رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فريق علاج السرطان بالذهب لـ"الدستور":أول علاج مصري للأورام سيخرج للنور في 2020.. والتجارب البشرية بعد 6 أشهر

الدكتور هاني الناظر
الدكتور هاني الناظر

فجأة وبدون مقدمات وأثناء اجتماعي بالدكتور هاني، الناظر بمكتبة بالمركز القومي للبحوث، اقتحم مجلسنا العالم المصري الدكتور مصطفى السيد، الحاصل على أعلى وسام في العلوم من الولايات المتحدة الأمريكية والمشرف على مشروع علاج السرطان بجزيئات الذهب المتناهية الصغر بالمركز القومي للبحوث، وأعضاء فريقه الدكتور أحمد عبدون، رئيس الفريق البحثي الخاص بتجارب استخدام الذهب في علاج السرطان، والدكتورة أميمة قنديل، أستاذ بتكنولوجيا الأجنة، ليعلنوا عن استعداداتهم لكشف آخر مستجدات العلاج بالذهب.
وكشف الدكتور مصطفى السيد لـ"الدستور" ،عن أن أول علاج مصري للأورام السرطانية يمكن أن يخرج إلى النور في 2020، وأنه سيجتمع خلال أيام بالاجتماع بالدكتور حسين خالد لتقديم تقرير عن نسبة نجاح الدواء، يتبعها اجتماع آخر خلال المؤتمر العام، الذي سيبدأ من 28 وحتى 31 أكتوبر للإعلان عن النتائج النهائية للمرحلة الثالثة، وما سيحتاجه الفريق خلال العامين المقبلين.
أما عن آخر النتائج التي حققها الفريق، فقد أكد الدكتور أحمد عبدون، رئيس الفريق البحثي الخاص بتجارب استخدام الذهب في علاج السرطان، أن المرحلة الثالثة من التجارب على العلاج تمت جرت على إحدى القطط المصابة بسرطان الثدي باستخدام أنواع جديدة من الذهب النانو وهى Nano sphere و Nano cages و Nano shell، لافتًا إلى أن تلك الأنواع تعد أقوى أنواع النانو تأثيرًا، وسيتم استخدامها في علاج أنواع جديدة من السرطانات مثل سرطان الكبد والبنكرياس.
وقال الدكتور عبدون: إن جرامات قليلة تم استخدامها في التجارب، وأن التجارب أثبتت أن جراما واحدا من الذهب يكفى لعلاج ألف مريض، مشيرا إلى أن تجارب المرحلة الثالثة أثبتت نجاحا كبيرا في شفاء قطة مصابة بسرطان الثدي بمعالجتها باستخدام ضوء محمل بجزيئات الذهب، وأن تلك القطة تقوم حاليا بإرضاع صغارها بالثدي الذي كان مصابا بالسرطان منذ أسابيع مضت، بعد أن أشار المحكم الرئيسي إلى أن نتائج البحث جديدة وغير مسبوقة، وأنها ستكون مرجعًا باعتبارها أول حالة على مستوى العالم، وأول بحث ينشر في هذا المجال.
وأوضح "عبدون" أن نتاج المرحلة الثانية، أجبر إحدى كبريات المجلات الطبية المتخصصة في طب الجزيئات المتناهية الصغر الأمريكية على الموافقة على البحث، الذي تقدم به 10 أعضاء من الفريق المصري نشرة بعد فترة تحكيم لم تتجاوز 15 يومًا، مؤكدًا أن التجارب على الإنسان طبقا للبروتوكول العلمي ستبدأ بالتعاون مع معهد الأورام بالتنسيق مع أستاذ الأورام الدكتور حسين خالد وفريقه البحثي خلال ستة أشهر.

