رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إفراج "السيسي" عن "فهمي ويارا والحاذق".. رسالة سلام للعالم الغربي.. وتأكيد على عدم وجود خصومة مع الشباب

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

خطوات حثيثة يسير عليها الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه رئاسة الجمهورية في 3 يوليو 2014، للتقرب من فئات الشعب، لاسيما الشباب منهم، حيث أصدر السيسي أكثر من قرار وأطلق مبادرات عديدة خلال الفترة الأخيرة من أجل دعم الشباب وضمان مستقبل أفضل لهم.

آخر تلك القرار ما أصدره السيسي صباح الأربعاء، قرارًا جمهوريًا بالعفو عن 100 من الشباب المحبوسين بينهم سناء سيف، ويارا سلام، وتضمن القرار كلًا من الصحفي محمد فهمي المتهم بقضية خلية "الماريوت" والشاعر عمر الحاذق.

خبراء الشأن السياسي أكدوا أن تلك الخطوة ليست بجديدة على الرئيس السيسي، وأنه أراد بها بعث رسالة سلام للعالم الغربي، والتأكيد على أن الدولة لا تحمل أي خصومات مع الشباب، ولكنها تسعى لاحتوائهم، فضلًا عن تأثير تلك الخطوة في تغيير شعور الشباب بأنهم مستهدفين داخل دولتهم.

محمد أبو حامد، البرلماني السابق، رأى أن هناك قضايا عديدة أثارها الشباب المحبوسين احتياطيًا في الفترة الأخيرة، ولكن قرار العفو الرئاسي عن البعض منهم دليل على أن الدولة ليس لديها خصومات مع الشباب، بل أنها تعمل على رعايتهم وتحرص على احتوائهم.

وأوضح، أن الدولة تقوم بمراجعة شاملة ودورية للحالات المختلفة للشباب والقضايا التي اتهموا فيها، ومراجعة الجرائم التي قاموا بها وكان أبرزها اختراق قانون التظاهر، والاعتداء على الدولة، من أجل استغلال أي فرصة للإفراج عنهم في إطار القانون والدستور.

ولفت إلى أن الرئيس السيسي منذ توليه السلطة وهو ينتظر الأعياد الشعبية سواء قناة السويس أو احتفالات أكتوبر أو عيد الأضحى والفطر، ليسبقها بقرار عفو رئاسي عن بعض الشباب المحبوسين احتياطيًا، وغيرهم من المسجونين الذين أدوا أيام قليلة من عقوبتهم وأثبتوا حسن سير وسلوك.

وأشار إلى أن الدولة تحاول محاكمة المخالفين ولكن ليس لديها خصومة مع الشباب بل تعمل على مراعاة حقوقهم في إطار المصلحة العامة والقانون، لافتًا إلى أن تأثيره يكمن في تلك الرسالة، وإعطاء شعور لفئة الشباب بأنهم غير مستهدفين سواء كانوا معارضين أو مؤيدين.

وأشاد مصطفى بكري، الكاتب الصحفي، بقرار الرئيس السيسي، مؤكدًا أنه قرار إنساني بعيدًا عن أروقة السياسة، ويدل على محاولات السيسي العديدة للتقرب إلى فئة الشباب، لاسيما أن القرار شمل صحفي الجزية محمد فهمي، صاحب الموقف الوطني الأصيل، والذي كشف قناة الجزيرة وجرائمها ضد الشعب المصري.

"رسالة سلام للإعلام الغربي"... هكذا وصف ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل، قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكدًا أنه أراد توجيه رسالة إلى الإعلام الغربي الذي على الدوام ما يلقي باللوم علينا، وهي أن مصر تريد من يأتي إليها من الإعلاميين الغرب أن يلتزم بالقوانين والقواعد المنصوص عليها، ولا يخرج عن ذلك الإطار مطلقًا، ولا يعمل ضد مصلحة الوطن لأجل أغراض معينة.

وأضاف أن من حق الرئيس السيسي إصدار العفو وفقًا للدستور المصري، الذي ضمن له أحقية تسليم المتهمين الأجانب إلى دولهم، ولاسيما أنه قد أخذ حكم فيما سبق بالسجن 7 سنوات في يونيو الماضي وتمت مداولته في المحاكم.

وأكد أن ذلك القرار لم يكن الأول للرئيس السيسي، مشددًا على أنها خطوة تخرس ألسنة جمعيات حقوق الإنسان التي تتحدث يوميًا عن القمع في مصر دون جدوى، مشيرًا إلى أن السيسي يحاول بتلك الخطوة أن يفتح صفحة جديدة مع الشباب، وأن كل الشباب المتحمس الذي تظاهر فقط ضد قانون التظاهر ولم يهدف لتخريب البلاد يتم الإفراج عنه.

وتابع بعض المنتمين للإعلام الغربي في كبار الصحف الإعلامية يتحركون تبعًا للتمويل الإخواني القطري، مشددًا أن قرار الإفراج عنه يصب في مصلحة الأمن القومي، خاصة أن حبسه لن يعود بأي فائدة على مصر، واختيار السيسي لذلك التوقيت كان موفقًا ومتوقعًا.

ورأى سعد الدين إبراهيم، مدير مركز بن خلدون، أن قرار الرئيس جيد، وبهذا العفو الرئاسي تم وضع الأمور في نصابها الصحيح، وأن شباب الثورة الذي يدين له كل من في السلطة الآن بوجوده في السلطة، تم إطلاق سراحهم.

وأشار إلى أنه كان من الغريب أن رموز النظام السابق يحصلون على البراءة ومن قام بالثورة خلف القضبان، لكن هذا الوضع الغريب تم تصحيحه بهذا العفو الرئاسي، وينبغي الإفراج عن جميع الشباب وتقديمهم للمحاكمة، حتى لا تعود الدولة العميقة للتحكم في مصائر الشعب.

وأضاف، مطلوب بهذه الخطوة أن تتم خطوات أخرى مشابهة لها ببدء صفحة جديدة بمناسبة الأعياد والتهيؤ للمرحلة الأخيرة في خارطة الطريق وهى انتخاب مجلس نيابي.