رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قواتنا المسلحة.. تسبق إسرائيل


واليوم فإننا وعبر 4 عقود على انتصار أكتوبر، لم نتخل يوماً عن سلاحنا ولا عن استراتيجية واضحة لتطوير الجيش المصرى الذى يتم تصنيفه من ضمن أقوى 20 جيشاً فى العالم، بالرغم من ضعف ميزانيته التى تقدر بـ 4.4 مليار دولار سنوياً.

إن المعاهد البحثية المختلفة تنشر تصنيف أقوى الجيوش فى العالم، وفق عدة معايير، وأن معظم التصنيفات خلال الفترة الأخيرة كانت متشابهة بالنسبة لترتيب الجيوش الكبرى، لكن المفاجأة كانت فى تصنيف معهد «credit-suisse» السويسرى للأبحاث الذى ضم دولاً جديدة فى الترتيب العالمى لأقوى 20 جيشًا بالعالم. وكشف تقرير المركز السويسرى أن ميزانية الجيش المصرى تقدر بـ 4.4 مليار دولار، وأن القوات المقاتلة فى صفوفه تقدر بـ 468.500 ألف مقاتل، كما يضم 4.624 دبابة و1.107 مقاتلة حربية، و4 غواصات.الغريب أن موجة قلق عارمة شهدها الكيان الصهيونى حتى إن القناة الثانية فى تليفزيون العدو، بدأت تتحدث عن التصنيفات الجديد للجيش المصرى، وسط تساؤلات كيف يتفوق الجيش المصرى على جيشهم فى حين أن ميزانية الجيش الإسرائيلى تتخطى الـ 17 مليار دولار، بما يماثل 4 أضعاف ميزانية جيشنا.

إن جيشنا المصرى العظيم بمؤسساته المختلفة قد نجح فى بناء حالة من الاكتفاء الذاتى، بعد أن اتبع سياسة الاعتماد على النفس ببناء قاعدة اقتصادية، تكفى احتياجاته من المؤن والذخائر وغيرها من الاحتياجات الفعلية عسكرياً وهندسياً، ويبدو ظاهراً أن هذه المشروعات الاقتصادية التى جاء تمويلها كلمات عابرة فى خطاب الرئيس السيسى حول الرؤية التى وضعها المشير طنطاوى بأن يتم تخفيض رواتب الضباط والجنود إلى النصف من أجل توفير تمويل ذاتى لمشروعات القوات المسلحة، ليس إلا مثال على رؤية وضعتها القوات المسلحة تأسيساً على دروس نكسة يونيه 1967. معظم جيلنا يتذكر أيام النكسة التى كنا وقتها صغاراًفى السن لكننا مدركون لما كان يحدث حولنا، وقتها تحولت مهمة القطاع العام المصرى إلى تلبية احتياجات الحرب العسكرية، والتى كانت بداية من الغذاء اللازم للجنود وصولاً إلى الزى العسكرى، وقد تأثر القطاع المدنى بهذا تأثراً بالغاً، ويكفى فى هذا مثال بسيط، يكفى فقط أن تعلم عزيزى الشاب من الجيل الذى جاء بعدنا، أن تعلم أنه كان من العسير عليك أن تجد زجاجة زيت أو كيس سكر فى الجمعيات الاستهلاكية أو فى البقالة.

اليوم عزيزى الشاب عليك أن تطمئن إلى أن قواتنا المسلحة تعلمت من دروس نكسة يونيه، وأنها مؤسسة تمثل فخراً وطنياً لنا جميعاً، فهى بالعلم والإدارة وبأعلى معايير النزاهة، استطاعت أن تحقق نموا حقيقياً فى حجم التسليح وكفاءته وحداثته، ليصبح من أقوى 20 جيشاً فى العالم، بميزانية لا يمكن مقارنتها بأى من الدول فى جدول الترتيب، وكم أتمنى أن أجد فى مصر مؤسسات مدنية تعمل بكفاءة مؤسستنا العسكرية، وتستطيع فى ظل ضعف التمويل أن تحقق تصنيفاً عالمياً. فى عيد النصر... كل التحية لقواتنا المسلحة ولقيادتها العامة ولكل فرد فيها... ونقول لكم أنتم عامود الخيمة المصرية.. والعمود الفقرى للدولة المصرية... وأنتم تاج أمتنا وعزها وفخرها.