رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أين حكيم المدينة؟


يحكى أن أحد الملوك قد أصدر قراراً يمنع فيه النساء من لبس الذهب والحلى والزينة!! فعم الغضب بين النساء ورفضن وامتنعن عن تنفيذ هذا القرار. كما تعالت أصوات الاحتجاجات!!! وكرد فعل رافض من النساء لهذا القرار، بدأن يرتدين الذهب والحلى بشكل مبالغ!!! احتار الملك، وأمر بعقد اجتماع طارئلمستشاريه.. فاقترح أحدهم بالتراجع عن القرار للمصلحة العامة!!! ورفض الآخر التراجع لأنه سيدل على ضعف الملك وهذا مرفوض لأنه يجب على الملك إظهار القوة!!

انقسم المستشارون بين مؤيد للتراجع ورافض.. فقال الملك؛ احضروا لى حكيم المدينة.. فلما حضر الحكيم وطرحوا عليه المشكلة!! قال الحكيم «أيها الملك.. لن يطيعك الناس إذا كنت تفكر فيما تريد أنت، فهم يريدون منك أن تفكر بأسلوبهم وبطريقة تفكيرهم!!! فقال الملك له ؛» وما العمل؟ التراجع إذن..؟ فقال الحكيم؛ لا.. لكن، اصدر قراراً بمنع لبس الذهب والحلى والزينة لأن الجميلات لا حاجة لهن إلى التجمل وقم باستثناء النساء القبيحات وكبيرات السن من هذا القرار بلبس الزينة والذهب لحاجتهن إلى ستر قبحهن!! أعجب الملك بهذا الرأى وأصدر هذا القرار وما هى إلا ساعات حتى خلعت النساء الحلى والذهب.. فقال الحكيم للملك: الآن، فقط يطيعك الناس عندما تفكر بعقولهم وتتفهمهم وتتعلم كيف تحاورهم وكيف تتعامل معهم وتحكمهم!!! صدقت يا حكيم.. نحن نحتاج هذا الحكيم فى جميع مؤسسات ووزارات الدولة حتى تصدر قرارات راضية للجميع وتطبق بحكمة وبهدوء وبقوة.. هذا الحكيم يحتاجه كل رجل دولة، مسئول، وزير، محافظ،مدير، طبيب، محاور، إعلامى، نائب عن الشعب، أستاذ جامعى.. كل شخص مسئول فى الدولة يحتاج لهذا الحكيم حتى يتعلم «حكمة القرار» وتوقيته ومواده العادلة الحكيمة !! نحن بحاجة إلى حكيم يغوص فى وجدان وثقافة الشعب وفكره!! فكل مسئول بحاجة إلى هذا الحكيم، بحاجة إلى أن يسأل نفسه من المستفيد من تلك القرارات، ما الآثار الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية، الأمن القومى، هيبة الدولة، العدالة الاجتماعية المترتبة على هذا القانون أو على هذا القرار ؟ والآن.. سيدى الرئيس.. عليك أن تبحث على هذا الحكيم أو على مجموعة من الحكماء قبل إصدار أى قرار حتى يصدر القرار السليم والمناسب فى الوقت المناسب.. وكم انتظر منك وينتظر معى كثير من المصريين إصدار كثير من القرارات والقوانين لتحقيق العدالة الاجتماعية للقضاء على الفساد.. ووقف التمويل الخارجى للأحزاب والجمعيات الحقوقية وللقضاء على الطابور الخامس فى مصر... على فساد وسيطرة بعض رجال الأعمال على الاقتصاد وعلى انتخابات مجلس النواب؟.. وللحديث بقية يوم الخميس المقبل إن شاء الله..