رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مخاوف إسرائيل من الوجود الروسى فى سوريا


نشرت صحيفة «الجمينر» فى 11سبتمبر 2015 مقالاً عمن وصفته بأنه خبير أمن قومى يؤكد فيه أن الوجود «العسكرى» الروسى فى سوريا يؤدى إلى مشاكل لإسرائيل، نسبت فيه الحديث إلى دان شويفتان مدير مركز دراسات الأمن القومى فى جامعة حيفا. والذى قيل فيه إن على إسرائيل أن تقلق من احتمال نشر قوات روسية فى سوريا، لأنك فى الشرق الأوسط إذا لم تقلق فستدفع الثمن. وكان هذا استجابة للتقارير الحديثة عن جهود موسكو المتزايدة لمساعدة ما سماه نظام الأسد والذى يشتمل على إرسال أفراد عسكريين ومعدات عسكرية بهدف إقامة قاعدة جوية فى منطقة اللاذقية التى وصفت بأنها يسيطر عليها الأسد.

ذكر دان شويفتان فى حديثه أن الوجود الروسى يمنع إسرائيل من القيام بعملياتها الخاصة ضد الإرهابيين فوق سماوات سوريا. ووفقاً لجريدة الأخبار البيروتية والموالية لحزب الله فإن إسرائيل ستواجه عواقب منطقة مقاومة فى جنوب سوريا لها غطاء روسى. وأنه طالما أن النظام يعتمد بشدة على حزب الله وطالما أن إسرائيل فى حالة حرب دائمة مع حزب الله بمبادأة من حزب الله «وفق تعبير الصحيفة». ويقول شويفتان إن الروس قد صعدوا حقيقة تدخلهم فى سوريا لمساعدة ما اعتبره النظام السورى. ويقول إن الوجود الروسى يمثل مشكلة لإسرائيل. وقد تضطر إسرائيل إلى أن تحارب إرهاب حزب الله من الجو فوق سوريا أو تمنع بالقوة توصيل أنواع رئيسية من الأسلحة الحديثة من إيران خلال سوريا إلى لبنان.

وقد سبق لإسرائيل أن هاجمت قوافل من هذا النوع دون أن تعترف بها.

وأن الوجود العسكرى الروسى يجعل من ذلك أمراً صعباً وأن إسرائيل لا تستطيع أن تتحمل تجاهل المصالح الروسية. لذلك فإن عليها أن تراعى ما إذا كان الإجراء المقترح لقوات الدفاع الإسرائيلى «حسب تعبيره» وتوقيته يقترب من الخطوط الحمراء التى تتوقع إسرائيل أن تتوافق معها روسيا. وانتقل خبير الأمن القومى الإسرائيلى إلى الإجابة عن الأسئلة ذات الطابع البلاغى: هل يمثل الوجود الروسى مانعاً لإسرائيل من العمل فى سوريا ولبنان؟! ويقول «لا بالتأكيد، وفيما إذا كان يمثل قيوداً؟ قال نعم، ولكن هذه القيود ستكون محدودة لما يسميه «تفترض إسرائيل أنه نوع من الحالات المتطرفة التى يجب على الروس أن يأخذوا إجراء ضدها». وفى إجابة على سؤال عن مثال لما يمكن أن يكون هذه الحالات المتطرفة أجاب شويفتان بأنه إذا كان على إسرائيل أن تقرر ما إذا كانت تقصف قصر الأسد وتقتله عليها أن تفترض أن هذا يشكل خطاً أحمر من وجهة النظر الروسية. وفى الخميس التالى أصدر وزير الدفاع الإسرائيلى إيجازا لم يصل فيه إلى الآراء التى عبر عنها شويفتان، ولكنه على أى حال اعترف بقلقه من التطورات، فى حين كرر فى نفس الوقت ما عبر عنه الرئيس الروسى بوتين عن نطاق التدخل الروسى فى سوريا.

وقال موشيه يعالون وزير الدفاع إثر سؤال كل من السكرتير العام لحلف شمال الأطلسى جنس ستولتنيرج ووزير خارجية الولايات المتحدة جون كيرى لوزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف عما يبدو تحركات عسكرية خطيرة من الجانب الروسى بما فيها الضربات أن الحديث حتى الآن عن قوة محدودة تشتمل على مستشارين وطاقم أمنى وتحضيرات لعمل طائرات وهليكوبتر قتال.

أما الموقف الروسى من وجهة النظر الإسرائيلية فهو إن لافروف كان مراوغاً وقال إن ما نقل إلى سوريا اشتمل على مساعدة إنسانية كما أشار إلى تعقيبات بوتين الأسبوع السابق بأن روسيا كانت تستكشف بدائل متعددة. من جانب آخر أتيح لعناصر صحفية إسرائيلية أن تطلع على تقارير فى الأسبوع السابق أن الصناعة الجوية الإسرائيلية قد باعت طائرات دون طيار إلى وزارة الدفاع الروسية وهو ما ترى الصحافة الإسرائيلية أنه ممكن ويعتمد عليه، فى حين أن الصناعات الجوية الإسرائيلية امتنعت عن كل من تأكيد الخبر أو نفيه. ويشير من تراه صحيفة الأعمال أنه خبير فى العلاقات الروسية الأوكرانية أن روسيا اشترت عشر طائرات استطلاع دون طيار لجمع المعلومات بغرض مسح الحدود الروسية مع أوكرانيا، نشرت الجارديان أن اثنتين منها أسقطتا بواسطة أوكرانيا وأظهر حطامهما علامة الصناعات الجوية الإسرائيلية. وترى الصحف أن هذه الصفقة كانت وما يزال لها تأثير على العلاقات مع روسيا بما يخفف من أثر الوجود الروسى بسوريا. يبدو أن إسرائيل قلقة من الوجود العسكرى الروسى بسوريا، حيث يحد من حرية حركتها فى سماوات كل من سوريا ولبنان هذا بالإضافة لأثره على السياسة العالمية.