رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مكنوا الشباب من مجلس النواب


شعب مصر العظيم.. صاحب الحضارة الخالدة، والتاريخ المضىء والمستقبل المشرق، أنقل إليكم رسالة أبنائكم من الشباب، الذين بذلوا الغالى والنفيس لإزاحة الفساد والاستبداد والظلام، والذين رفضوا مؤامرات التقسيم للبلاد- الخارجية باسم الديمقراطية والداخلية التى غُلفت باسم الدين- من أجل حماية الوطن، هؤلاء الشباب يطمحون فى المشاركة السياسية فى الحياة العامة لبناء مستقبل هذا الوطن بأيديهم وعقولهم وهممهم العالية ورغبتهم الأكيدة فى وجود مجلس نواب قوى قادر على التشريع والرقابة وبناء مصرنا الحبيبة، يكون الشباب هم قلبه النابض ودرعه الحامى لإرادة شعبنا العظيم.

شعب مصر العظيم.. أخاطبك اليوم، وأنتم الطرف الحاضر فى العقد الدستورى الذى تم إقراره واعتماده فى يناير 2014 بينكم وبين السلطات المختلفة فى الدولة، هذا الدستور الذى جاء فى العديد من مواده نصوص صريحة على تمكين الشباب وحقهم الدستورى فى الوصول إلى مجلس النواب، وأذكركم بنص المادة «244» منه والتى تنص على «تعمل الدولة على تمثيل الشباب و.............. تمثيلاً ملائماً فى أول مجلس للنواب يُنتخب بعد إقرار هذا الدستور.......».

وإذا كان عدد أعضاء مجلس النواب «596» عضواً طبقاً لقانون مجلس النواب رقم 46لسنة 2014 وتعديلاته، وإذا كنا نرى أن الشباب هم ثلثا المجتمع المصرى أو يزيد- كما هو وارد فى جميع التقارير الصادرة عن المراكز الإحصائية- ثم يأتى القانون ليحدد عدد «16» مقعداً للشباب من إجمالى «596» مقعداً، فى حين أن ثلثى هذه المقاعد «198» مقعداً، فإن هذا الإخلال الشديد من جانب الدولة فى تمكين الشباب من الوصول إلى مجلس النواب، يحتاج من الشباب فى جميع إرجاء الجمهورية إلى تفويض الشعب المصرى «القائد والمعلم» ليقول كلمته ويرجع الأمور إلى نصابها الحقيقى من أجل تمكينهم واستكمال نسبة التمثيل المناسب لهم.

شعب مصر العظيم- نساءه ورجاله- أيتها الأم وأيها الأب، أيتها الأخت وأيها الأخ، لن يكون هناك تمكين للشباب فى البرلمان القادم دون إصراركم أنتم على دعم الشباب بأصواتكم الحرة، ولترسلوا رسالة إلى شبابكم أنهم فى القلب منكم وأنكم لن تتخلوا عن دعمهم لوضعهم على الطريق الصحيح، وإخراجهم من مشهد الارتباك الثورى إلى مؤسسات الشرعية الدستورية.

سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى وسيادة رئيس الوزراء... إن الحق الدستورى لتمكين الشباب من البرلمان لم يتم بلورته حتى الآن- رغم علمى الأكيد بإصراركم عليه فأنا أثق فى صدق وعدكم- وكما حمّلت الشعب المصرى مسئوليته، فإنى أحُملكم نفس الواجب، لأن الشباب المصرى فى احتياج إلى دعمكم لكى يضع نفسه على الطريق القويم طريق الديمقراطية الحقة التى تناسبنا، لا نريد دعما من الخارج أو من أصحاب المصالح المشبوهة.

شباب مصر الواعد.. علينا أن نخرج من دائرة الشكوى إلى دائرة العمل المتواصل الدءوب، العمل من أجل الحاضر والمستقبل، فالكل يسعى على قدر جهده وطاقته وبما يمتلك من مقومات عملية وعلمية، فالمسئولية على الجميع مشتركة وتتفاوت فى درجاتها، وإن كان الكل مسئولاً، الشعب والرئيس والحكومة والشباب .... حمى الله مصر وحفظ شعبها وجيشها.