رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«نواب» على الطريقة المكيافلية «2- 2»


فى نهاية الجزء الأول تحدثنا عن أن هناك مخاوف من عودة قوى سياسية إلى المشهد البرلمانى وهى على وجه التحديد التيار السلفى الوريث الشرعى لجماعة الإخوان التى أسقطتها ثورة 30 يونيه وأنصار نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك أو ما اصطلح على تسميتهم بـ«الفلول»، بعبارة أخرى نحن أمام «فلول الإخوان» و«فلول الحزب الوطنى المنحل» وكلاهما سواء بالاتفاق أو بالصدفة يشكلان خطراً على البرلمان المقبل، وهناك قوى آخرى تشكل ما يعرف بـ«الطابور الخامس» وهى المدعومة من أطراف دولية فى مقدمتها الولايات المتحدة التى تدعم أيضاً بشكل غير مباشر «التيار السلفى».

ونؤكد أن هذه القوى هى التى تؤمن بنظرية الغاية تبرر الوسيلة ولهذا ليس مبالغة القول إنها إخوان مكيافيلى الذين سيستخدمون وسائل الخداع السياسى للوصول إلى غايتهم وهى المبادئ التى حفظوها عن ظهر قلب ومارسها الإخوان عام 2011 وسوف يمارسها «إخوان مكيافيلى» عام 2015 فى انتخابات مجلس النواب.

ويبقى الحديث عن كيفية مواجهة السياسات المكيافيلية الجديدة هناك أكثر مستوى من التحرك للمواجهة أهمها من وجهة نظرى وعى المواطن عموماً ووعيه بالمخاطر المحدقة به وتقع مسئولية تشكيل الوعى على الأسرة والمسجد والكنيسة والمدرسة والجامعة وعلى إعلام الدولة تحديداً والفنون الراقية، ونشير هنا إلى أن الدعوة إلى الحياد فى الأمور المتعلقة بمستقبل الوطن خيانة، ومن ثم يأتى دور الحكومة التى ستعلن أنها لن تتدخل فى الانتخابات ودورها ينحصر فى الأمور اللوجيستية والإدارية المتعلقة بالانتخابات هذا يعد أمراً مقبولاً ولا خلاف عليه لكن لابد أن نتساءل هذه الحكومة أو غيرها تقف إلى جانب أى من القوى فى المجتمع بصرف النظر عن الانتخابات؟ حيث لا تعد الانتخابات مجرد اختيار أشخاص يصبحون نواباً فى البرلمان نحن نختار فكراً وسياسات تحدد مستقبل هذا الشعب وعليه يجب أن يمثله فى البرلمان من يعبر عنه فعلاً وليس من جاء يفرض وصايته عليه ونقع فى المحظور!!

ولهذا يجب التدقيق فى اختيار من يمثلون الشعب خاصة أن مصر على أعتاب مرحلة بناء بكل ما تحمله كلمة بناء من معان تبدأ ببناء الإنسان الذى أنهكته الثورات، حيث نحتاج إلى من هو قادر على الإنجاز ونريد جيلاً جديداً من شباب مصر يقتحم الحياة البرلمانية لا نريد الوجوه القديمة التى أكل الدهر عليها وشرب، نريد نواباً يتعلمون قيمة الاختلاف من أجل الاتفاق على كلمة سواء تضع مصالح مصر فى قمة أولوياتها وهذه قمة الممارسة الديمقراطية ولا نريد «من اتفق على ألا يتفق»، ولا شك أن مفهوم النائب فى ذهن البعض يجب أن يتغير، حيث يعتقد كثيرون أن الطريق إلى البرلمان يبدأ بتقديم الخدمات الشخصية ويرتضى هذا النائب أو ذاك لنفسه أن يكون من أهل الوساطة والمحسوبية وتلك مداخل طبيعية للفساد المجتمعى.

وأعتقد أن كثيرين ممن ترشحوا على الطريقة المكيافلية يتبعون هذا الأسلوب أى نائب الخدمات للوصول إلى مقعده تحت قبة البرلمان لاسيما أتباع السلفيين أو المتسلفين!!