعي: نرفض "التطبير"

جريدة الدستور

تحل غدًا الجمعة ذكرى عاشوراء، التي يحتفل بها المصريون عامة والشيعة خاصة، وتعود أحداث عاشوراء إلى موقعة لم يزل العالم الإسلامي يتذكرها وهى "كربلاء موقعة الغدر".

فلم تكن ثورة الحسين في 10 محرم عام 61 هجرية هبّة من أجل سلطة أو مغامرة من أجل حكم، فلم يكن سيد الشهداء -يوما- آشرا أو ظالما أو بطرا أو مفسدا، بل كان يطلب الإصلاح في أمة جده محمد -صلى الله عليه وسلم- يريد أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، آملا أن يتقبله الآخر بقبول الحق، وصابرا على من رد عنه حتى يحكم الله بينهما وهو خير الحاكمين.

ومن أجل هذا خرج الحسين من مكة إلى الكوفة في "8 ذي الحجة عام 61 هجرية"، لكنه حين بلغ "القادسية" علم بتخاذُل الكوفيين عن حمايته ونصرته فقرر العودة إلى مكة، وأصرّ بعض أتباعه على المضي قدما للأخذ بثأره، فلم يجد الحسين بُدًا من مطاوعتهم، وواصل السير حتى بلغ كربلاء" ارض كرب وبلاء كما قال عنها النبى صلى الله عليه وسلم" وعلى مقربة من الكوفة في 2 محرم، ووجد جيشًا كبيرًا في انتظاره، في حين كان مع الحسين نحو 90 نفسا، بعدما تفرق عنه الناس، ولم يبق معه إلا أهل بيته وقليل ممن تبعوه في الطريق، وعسكرت القوتان غير المتكافئتين في هذا المكان.

حاول الحسين أن يخرج من هذا المأزق، بعد أن رأى تخاذل أهل الكوفة وتخليهم عنه، لكنه لم ينجح، وبدأت المعركة، ولجأ جيش "ابن زياد" إلى منع الماء عن الحسين وصحبه، فلبثوا أيامًا يعانون العطش، ثم بدأ القتال بين قوتين غير متكافئتين في 10 محرم، فكان مع الحسين 32 فارسًا و40 راجلًا، في حين بلغ جيش أعدائه أكثر من 4 آلاف.

وتعدى القتل الرجال المقاتلين إلى الأطفال والصبيان من عترته وآل بيته، ولم يبق إلا هو، يقاتل تلك الجموع المطبقة عليهم، حتى سقط شهيدًا.

وكانت نتيجة معركة استشهاد الحسين في مشهد أدمى قلوب المسلمين سببا في ثورات عديدة ضد الأمويين، حتى انتهى الأمر بسقوطهم، وقيام الدولة العباسية على أنقاضها.

وعن أشهر الأخطاء الشائعة في إحياء ذكرى عاشوراء" استشهاد الحسين" قال المستشار الدمرداش العقالي المفكر الشيعي: إن ذكرى عاشوراء ليست مناسبة للكلام والحوار، موضحًا أنها ذكرى للجلوس مع النفس والصمت لتذكر الإمام الحسين، وأخذ العظة والعبرة من استشهاده.

وأوضح العقالي أن من أبرز المغالطات المعروفة عن يوم عاشوراء، بأنه اليوم الذي نجى الله فيه موسى من فرعون، موضحًا أن ذلك التاريخ تصادف يوم عاشوراء مع دخول الرسول "ص" المدينة، وكان اليهود صائمون وحين علم الرسول "ص" أن اليهود صائمون في ذلك اليوم، لأنها ذكرى نجاة موسى من فرعون فقام الرسول "ص" بصيامه، وذلك من باب قبول الآخر وأن الإيمان بالنبى موسى، كالإيمان بالنبي محمد.

وأكد العقالي على أن ذكرى عاشوراء في شهر "محرم" استشهاد الإمام الحسين، ليست مرتبطة بنجاة سيدنا موسى من فرعون وليست مرتبطة بالصيام الذي صامه الرسول، في حين تصادف يوم عاشوراء مع أحد تواريخ اليهود بالصيام لنجاة موسى من فرعون.

فيما قال الشيخ محمود السيف، عضو رابطة الحوار الديني "الإيراني": إنه لا يوجد في النصوص ما يدعو لصيام يوم عاشوراء، موضحًا أن هناك مجالا كبيرا للمناقشة في هذا الشأن وأنه لا يوجد -أيضًا- ما يحرم الصيام فيه.

وأكد السيف في تصريح خاص لـ"الدستور": أن الاحتفال في يوم عاشوراء هو الخطأ الشائع، فلا يحتفل المسلمون بذكرى استشهاد سبط الرسول "ص" وإنما يحيون ذكرى استشهاده.
وأضاف سيف، أن اللطم على الصدور العارية، في تلك الذكرى مكروه.

فيما قال القيادي الشيعي محمود جابر: إن التطبير ليس شعيرة، وإنما هو عادة من عادات وتقاليد شيعة العراق، مشددًا على أنه ليس مع التطبير، لأن الشعب المصري له عاداته وتقاليده، ولن يسمح بانتشار فكرة التطبير.

وأضاف جابر في تصريح خاص لـ"الدستور" أن في مصر -على سبيل المثال- كان المصريون يحتفلون بمولد النبى "ص" بزفة تطوف شوارع قاهرة المعز لدين الله الفاطمى، مصحوبة بفرق إنشاد ديني، إلا أن بعض مروجي الفتنة تسببوا في إلغاء هذه العادة وهو ما يحاول البعض تكراره في العراق من خلال الحديث عن التطبير، مؤكدًا رفضه لفكرة عادات وتقاليد الشعوب.

وطالب جابر الأزهر بأن يصدر بيانا يوضح فيه للمسلمين كافة بأن يوم عاشوراء ليس يوما للاحتفال بنجاة موسى من فرعون وإنما هو يوم استشهاد سيد شباب أهل الجنة وحفيد الرسول "ص" الإمام الحسين، وأن يوضح حقيقة الالتباس لدى كل المسلمين، سنة وشيعة.