وأشار الدكتور عبدون إلى أن الفريق البحثي بقيادة الدكتور مصطفى السيد، يدرس حاليا نتائج جميع التجارب التي تمت على الحيوانات، لإعداد تقرير متكامل لوزارة الصحة، وأن النتائج الأولية مبشرة تؤكد إمكانية مخاطبة وزارة الصحة على سرعة إجراء التجارب علي الإنسان، مبينًا أن جميع التجارب التي أجريت علي القطط والكلاب أظهرت أن 70% من الحالات المصابة بالسرطان، يمكن أن يعودوا إلي حالتهم الطبيعية، بل واختفت الأعراض السلبية كالانكماش والإحساس بالعزلة وعدم القدرة على التعامل مع الآخرين، وعادوا لممارسة حياته الطبيعية.

أما الدكتورة أميمة قنديل، أستاذ تكنولوجيا الأجنة وأحد أهم الباحثين بالفريق، فأكدت أن فكرة العلاج بحبيبات الذهب النانوية لن تختلف طبقا لاختلاف نوع انتشار السرطان، وأن طريقة علاج سرطان الكبد ستماثل طريقة علاج سرطان الثدي والرقبة والبنكرياس وغيرها من السرطانات، مشيرة إلى أن السرطان عبارة عن خلية نشطة تتكاثر بسرعة وبالتالي تضغط على الخلايا الطبيعية وتقتلها، وفي الوقت ذاته تنتشر في الجسد وتنقل الورم من مكان لمكان آخر، وأن عملية حقنها بحبيبات النانو تقتل الخلايا السرطانية وتمنع عمليه انتشارها، دون التأثير على الخلايا السليمة.

ونفت الدكتورة أميمة وجود أي تأثيرات سلبية علي وظائف الأعضاء للحيوانات، مبينة أن جميع التجارب على الكلاب والقطط أكدت عدم وجود أي تأثيرات علي وظائف الكبد والكلي، حتى أن صورة الدم قبل العلاج وبعدها لم يحدث فيها أي تأثير سلبي، بعكس طرق العلاج الكيماوية، مبينة أن التجارب المعملية بدأت على الفئران ثم القطط ثم الكلاب التي يستخدمة علماء الغرب كموديل لـ"الهيومان كيست"، فمن يريد التدريب يتدرب أولاً على كلب كموديل، وقد طلبت وزارة الصحة أن يكون هناك تجارب على طبيعة متقاربة لفسيولوجية جسد الإنسان وكان الكلب.
أما عن ضرورة وجود هيئة مصرية للدواء شبيهة بالهيئة الأمريكية لاستقبال أول دواء مصري لعلاج السرطان قالت الدكتورة أميمة: إنه يكفي مصر هيئة الرقابة الدوائية بشكل مبدئي، مؤكدة في الوقت نفسه أن رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، أعلن في شهر فبراير الماضي، أن هذا الدواء سيكون مصري 100%، فكل التجارب التي قام بها الفريق تطمئن أن الدواء بالنسبة للبشر لن يكون لديه أي تأثير.

وفي ختام اجتماع جريدة "الدستور" بالفريق البحثي، طالب العالم المصري الدكتور مصطفى السيد، أن الحكومة المصرية تقتضي بالتجارب الغربية في تحسين الوضع الاقتصادي بالبحث العلمي، مبينًا أن القانون في الدول الغربية يمنع إنشاء أي مصنع بميزانية الدولة، وأن الدولة لا تنفق إلا على الأبحاث العلمية وبراءات الاختراع، ثم يتم طرحها على رجال الأعمال والمستثمرين لفتح خطوط إنتاج.

وأوضح الدكتور مصطفى السيد ضرورة فهم لعبة الوساطة بين رجال العلم ورجال الإنتاج بكل أنواعه الصناعية والزراعية، مشيرا إلى أن مصر بها الآلاف من العقول وشباب المفكرين والمبتكرين التي تتجاهلهم الدولة، وأنه حينما طالبهم بسرعة تسجيل هذه الأفكار للحصول على براءة رسمية بها، كانوا يبلغونه بخوفهم من سرقة تلك الأفكار، حتى أنه طالب الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، بإنشاء مبنى لبراءة الاختراع تحت رئاسته حتى يطمئن المخترعين والمبتكرين، مؤكدًا في الوقت ذاته ضرورة خلق وسيط تجاري بين المراكز البحثية والمؤسسات الصناعية.