رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزيرا خارجية الأردن وألمانيا: لا سلام دائم في المنطقة إلا بحل دولتين"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ناصر جودة، ووزير الخارجية، فرانك فالتر شتاينماير، اليوم الثلاثاء، على أنه لا سلام دائم في المنطقة إلا بحل دولتين فلسطينية وإسرائيلية تعيشان جنبًا إلى جنب.

جاء ذلك خلال مؤتمرٍ صحفي مشترك عقده الوزيران على هامش مؤتمر الأمن والتعاون الأوروبي، الذي بدأ في وقتٍ سابق اليوم في منطقة البحر الميت (55 كم جنوب غربي عمان) الذي يستمر لمدة يومين.

وقال جودة: "إن السلام والاستقرار في المنطقة مرهون بالتوصل إلى حل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي".. لافتًا إلى أن التصعيد الأخير في الأراضي المقدسة يهدد بمزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.. ومنوهًا بأن الأردن الذي يرعى المقدسات، يستثمر كل الجهود السياسية والدبلوماسية في هذا المجال.

وردًا على سؤال عما إذا كانت هناك جهودًا أمريكية لاستئناف المفاوضات.. قال جودة": "إنه لا جهود أمريكية جديدة لاستئناف المفاوضات، ولا اجتماعات ثلاثية، أو رباعية بهذا الخصوص، غير أنه سيكون هناك لقاء لكيري مع الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني، كما أن الأمم المتحدة سيكون لها نشاط على مستوى الأمين العام، فالجميع يريد التواصل مع كافة الأطراف في اجتماعات ثنائية".

وأضاف وزير الخارجية الأردني: "نريد أن تنتهي هذه الأزمة، وأن يكون هناك حل دائم للقضية الفلسطينية وهذا الصراع، وإقامة دولة فلسطين المتواصلة جغرافيًا على التراب الوطني الفلسطيني، وتحقيق الأمن والأمان لجميع شعوب ودول المنطقة".

وتابع: "إن حل هذه القضية سيجعل شعوب المنطقة تنعم بالأمن والسلام، وسيؤدي إلى إنهاء العنف والعنف المضاد، الذي اشتعل بسبب الانتهاكات الإسرائيلية".. مشيرًا إلى أنه يتعين على إسرائيل احترام الوضع القائم والتاريخي في القدس واحترام دور الأردن.

وأشار جودة إلى أن الاتصالات المباشرة هي جزء أساسي من الدبلوماسية الأردنية، قائلا: "كل خياراتنا الدبلوماسية والقانونية متاحة إذا ما استمر التصعيد الاسرائيلي، ولن نسمح بتغيير الوضع القائم لأنه تاريخي".

وأعرب عن تمنياته بأن تسهم العلاقات الممتازة بين الأردن وألمانيا في زيادة التعاون مع البلدان الأخرى، من أجل العمل على وقف هذه الموجة الجديدة من العنف، وتفعيل المفاوضات حول كافة قضايا الوضع النهائي.. قائلًا: "إن التوتر يقلقنا كثيرًا".

وفيما يتعلق بأزمة اللاجئين السوريين، أعرب جودة عن قلقه إزاء تزايد أزمة اللاجئين، قائلًا إن المجتمع الدولي مُطالَب بحل هذه المشكلة، خاصةً وأن الأردن يستقبل العدد الأكبر منهم، والبالغ 4ر1 مليون لاجىء، أي ما يعادل 20% من مجموع سكان الأردن".. مضيفًا: "إننا فتحنا حدودنا لإخواننا السوريين المهددة حياتهم بالخطر، ويجب على المجتمع الدولي أن يؤدي دوره".

وقال: "إننا ناقشنا في اللقاء الثنائي التطورات في سوريا".. مضيفًا: "إن الأردن وألمانيا يتفقان على أن الحل السياسي في سوريا هو الوحيد لإنهاء معاناة وقتل الأبرياء وعدم الاستقرار، إننا نريد إنهاء هذا الوضع المأساوي".

وبدوره قال وزير خارجية ألمانيا: "إننا نعلم أن أزمات الشرق الأوسط تؤثر على الأردن بشكلٍ مباشر، وعلى رأسها النزاع الفلسطيني الإسرائيلي والأوضاع في سوريا وداعش وأزمة اللاجئين، التي تعد أكبر أزمة منذ الحرب العالمية الثانية، إلا أنه ومع ذلك حافظ على الاستقرار والتلاحم".

وحول تصعيد الأوضاع بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، ناشد "شتاينماير" الجميع بعدم تصعيد الوضع، وأن يتحلى الجانبان بالصبر، ويسهما في إزالة التوتر قائلًا: "إن أي عمل آخر سيؤدي إلى تفاقم الصراع".

وأشار وزير خارجية ألمانيا إلى أن هذه التطورات تؤكد على ضرورة التوصل لمحاولة جديدة لإحلال السلام، لافتًا إلى أن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بذل جهودًا كبيرة، إلا أنه لم يحقق نجاحًا.

وقال: "إن السلام لا ينزل من السماء، بل يجب العمل الدؤوب من أجل تحقيقه"، مضيفًا: "يوجد داخل المنظمة تشاؤوم لدى البعض، لكن يجب أن نعمل معًا من أجل الحوار المشترك لتحقيق الأمن والسلام".

وأكد على أنه لا يمكن تحقيق سلام دائم في المنطقة إلا بحل دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب في جوٍ من السلام".. داعيًا نتنياهو وعباس إلى ضرورة أن يستغلّا الإمكانيات المتاحة لهما؛ للمساهمة في خفض مستوى التوتر، وعدم القيام بالتصعيد في القدس وفي الأراضي الفلسطينية.

وردًّا على سؤال حول سوريا القادمة بدون بشار الأسد.. أجاب وزير خارجية ألمانيا: "لا أعرف أحدًا يدعي بأنه يمكن تحقيق حل دائم مع الأسد، إنه من الصعب أن نجد البداية للمرحلة الانتقالية، والنظر إلى العمل العسكري الروسي في سوريا زاد الوضع تعقيدًا، والوصول إلى الحل بات أكثر تعقيدًا".

وقال: "أعتقد أنه لا يوجد متسع من الوقت لتحقيق كل الشروط المسبقة الموضوعة لتحقيق نتائج المفاوضات، ولكن يجب أن نجد نقطة البداية، لا بد من استمرار مكافحة داعش، والتحول السياسي في سوريا لا بد أن يشمل المعارضة".. مشيرًا إلى أن المبعوث الخاص قدم الظروف المهيأة لذلك.