رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وول ستريت جورنال: التدخل الروسي أربك الخطط الامريكية وقلبها رأسا على عقب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قالت "وول ستريت جورنال" الامريكية اليوم انه مع مرور عشرة أيام على حملة القصف الجوي الروسية التي أربكت السياسة الامريكية تجاه روسيا أصبح الرئيس الامريكي باراك اوباما الان حائرا بين خيارين أحلاهما مر.

وقالت الصحيفة في تعليق نشرته على موقعها الاليكتروني إن الولايات المتحدة أصبحت مترددة أن تتورط بشكل أكبر في الحرب الاهلية الدموية في سوريا وأن يضعها ذلك في خطر مواجهة حرب بالوكالة ضد روسيا، مؤكدة ان هدف الرئيس أوباما هو تجنب قطع اي التزام بتوسعة دور الجيش الامريكي هناك.

وأردفت الصحيفة تقول إن هذه المعادلة ترجح الخيار الاخر وهو أن يقبل أوباما ببقاء الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة حتى وإن كانت السياسة الامريكية تنادي باسقاطه، وأن يأمل بالتفاوض بشأن رحيله عن السلطة عندما تهدأ المعركة.

ولفتت الصحيفة الى أن وزارة الدفاع الامريكية "بنتاجون" اعلنت امس الجمعة انها ستتخلى عن برنامج فاشل قيمته 500 مليون دولار لبناء جيش لمقاتلي المعارضة في سوريا وهو برنامج كان هدفه تسليح قادة المقاتلين المعتدلين بشكل مباشر لمقاتلة تنظيم "داعش" الارهابي.


وتابعت الصحيفة تقول إن المسؤولين الامريكيين لم يعدوا يطالبون بضرورة رحيل الاسد على الفور بل أنهم أصبحوا يدفعون باتجاه انتقال محكوم يبقى فيه الاسد على سدة الحكم في سوريا لبعض الوقت.

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تناقش أيضا الافكار التي تتطلب تدخلا عسكريا أقل مع توفير مساعدة انسانية اضافية. .موضحة ان أحد الجهود قيد المناقشة هو التوصل إلى اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار بالتفاوض مع نظام الاسد.

و فى هذا الشأن قال بن روديس وهو واحد من أقرب مستشاري الرئيس أوباما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية أمس الجمعة إن هذه المحاولة سبق وأن جربتها الامم المتحدة، لكن سيتعين على الولايات المتحدة أن تضمن أن هذا الجهد لن يعزز وضع الرئيس السوري الاسد على حساب المعارضة.

وقالت الصحيفة إن هذه المفاوضات قد تواجه تعقيدا بسبب الوضع سريع التغير على الارض حيث تخفف الغارات الروسية بعض الضغط من على كاهل الاسد حليف موسكو منذ وقت طويل في سوريا.

وعبر مسؤولون امريكيون في بادىء الامر عن التفاؤل حيال امكانية أن تساعد موسكو في القتال ضد مسلحي "داعش" لكن منذ بداية الغارات الروسية يوم 30 سبتمبر والمسؤولون الامريكيون يعبرون عن انزعاجهم البالغ حيال ما يقولون انها حملة ترمي إلى تعزيز الاسد باستهداف كل معارضي نظامه بما في ذلك هؤلاء الذين تدعمهم الولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة إن روسيا ردت أمس الجمعة على المقترح الامريكي بشأن تنسيق الطلعات الجوية فوق سوريا ..الا ان مسئولى البنتاجون تجاهلوا محتوى الرد الروسي على المقترحات الامريكية حيث أنهم يعتقدون أن جولة ثانية من المحادثات بين الجيشين قد تعقد اليوم السبت.

وكانت المخاوف حيال سلامة الطيران قد ثارت بعد أن بدأت روسيا تنفيذ غاراتها ضد معارضي الاسد.

وذكرت الصحيفة أن منهج الرئيس أوباما في سوريا كان هدفه تشكيل تحالف ضد تنظيم "داعش" الارهابي وفي الوقت نفسه التوصل إلى حل سياسي واسع النطاق، وهذه الامور تغيرت في الاونة الاخيرة بعد أن عززت روسيا دعمها لحليفها الاسد.

وفى هذا الشأن قال روديس " نحن نرى أن التصرفات الروسية يمكن أن تأتي بنتائج عكسية غير عادية وتقضي على امكانية إيجاد حل سياسي ".

وأشارت الصحيفة إلى أن فشل برنامج التدريب وتزويد المعارضين بالسلاح مقترنا بتدخل روسيا قد جدد الانتقادات لاستراتيجية الرئيس اوباما حيال سوريا والتي يقول خصوم له بل وحلفاء له أيضا أنها حذرة الى الحد الذي يجعل من الصعب عليها أن تكون مؤثرة.

