رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المخطط العالمى لتدميرحضارتنا العربية والإسلامية


أعجبتنى كلمة وزير خارجيتنا سامح شكرى «المحترم» أمام المؤتمر الدولى الذى عُقد فى نيويورك مؤخراً برعاية منظمة «اليونسكو» تحت عنوان: «التداعيات الأمنية والاقتصادية والثقافية لتهريب الآثار وتمويل الإرهاب».. وذلك حينما لفت انتباه الحضور إلى سرقة وتدمير تنظيم داعش آثار ليبيا وسوريا والعراق، وخطورة هذه الجريمة على التراث والثقافة العربية والإسلامية، مطالباً بمنع تهريب الآثار وحماية التراث الثقافى فى مصر والشرق الأوسط.. وهنا أضيف إلى كلمة «شكرى» أن سارق ومهرب الآثار يرتكب جريمة ترتقى إلى مستوى الخيانة العظمى التى يحاكم فيها الآن «المعزول» وجماعته.. لأن الآثار وثيقة تاريخية ستُستخدم ضدنا يوماً «ما» لسرقة حضارتنا ومجدنا.. ارجعوا إلى كتب المستشرقين الذين يعملون فى هذا المجال حتى تتأكدوا من المخطط اللعين لتنفيذ هذه المؤامرة، ابحثوا عن سبب تواجد البعثات الأثرية - الأجنبية على أرض مصر ولماذا لا يحل محلهم خريجو الآثار من شبابنا العاطل وما أكثرهم الآن.. اسألوا عن عشرات البلاغات التى قدمت للنائب العام ضد من تحوم حولهم الشبهات فى وزارة الآثار وخارجها.. تأكدوا من آثارنا الموجودة فى المعارض الخارجية وهل تم تزويرها أم مازالت كما هى.. تأكدوا من التقارير الأمنية التى أثبتت تورط شخصيات كبيرة فى الآثار مع صهاينة من جامعات إسرائيلية مثل مانفريد بيتاك - رئيس البعثة الصهيونية النمساوية بتل الضبعة فاقوس بالشرقية - وإدجار بوش - المسئول عن حفريات قرية قنيتر - ولوسيانا لوبوس - المشعوذة التى تزعم - بحسب كلام الأثرى نور عبدالصمد - أن لها علاقة بروح الملك خوفو، وأن الرب سوف ينقذ القدس من القتلة العرب!!!

وحتى تتضح الصورة أكثر فأكثر.. يجب علينا أن نتوقف قليلاً عند منظمة اليونسكو المعنية بالحفاظ على التراث العالمى لترى موقفها المخزى مؤخراً من نهب وتدمير آثارنا.. ودعونى أقولها بصراحة دون دبلوماسية أو مواربة.. إننى لا أرى سوى «موقف مُخزى ومقرف ومتواطئ» من هذه المنظمة نحو تدمير التاريخ العربى والإسلامى على يد عصابة مأجورة من الغرب الحاقد – الكاره لحضارتنا.. ففى ظل حالة الوهن والضعف المصحوبة بالخيانة والعمالة والغدر.. ظهر ما يُسمى-زوراً وبهتاناً- ثورات الربيع العربى الممولة من أمريكا وأوروبا وتركيا وإسرائيل وقطر.. ولننظر إلى ما كشفه الكاتب البريطانى روبرت فيسك فى تقرير للإندبندنت نشر تحت عنوان «سحق آثار سوريا القديمة».. يقول فيه: «إن تراث سوريا وقع ضحيّة للنهب من قبل قوات المعارضة والحكومة على السواء.. وأن هذه الكنوز التاريخية مثل القلاع الصليبية والمساجد القديمة والكنائس والفسيفساء الرومانية والمتاحف المليئة بالآثار.. سقطت جميعها فريسة للنهب والتدمير.. مثلها فى ذلك مثل متحفى حمص وحماه أيضاً للنهب وقلعة الحصن وهى «أفضل قلعة فى العالم.. وكذلك الكنيسة الصليبية والمعبد الآشورى» فى تل شيخ حمد وقلعة المضيق ونُهبت الفُسيفساء الرومانية.

