رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد مرور 14 عامًا:

3 أسباب وراء تراجع التضامن العربي مع أمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

دعم وتعاطف عربي ودولي لاقته الولايات المتحدة الأمريكية بعد حادثة إرهابية هي الأقوى في تاريخها، والتي طالتها في 11 سبتمبر عام 2001، وهي تفجير برجي التجارة العالمي في مدينة "نيويورك" الأمريكية، بعدما تم تحويل اتجاه أربع طائرات لتصطدم بأهداف محددة نجحت في ثلاثة منها.

الأهداف تمثلت في برجي مركز التجارة العالمي، ومقر وزارة الدفاع الأمريكية، وسقط نتيجة لهذه الأحداث 2973 ضحية و24 مفقودًا، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة.

وهبت الدول العربية والأوربية تندد بالحدث، وتعرض المساعدات على أمريكا، وتعلن تعاطفها معها ودعمها الكامل لها، إلى درجة أن بعض الدول ساعدتها في غزو العراق وأفغانستان، وبعد مرور 14 عامًا على ذلك الحدث، قل التعاطف مع أمريكا من الدول كلها وتبدل الحال من التعاطف إلى العداء.

"تغييرات إقليمية، مواقفها المخزية، دعمها للإرهاب" ثلاثة أسباب وضعها خبراء الشأن السياسي لتفسير السبب وراء تراجع التعاطف العالمي مع أمريكا، بعد مرور 14 عامًا على الحادث.

مختار غباشي، نائب رئيس مركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، رأى أن هناك توابع عديدة أعقبت حادثة 11 سبتمبر، كان أولها احتلال أمريكا للعراق وأفغانستان، وظهرت مؤلفات عديدة تبعًا لتداعيات ذلك الحدث، اتهمت وقتها إسرائيل بالتدبير لذلك الحادث؛ لأن شركات كثيرة تابعة لها اختفت من البرج وقت الانفجار، وتارة أخرى اتهمت تنظيم القاعدة بالتدبير للعملية الإرهابية.

وتابع: إن تغييرات كثير أصابت العالم برمته منذ ذلك الحادث، والسياسية الأمريكية أخذت موقف عدائي من الجميع، وصار لسان حال أمريكا "من ليس معنا فهو ضدنا"، الأمر الذي انقلب عليها في النهاية.

وأوضح، أن رؤى كثيرة تغيرت أيضًا في الواقع العربي، وحدث نوع من السيولة في بعض البلدان العربية، والبعض الآخر عانى ولا يزال من أفاعيل أمريكا ودعمها للإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي خفقت حدة التعاطف لأن التوقيت والظروف والآليات اختلفت.

وشدد على أن أمريكا تجني نتيجة ذلك الآن، فأصبحت روسيا تمثل لها ندية مع الدول العربية بعدما جذبت الجميع إليها منذ عام 2010، فأصبح هناك متغيرات دولية وإقليمية خفت أمامها حدة التعاطف.

وأضاف: إنه عقب ذلك الحدث التاريخي زادت حدة الإرهاب في البلاد، وخرجت الجماعات الإرهابية من نحورها مثل "داعش، وجبهة النصرة، والفتح، والقاعدة" وراعتها أمريكا وأمدتها بالقوة والمال لتحارب الجميع، فكان رد فعل طبيعي أن ينقلب عليها الكل ويخف حدة التعاطف.

وقال عبد الله المغازي، معاون رئيس مجلس الوزراء، إن الولايات المتحدة الأمريكية استغلت حادث 11 سبتمبر للنيل من كافة الدول التي كانت بينهم عداوة، بدلًا من أن تستخدمه للقضاء الحقيقي على الإرهاب بالتكاتف مع الدول العربية، بل ساهمت أمريكا منذ ذلك الحدث على زيادة معدلات الإرهاب في الشرق الأوسط.

وأشار إلى أن نسبة الإرهاب زادت في العالم بعد دخول أمريكا ملتقى الشرق الأوسط بأربعة أضعاف، مما كان عليه قبل دخولها العراق بحجة أن لديها أسلحة نووية، الأمر الذي فضحها بأنها ممول ومساعد أكبر للإرهاب.

وأوضح، أن أمريكا عاشت على نظرية أحادية في تعاملاتها مع الشرق الأوسط، وهي من أطلقت مصطلح "الحروب والفوضى الخلاقة" على لسان وزيرة خارجيتها "كوندليزا رايس"، والتي وعدت حين دخولها إلى أراضي العراق أنها ستكون منبع للديمقراطية، فأصبحت أحد أكبر بؤر الديكتاتورية في العالم.

ولفت إلى أن كل الدول أيقنت في الوقت الحالي أن أمريكا هي من ساعدت وزادت من حدة الإرهاب في المنطقة العربية، وبالتالي بدأ التضامن معها يقل كرد فعل طبيعي، وبدأت مصر وأغلب أمراء وملوك الدول الاتجاه نحو روسيا والصين.

وشدد على أن دول الإتحاد الأوروبي تساعد أمريكا في مطامعها بالشرق الأوسط، وتطمح هي الأخرى في الفوضى الخلاقة، فكانت هي أول من اكتوى بنار الإرهاب في الشرق؛ بسبب عدم إدراكهم لسيكولوجية الدول العربية.

وتوقع المغازي، مزيد من الشعور العدائي تجاه أمريكا من دول العالم العربي والأوروبي، وأن يقل التعاطف معها إلى حدوده الدنيا؛ بسبب مساندتها للإرهاب سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

مروان يونس، مستشار التخطيط الدولي، رأى أن المواقف السياسية لأمريكا عقب أحداث 11 سبتمبر هي من دفعت ذلك التعاطف للتراجع، حيث عملت أمريكا على إعادة التفكير في الإرهاب من ناحية سياسية بحتة، بمعنى أن تُربي الإرهاب في المنطقة حتى لا يطولها.

وتابع: إن أمريكا لم تعمل على القضاء على الإرهاب في بلادها بقدر عملها على تدعميه في البلاد الأخرى حتى تتقي شره، وهي سياسة غير مجدية؛ أدت إلى زيادة الإرهاب في المنطقة العربية كلها.

وأوضح، أن أمريكا هي أول من دعم جيش النصرة في سوريا والمقاتلين في كل الدول العربية، وقالت على المسلحين أنهم ثوار من كل أنحاء العالم، واتضح أنهم مجموعات إرهابية متكاملة تراعهم أمريكا لتتقي شرهم.

وأشار إلى أنها تبنت مواقف خاطئة على المستوى الدولي والعربي تجاه كل الدول مثل روسيا والصين ومصر، فضلًا عن مواقفها المخزية من الأزمات التي طالت الدول العربية مثل سوريا واليمن، مشددًا على أن استمرارها على ذلك النهج يؤدي بها إلى حرب عالمية جديدة.