رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جالس نفسك


وأنا أراقب المشهد السياسى الحالى فى مصر وفى العالم العربى أشعر بضجيج «الزنبليطة فى الصالون» وأشعر «بأن ضغطى بيرتفع» وأننى بحاجة إلى الهدوء لأبدأ من جديد.. فنحن دائماً مندفعون، ثائرون، نعيش الفصل الأول مِن كتاب الحياة فى اشتهاء الفصل الثانى وينقضى الجزء الثانى من حياتنا فى التأسف على ما فاتنا من الجزء الأول!! فإذا كنت تحب الحياة فلا تضيع وقتك فى اليأس والحزن على ما فاتك وجالس نفسك ولا تشغل نفسك بما لا تستطيع أن تغيره ولا «ترفع سعرك فيردك الله إلى ثمنك» صدقت يا شافعى.. واقترب من الله فهو الملاذ.

سأل إبراهيم بن أدهم: لم لا تخالط الناس؟ فقال: «إن صحبت من هو دونى آذانى بجهله وإن صحبت من هو فوقى تكبر علىَّ وإن صحبت من هو مثلى حسدنى، فاشتغلت بمن ليس فى صحبته ملل ولا صلة انقطاع ولا فى الأنس به وحشة»!!! وأرتوى بأفكار وحكمة أصدقائى المفكرين وبحكماء الزمان.. وأعود إلى كتبى لأستعيد السكينة والهدوء وحماسى والأمل فى مواجهة مصاعب الحياة لأن من يعيش على الأمل لا يعرف المستحيل، و«إذا فقدت مالك فقد ضاع منك شىء له قيمة وإذا فقدت شرفك فقد ضاع منك شىء لا يقدر بقيمة وإذا فقدت الأمل فقد ضاع منك كل شىء» فأستعيد تفاؤلى «المتفائل يرى الوردة أما المتشائم فيرى الشوك».

فأنشغل بتأمل أفكارهم وأقوالهم لأستعيد حكمتى وقوتى لتغيير الواقع.، فكما قال لقمان «عليكم بثلاث ؛ جالسوا الكبراء وخالطوا الحكماء واسالوا العلماء».. فأستفيد من نصائحهم كما قال أفلاطون «من يأبى اليوم قبول النصيحة التى لا تكلفه شيئاً فسوف يضطر غداً إلى شراء الأسف بأغلى سعر !!!» لا يوجد فى الحياة إنسان فاشل، ولكن يوجد إنسان بدأ من القاع وبقى فيه». «التاريخ ليس ما تصنعه الصدف ولا مكائد الاستعمار ولكن ما تصنعه الشعوب ذاتها فى أوطانها».. صدقت يا حكيم،. والآن.. عليك أن تبدأ الحياة من جديد كما لو أنها قد بدأت الآن.... وعليك أن تحب حياتك فغيرك يحلم بأن يملك مثلها... وعليك أولاً أن تنافس نفسك لكن... كيف ننافس أنفسنا؟ موعدنا الخميس المقبل فى أول يوم عيد الأضحى المبارك إن شاء الله.. عيد سعيد عليكم...