أما فى الشقيقة ليبيا، فأكدت دراسة فقدان أكثر من 8 آلاف قطعة أثرية لا تُقدّر بثمن خلال ثورتها المفتعلة.. وهذا ما أكدته إذاعة هولندا العالمية فى تقرير لها أكد أن الثوّار «المجرمين- العملاء - الخونة» استولوا على مخزن للآثار فى طليمثة هو نتاج عمل 10 سنوات من التنقيب لبعثة جامعة وارسو البولندية.. ومن بينها فسيفساء وفريسكو ومئات القطع الفخّارية والتماثيل النصفية الجنائزية من العصور الإغريقية والرومانية والبيزنطية. ونقلت محطة BBC عن المجلس الانتقالى الليبى أن آلاف القطع النقدية والأثرية الثمينة سُرقت من خزانة البنك التجارى فى بنغازى على أثر حريق اندلع فى المصرف كجزء من عملية سرقة مخطّطة استهدفت «كنز بنغازى».

العراق الحبيب لم ينجُ أيضاً من هذه الجريمة.. حيث تمت سرقة 10 آلاف قطعة أثرية منه إبّان الاحتلال الأمريكى - البريطانى البغيض موزّعة على متاحف نيويورك وبنسلفانيا ومدن غربية أخرى.. المسئولون العراقيون أكدوا أن القوات الأمريكية والبريطانية سرقت أكثر من 80 ألف قطعة أثرية أخرى، بالإضافة إلى الأرشيف اليهودى بالكامل من قبو داخل دائرة مقر الاستخبارات العراقية.. ثم قاموا بنقله إلى أمريكا ومنها إلى الكيان الغاصب «إسرائيل»، كما سرقت مئات القطع الأثرية المهمة من تونس واليمن وأفغانستان والصومال عقب الأحداث التى تعرضت لها هذه الدول بواسطة مافيا الآثار العالمية.. ونفس السيناريو حدث فى مصر قبل وبعد 25 يناير.. وجميعنا تابع جريمة نهب آثار المتحف المصرى وعشرات المخازن والمواقع الأثرية التى هُربت للخارج لتلحق برأس الملكة نفرتيتى وتمثال حم أيونو المهندس الذى بنى الهرم الأكبر وحجر رشيد الموجود فى بريطانيا ولوحة الزودياك التقويم الموجودة فى متحف اللوفر الفرنسى إلى جانب المسلّات الموجودة فى أمريكا وميدان الكونكورد بفرنسا، فضلاً عن عدد 15 مسلة أخرى فى إيطاليا وحدها.

ومن المضحكات - المبكيات أن «اليونسكو» تعمدت إبرام اتفاقية مشبوهة تبيح للغرب الاحتفاظ بما نهبه من آثار وتراث العرب والمسلمين فى متاحفه طالما كانت هذه المسروقات قبل عام 1970.. «قمة اللصوصية والاستعباط والبلطجة»!!.. يعنى المفروض أن ننسى استرجاع خمس آلاف قطعة أثرية مصرية فى متحف اللوفر وحده و100 ألف قطعة أخرى فى مخازنه.. ومئات القطع والكنوز والتحف العربية والإسلامية النادرة الموجودة فى مدينة ليون.. أما المتحف الوطنى البريطانى فيمتلك هو الآخرالنصيب الأكبر من أنفس الآثار وأثمنها التى نهبها البريطانيون من: اليمن ومصر والعراق، وغيرها.. ويؤكد خبراء الآثار المصريون أن هذا المتحف يحتوى كذلك على 15 ألف مخطوطة عربية تمت سرقتها من أكبر المجاميع الإسلامية.. ولفتوا إلى أن خمسة ملايين سائح من كل دول العالم يقصدون هذا المتحف سنوياً لمشاهدة الآثار المصرية.