وقالت الصحيفة إن بعض حلفاء أمريكا في الشرق الاوسط يريدون من رئيسها أن يبذل ما هو اكثر لصد عدوان روسيا وكذلك بعض النواب في الكونجرس.

وقد أعرب النائب الديمقراطي إيليوت إنجل من لجنة السياسة الخارجية في الكونجرس عن شعوره بخيبة امل لانهاء برنامج التدريب والاعداد، داعيا إلى منهج جديد.

وأضاف إنجل " مع دخول الازمة في سوريا مرحلة جديدة واستهداف روسيا للمعارضة المعتدلة واحتشاد القوات الايرانية البرية على الارض السورية نريد استراتيجية جديدة تجاه سوريا لحماية مصالحنا هناك ومنع هؤلاء الذين يقاتلون من أجل سوريا حرة من فقدان الامل في القيادة الامريكية ".

وأضافت الصحيفة إن برنامج تدريب وإعداد المعارضة السورية يواجه الان تحديات كبيرة من ناحية لان العديد من مستقبليه الان يواجهون الان مأزق الشرط الامريكي بأن تستخدم المساعدات ضد "داعش" فقط.. وتشعر واشنطن بالقلق حيث أنه إذا استخدمت هذه المساعدات ضد نظام الاسد فهذا قد يندرج تحت "قانون الحرب الامريكي"، مشيرة الى وجود برنامج اخر منفصل تديره وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية يستهدف مباشرة "النظام".

وبموجب برنامج وزارة الدفاع الامريكية فإن الضباط الامريكيين مطالبون بفحص المقاتلين فرادى.. وهي عملية بطيئة ومرهقة تستغرق اسبوعين إلى ثلاثة أسابيع لكل مقاتل.

والبرنامج كان هدفه تدريب اكثر من 5000 مقاتل سوري سنويا على مدار ثلاثة أعوام.

واعتبر هذا البرنامج فاشلا الشهر الماضي بعد الكشف عن أن العام الاول لم يسفر سوى عند تدريب نفر من المقاتلين.

ومنذ ذلك الحين وادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما تبحث عن سبل لبناء برنامج جديد وهو جهد بات ينظر إليه على أنه ضرورة قصوى بعد أن دخلت روسيا عسكريا. .وقال وزير الدفاع الامريكي أشتون كارتر أمس الجمعة في لندن وهي المحطة الاخيرة في جولة له في اوروبا " نبحث عن طرق تحسين البرنامج ".

وقال مسؤول امريكي بارز إن منهج البنتاجون الجديد هدفه "تدريب أقل. . وتسليح أكبر" وهو امر يعكس الصعوبات التي يواجهها "البنتاجون" لفحص وتدقيق مجندين جدد وارسالهم إلى قواعد للتدريب.

ولتسريع تدفق الاسلحة على المعارضة المعتدلة يقول المسؤولون إن البنتاجون سيبدأ تسليم الاسلحة والذخيرة مباشرة إلى قادة المعارضة المعتدلين الذين تم اختيارهم بالفعل على أن يسلموا هم هذه الاسلحة والعتاد إلى المقاتلين. وستراقب وزارة الدفاع الامريكية القادة في ساحة المعركة لضمان أن الاسلحة الامريكية ستستخدم ضد داعش .. وإن وجدوا أن قائدا استخدم الاسلحة الامريكية ضد نظام الاسد فسوف يمنع من تسلم الاسلحة الامريكية مستقبلا .

وسيحدد القادة هؤلاء مواقع "داعش" للجيش الامريكي الذي سيقرر بعد ذلك ما إذا كان يتطلب الامر شن غارة جوية أم لا.

وقال مسؤولون إن المجموعة الاولية من القادة المدربين تم اختيارهم وتدريبهم من قبل الجيش الامريكي وهم يقاتلون الان إلى جانب صفوف القوات الكردية شرقي نهر الفرات والقادة الاضافيين الذين سيتم ارسالهم فيما بعد ذلك سيتمركزون في المناطق غربي نهر الفرات.
وقال مسؤولون إن البنتاجون سيسلم في البداية الذخيرة والاسلحة الخفيفة إلى قادة المعارضة وسيتوسع مستوى الدعم مع مرور الوقت مع زيادة ثقة أمريكا في القادة.

ومن جانبه قالت كريستين وورموث وكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية إن الولايات المتحدة ليس لديها نية لتوفير " العتاد العسكري المتقدم" الذي يرغب فيه قادة المعارضة حيث يطالبون بمضادات طائرات متقدمة لكن البيت الابيض يرفض تزويدهم بها خشية أن تسقط هذه الاسلحة في أيدي الارهابيين أو أن تؤجج الصراع اذا استخدمت في سوريا ضد الطائرات الروسية.