رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الإحساس... نعمة!»


استقبلت العاصمة الموسم الدراسى الجديد بعدد 2 مليون تلميذ وتلميذة بمدارس القاهرة المختلفة إضافة إلى الجامعات والمراكز التعليمية الأخرى ليتكرر الصدام... بين زحام المدارس والجامعات... والمرور... والطريق... والتوقف والمعاناة !! يخفف كثيراً من آلامه الإجازات والمناسبات.

وفى البداية يجب أن نتفق على بعض الأمور منها أن المرور مسئولية الجميع... وعلى الجميع أن يدرك هذا، لأن الأمر أصبح لا يطاق ولا يحتمل ووجب علينا جميعاً التدخل بالفكر والعمل وإيجاد الحلول وسرعة تنفيذها... وإلا... سيحدث ما لا يحمد عقباه!!

لقد دق ناقوس الخطر منذ سنوات مضت... وشاهدنا وسمعنا صرخات الخبراء والمتخصصين ولم نهتم... بل أهملنا... وأكتفينا بالغناء... زحمة يا دنيا زحمة... ورقصنا على أنغامها... دون أن ندرك أبعادها وعمق إحساسها... زحمة يا دنيا زحمة... زحمة وراحوا الحبايب... زحمة وماعدش رحمة... مولد وصاحبه غايب!!

تحدثنا كثيراً عن الزحام وأسبابه وكيفية مواجهته وعلاجه... تحدثنا كثيراً عن الانعكاسات السلبية للجلطات المرورية وتأثيرها على الاقتصاد والإنتاج والمجتمع وسلوكياته... وتحدثنا الأكثر عن السياسات والاستيراتيجيات المرورية وضرورة تفعيلها... ولكن الفعل والأداء والمواجهة مازالت دون المستوى... غير محسوسة وآراها بعيدة عن خطط واعية مدروسة!!

مع الاحترام الكامل للدور الحكومى الإيجابى المتمثل فى إنشاء الجراجات المتعددة الطوابق وعلى سبيل المثال لا الحصر جراج التحرير والقضاء نسبياً على مشاكل الانتظار وسط العاصمة ومع التقدير العظيم لدور المحليات ومسيرة التطوير والتحديث والرصف والإنارة وتبليط الأرصفة ووضع الصورة الإيجابية لهندسة الطرق موضع التنفيذ الفعلى من خلال الكبارى والإنفاق والدورانات للخلف وفتحات الطرق الجانبية واللافتات التحذيرية والإرشادية والتنظيمية... مسيرة بدأتها حكومة محلب وأراها مستمرة فى دولة المؤسسات والقانون!!

ما أشرنا إليه بعاليه حق والحق لابد أن يؤكد ويعترف به كذلك الباطل لابد من إعلانه وسرعة تعديله... للصالح العام!!

على محور 26 يوليو كانت رحلتى مروراً بمنطقة نادى الزمالك وكوبرى 15 مايو وشارع أبو الفدا بالزمالك ومنطقة النادى الأهلى إلى شارع صالح سليم منه إلى الجزيرة وكوبرى أكتوبر فى ثالث أيام عيد الأضحى الماضى... الحركة المرورية الساعة الحادية عشرة مساء متوقفة تماماً والسبب انتظار سيارات أعضاء نادى الزمالك بشارع 26 يوليو وسيارات أعضاء النادى الأهلى بشارع أبو الفدا والتتش وصالح سليم... طوابير متوقفة من السيارات... وعذاب وتوتر... واضربوا راسكو فى الحيط!! البلد بلدنا!! هكذا كانت تحدثنى نفسى!!

إلى هذا الحد... لم نفكر فى إيجاد أماكن لانتظار سيارات أعضاء النادى!! ونحن نصرف الملايين من الدولارات لشراء لاعب من هنا أو هناك... إلى هذا الحد... أصبحنا فى واد والطريق فى واد... والكل بيغنى ويرقص فى النادى... وصدق من قال... الإحساس نعمة!!