رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإعلام والانتخابات البرلمانية « 2- 2»


عندما نكون أمام إجراء انتخابات ويؤدى الإعلام المرئى دوراً سلبياً، فإن هذا الدور يصبح على حساب الناخب بشكل مباشر وتتم بالتالى عملية تجريف الوعى أو تزييفه ورغم أن هذه الجريمة بحق المجتمع تقترف على مستويات عدة إلا أن الإعلام هو الشريك الأصلى فيها لأنه الناقل المباشر للمتلقى الضحية أو المجنى عليه وتأخذ هذه الصورة أشكالاً مختلفة منها برامج تجمل صورة المرشح أو برامج تناقش إنجازاته أو برامج تدعو مباشرة إلى انتخابه والأخطر أن يكون هذا المرشح من مالكى الوسيلة الإعلامية.

وأتصور أن الإعلام الاجتماعى أو ما اصطلح تسميته «السوشيال ميديا» يعد أمراً أكثر خطورة فى التأثير على الرأى العام فى الانتخابات لأن التليفزيون سواء كان عاماً أو خاصاً تحكمه ضوابط تتراوح بين التشدد فيها إلى التساهل فى التعامل معها كما أوضحنا من قبل أما شبكة المعلومات الدولية فهى مفتوحة بلا ضوابط إلا المعايير الأخلاقية التى يلتزم بها المتصفح على مواقع التواصل الاجتماعى وأهمها تويتر وفيس بوك فهناك، ملايين الحسابات والصفحات الشخصية من حق أصحابها أن يكتبوا ما يرونه فى أى وقت يشاءون سواء كان بالحق أو الباطل بالصدق أو الكذب، وتلك خطورة هذه المواقع التى كلما مر الوقت أصبح لها شعبية وتأثير بين جماهير الناخبين الذين سيتأثرون حتماً بكل ما يكتب فيها من أخبار وتعليقات وآراء، ودعونا نتوقف قليلاً أمام بند الأخبار على هذه المواقع فى الميديا التقليدية هناك مصادر للأخبار ولها شروط، حيث تعتبر الثقة الشرط الأهم فى المصدر لأنها تعبر عن درجة صدقية الخبر وفى غرفة تحرير الأخبار يحظر على فريق العمل التعامل مع المصادر المجهولة وغير الموثوق فيها ولكن فى مواقع التواصل الاجتماعى لا يوجد معيار مهنى يحكم مصدر الأخبار ما قد يؤدى إلى اختلاق أخبار غير حقيقية بمعنى تتحول هذه الأخبار الكاذبة إلى شائعات تنتشر بسرعة بين المتصفحين، وبالتالى بين الناخبين طالما نحن نتحدث عن الانتخابات، وهنا من يلاحق قانونياً هذه الأخبار المجهولة المصدر ولهذا كنا نحذر محررى الأخبار من اعتبار مواقع التواصل الاجتماعى مصدراً للأخبار كل ماكنا نوجه به هو اعتبارها مؤشراً لقصة إخبارية ما قد تصدق أو لا تصدق ومن هنا لا يدخل الفيس بوك أو تويتر ضمن مصادر الأخبار.

إن العملية الانتخابية التى تتلخص فى توجه الناخب إلى صندوق الاقتراع لاختيار نائب الشعب فى البرلمان تخضع لمؤثرات إعلامية تسهم بشكل فاعل فى تكوين رأى الناخب فيمن سيعطيه صوته ونلاحظ أن علاقة الإعلام بالانتخابات تبدو أكثر ارتباطاً فى المدينة عن الريف وفى المناطق القريبة من العاصمة والتجمعات الحضرية عن المناطق النائية والحدودية وفى المجتمعات المختلطة عن القبلية أو العشائرية، حيث إن الناخب فى المدينة يكون الرأى الانتخابى من وسائل الاتصال الجماهيرى وتحديداً من الإعلام المرئى أو السوشيال ميديا ولكن تعتمد المجتمعات القبلية وفى المناطق النائية على عملية الاتصال المباشر بين المرشح والناخب فى تكوين الرأى الانتخابى، وغالباً ما يكون الرأى من البداية نتيجة العلاقات الأسرية والالتزام برأى القبيلة.

كلمة أخيرة إن دور الإعلام فى الانتخابات البرلمانية إذا كان هدفنا هو بناء مجتمع ديمقراطى أعتقد أنه لابد أن يلتزم العدالة والحيدة والمساواة.