رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زِنْ كلماتك


كلما تابعت هفوات، شتائم، السباب، الألفاظ الخارجة لبعض وجوه القوى السياسية وبعض الوجوه الإعلامية الآن التى تتصدر القنوات الفضائية تحت مسمى «مذيعين» أو «ضيوف دائمين فى البرامج».... اتاكد أن ألفاظك ومفرداتك اللغوية وكلماتك هى وسيلة لمعرفة نفسك وكشف الآخرين.. وأن الكلمة لها ميزان.. فثمة كلمة قد تكسبك العالم ولكن قد تخسر نفسك! وكلمة قد تفقدك العالم ولكن تكسب نفسك!! وأتذكر حكمة قديمة «ما ندمت أبداً على ما لم أقله مرة واحدة، ولكنى ندمت على ما لم أقله مراراً!! وأن الكلمة أسيرة فى وثاق الرجل، فإذا تكلم صار فى وثاقها!!!

وأتذكر كلمات سيدنا يونس الذى طال صمته بعد خروجه من بطن الحوت فقيل له: ألا تتكلم؟ فقال: الكلام صيرنى فى بطن الحوت!!!. وأتامل كلمات جون جاك روسو «الناس الذين يعرفون القليل يتحدثون كثيراً، أما الذين يعرفون الكثير لا يتحدثون إلا قليلاً» صدقت يا روسو..... كما أتذكر كلمات الإمام الشافعى «إذا أردت أن تحيا سليماً من الرد.. ودينك موفور وعرضك صين.. فلا ينطقن منك اللسان بسواه...فكلك سوءات وللناس السن.. وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى.. ودافع بالتى هى أحسن».

علينا أن نعلم أهمية أن نزن كلماتنا.. وأن نعرف أنفسنا.. فزن كلماتك تحترم نفسك....

كلما تأملت مواقف، تويترات وتصريحات بعض النخب السياسية أو بعض رؤساء الأحزاب.... أتذكر كلمات الإمام على بن أبى طالب التى يصف بها الجهلاء «الجاهل يعرف بست خصال الغضب من غير شىء، والكلام فى غير نفع، والعطية فى غير موضعها، وان لا يعرف صديقه من عدوه، وإفشاء السر، والثقة بكل أحد»... صدقت يا إمام..

كلما رأيت غرور، هفوات بعض الأنذال الذين يتصدرون المشهد والصفوف بعد كانوا بالأمس فى عالم الظلال.. وأراهم اليوم يتلألأون تحت الأضواء ويشار إليهم كأنهم «سيبويه» أو كأنهم «حكماء الزمان» أتذكر كلمات أبو طالب «إذا وضعت أحداً فوق قدره فتوقع منه أن يضعك دون قدرك». صدقت يا على!!!

كلما رأيتهم أتذكر حكمة قديمة «أيها الإنسان.. أنت وأنا ورقتان على غصن، فرعان من شجرة الحياة نحن الآن زاهيان وغداً سنذبل.. نحن الآن فوق الأرض وغداً تحت سطحها... ندوس الحشرات بأقدامنا اليوم وغداً تدوسنا بأقدامها، أفلا يجب أن تتذكر الآن أين ستكون غداً؟»!! وأتذكر حكمة كونفيشيوس «من يتكلم بغرور، سيجد صعوبة فى جعل كلماته مسموعة»... وأتذكر كلمات الإمام الشافعى فى وصفه السفيه «يخاطبنى السفيه بكل قبح.. فأكره أن أكون له مجيباً. يزيد سفاهة فأزيد حلماً.. كعود زاده الأخلاق طيباً».. عليك أن تتذكر دائماً أبيات الإمام الشافعى «الدهر يومان ذا آمن وذا خطر.. والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر»، فآمن غدر الزمان وتواضع.. ولا تكن سفيهاً جاهلاً».

زن كلماتك.. صن لسانك.. فتكلم قليلاً.. واستمع وأصمت كثيراً.. موعدنا الأحد المقبل إن شاء الله.