رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما لا تعرفه عن "سيدة الغبار".. الناجية الوحيدة من أحداث 11 سبتمبر

سيدة الغبار
سيدة الغبار

واحدة من أشهر سيدات العالم التي كانت لا تتخيل يومًا حصولها على تلك الشهرة سريعًا، حتى جاءت لحظة تفجير برجي التجارة العالمي بالولايات المتحدة الأمريكية في 11 سبتمبر 2014، بعدما وجدت نفسها مشهور باسم "سيدة الغبار"؛ لأنها الناجية الوحيدة من ذلك الحادث الإرهابي.

"مارسي بوردرز" هي واحدة من الناجين القلائل من أقسى هجوم إرهابي في تاريخ مدينة "نيويورك" بأمريكا، التي تمت باستخدام طائرات انتحارية هدمت برجي مركز التجارة العالمي، وكان مستبعد وقتها أن ينجو أحد من ذلك الحادث الذي زلزل أمريكا وقتها.

قليلون استطاعوا الخروج من البرجين قبل انهيارهما، كانت "سيدة الغبار" واحدة من أشهر الناجين، وباتت صورتها واحدة من أشهر الصور التي تدل على معاناة البشر الذين قتلوا أو نجوا في ذلك اليوم.

عملت "بوردرز" لمدة شهر فى بنك "أوف" الأمريكي بمدينة "نيوجيرسي"، وكان عمرها 28 عامًا آنذاك، ثم بدأت العمل في مركز التجارة قبل شهر من الهجمات، وكانت تعمل في الطابق الـ81 من المركز، عندما ارتطمت به الطائرة الأولى، وتمكنت من الخروج من المبنى قبل اصطدام الطائرة الثانية به.

وفي مقابلة أجرتها معها صحيفة "تليغراف" البريطانية بعد 10 أعوام من الهجمات في 2011 أكدت مارسي أنها لم تتمكن من التخلص من التبعات النفسية التي لحقت بها جراء الهجمات، فبدأت بتعاطي المخدرات، كما أنها أدمنت شرب الكحول.

وقالت مارسي إنها كانت تشعر بالخوف في كل مرة ترى فيها طائرة، وكانت تشعر أن الطائرة قد ترتطم بأحد الأبراج، وبسؤالها ما إن كانت نظرت إلى صورتها الشهيرة في 11 سبتمبر، قالت مارسي إنها كانت تتجنب قدر المستطاع النظر إلى تلك الصورة.

وكانت صورتها أيقونة لبعض مخرجي السينما والصحافة التي تحدثت عن الهجمات، التقطها المصور، ستان هوندا، الصحفي لوكالة الأنباء الفرنسية، حيث تظهر مارسي في الصورة وهي مغطاة بالأتربة وعليها علامات الخوف والفزع.

وأجرت نفس الصحيفة حوار مع عائلتها عام 2011، التي ونوهت إلى أن مارسي عاشت فى خوف دائم ودوامة طويلة من البطالة والاكتئاب، واتجهت لتعاطي المخدرات، على الرغم من التعافي بعض الشيء، إلا أن المرض كان قد سيطر على جسدها، وبعض الأطباء ربطوا مرضها بتعرضها لملوثات كيميائية منبعثة أثناء انهيار البرجين.

وعلقت مارسي على ذلك الأمر في حوار لصحيفة "ميل أونلاين" قائلة: "عندي يقين مطلق في ذلك لأني لم يكن لدي أي أمراض من قبل، ولم يكن لدي ارتفاع في ضغط الدم، أو ارتفاع في نسبة الكوليسترول أو السكر، وهو ما أصابني بعد التعرض للأتربة".

وتابعت: ''مئات من الناس حاولوا الخروج، وكان الدرج الخاص بي لحقت به أضرارًا فادحة، وكان علينا أن ننتقل إلى درج آخر، وكان بداخلي اقتناع بأني سأموت، وشعرت بسعادة شديدة لأني كان لدي القوة للوصول إلى الأرض".

وفي حوار آخر لجريد "التايمز" قالت مارسي: "لم أكن أهتم بنفسي أو أي شخص آخر، ولم استطع التعامل مع الحياة، أصبحت مثل صفيحة قمامة، وفقدت 90 رطلًا من وزني، ولم تكن حياتي أفضل بأي حال من الأحوال، وأردت أن أتخلص منها".

توفيت "بوردرز" بعد معاناة مع سرطان المعدة، عن عمر ناهز الـ42 عامًا، وتركت وراءها طفلين، في 27 أغسطس الماضي من العام الحالي، وكتب ابن عمها جون بوردرز على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، يقول: ''للأسف، استسلمت للأمراض التي عانى منها جسدها منذ 11 سبتمبر".